كافة الحقوق محفوظة © 2021.
من نحن
“سراب”.. الفكرة والتحدي
* ريما العبادي
هل واقع “السوق الأردني” يستوعب إصدار مطبوعة رياضية شبابية شهرية جديدة ؟.. سؤال يراودنا منذ أن تبلورت فكرة إشهار مجلة “سراب”، وفي وقت دعانا فيه العديد من الأصدقاء والزملاء المحبين، الى الحذر من كون الفكرة أشبه بالمغامرة التي يتوجب علينا دراستها بروية وعمق، وذلك من واقع التجارب العديدة التي إنتهت إليها الكثير من الإصدارات الرياضية تحديدا.
لا شك أن التساؤل و”التحذير”، مشروعان ومنطقيان، في ظل ما يعانيه الإعلام الورقي من حال تراجع كبيرة، جراء الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعاني منها أغلبية الدول العربية، ومع بروز دور الإعلام “الإلكتروني” البديل، ما أدى الى إقفال العديد من المؤسسات الإعلامية العربية المعروفة، وتحول العديد منها الى الإصدار الرقمي الإلكتروني، وفي ظل حقيقة أن كل مواطن إمتلك “جوالا” أصبح إعلاميا ومصدرا إخباريا
. وفي هذا المضمار، لا بد من التأكيد على حقيقة إدراكنا على إستحالة نجاح المشروع “تجاريا” في مثل هذه الظروف الإقتصادية الضاغطة التي يعيشها المواطن الأردني خصوصا، ومؤسسات القطاع الخاص بشكل عام، مع والإعتماد على وسيلة “الإشتراك السنوي” في المجلة، لتغطية ما أمكن من تكلفة طباعة المجلة في المقام الأول، والإكتفاء بالإعتماد على كادر محدود العديد (لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة)، لينهض بكامل المجهود التي يتطلبه إصدار أعداد المجلة.
وفي ضوء ذلك، فإن فكرة إصدار “سراب” أعمق كثيرا من النظر الى كونها “هدف تجاري”، بل الأمر تعلق بمد جسور التواصل مع شباب الوطن على إمتداد تواجده، سواء في الميادين الرياضية أو في مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب، أو في الجامعات، من أجل إبراز نشاطات وإهتمامات وإنجازات الشباب الأردني، وفتح نافذة أمامه للتعبير عن طموحاته وتطلعاته، وإستقطابه الى ميادين خدمة وطنه بعيدا عن مسارات التيه والضياع.
وتزامنت التحضيرات لعملية إصدار العدد الأول من مجلة “سراب”، مع إنجازات مميزة حققتها الرياضة الأردنية عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص، حيث لمع نجم “النشامى” عاليا في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، التي إستضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وإلتف الشعب الأردني بكافة أطيافه حول المنتخب الوطني، فيما حقق منتخب السيدات إنجازا لافتا بفوزه بلقب بطولة غرب آسيا لكرة السيدات، والتي أقيمت في مملكة البحرين الشهر الماضي.
ندرك في أسرة تحرير “سراب”، صعوبة المهمة التي قررنا التصدي لها، كي يتسنى إنجاح هذا المشروع الوليد، ورغم ذلك نبدأ عبر إصدار النسخة الأولى من “سراب” هذا اليوم رحلة الألف ميل، إعتمادا على جهودنا وقدراتنا الذاتية للوفاء بالإلتزام المادي الذي تتطلبه مقتضيات إعداد مطبوعة نوعية من حيث الشكل والمضمون، فاتحين مساحة صفحاتها أمام كافة الهيئات الرياضية والشبابية، ولعل التعاطف الذي لمسناه مسبقا من قبل الكثيرين من هيئات وأفراد في الوسط الشبابي والرياضي المحلي، شكل رافعة ودعما معنويا مهما لنا، كي نباشر في ترجمة الفكرة الى مشروع ملموس على أرض الواقع، بعد شهور من التحضيرات الإدارية بدأت بالحصول على “التصريح القانوني” لصدور المجلة، ثم الشروع في رسم الخطوط العريضة لمسيرة العمل المهني، والتي تهدف الى خدمة نشاطات القطاعين الشبابي والرياضي في أردننا الحبيب وإبراز إنجازاتهما، في ظل قائد مسيرة الوطن صاحبة الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حيث نقدم له اول اصدار كهدية في عيد ميلاده الميمون.. حفظه الله ورعاه.