كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الفيصلي والوحدات “الزعيم والمارد”.. لقبان أكاديميان
سراب
ثمة فرق شاسع وموضوعي بين الألقاب الرياضية للألعاب المختلفة (بطل دوري، بطل كأس.. الخ)، وبين الألقاب الأكاديمية المتعارف عليها في الحياة العامة (دكتور، مهندس، محامي…الخ).. إذ تتصف الأخيرة بكونها ألقابا دائمة تلازم أصحابها مدى الحياة منذ أن يفي المرء بمتطلبات نيل تلك الألقاب.. فيما أن الألقاب الرياضية هي ألقاب غير ثابتة.. فليس هناك احتكار لزعامة رياضية أو بطل دائم لمسابقة تنافسية ما.. وإلا لفقدت المنافسات الرياضية سحرها وإثارتها ومفاجآتها. في كرة القدم المحلية ومسابقة دوري المحترفين على وجه التحديد.. يبدو أن فريقا الفيصلي والوحدات، نجحا منذ سنوات عديدة في تثبيث معادلة لقبيهما (الزعيم والمارد) من خلال إحتكارهما زعامة كرة القدم الأردنية وألقابها المحلية، وتحويل ألقاب المسابقات المحلية، من ألقاب رياضية يفوزان بها في مواسم، ويفقدانها لمصلحة أندية أخرى (الجزيرة، الرمثا، الأهلي، الحسين إربد.. مثلا) في مواسم أخرى، الى (ألقاب أكاديمية) حكرا على الفريقين، ذلك أن كل من الناديين يتسم بإمتلاك فارق كبير في الامكانات (في ابعادها المختلفة) عن اقرانه من الاندية المحلية التي ترعى كرة القدم وتشارك في مسابقاتها الرئيسية، ما يؤهل (الوحدات والفيصلي) الى الإستمرار في المحافظة على زعامة اللعبة محليا خلال سنوات أو حتى عقود قادمة.
لا شك أن الفيصلي والوحدات، أحدثا نقلة نوعية في مسيرة كرة القدم الأردنية، ورسما لها وجها مشرقا على ساحتي المنافسة عربيا وإقليميا على مستوى الأندية، وهما مصدر سعادة وفخر وطني لجالياتنا بفضل حضوره المشرف في التظاهرات الكروية التي تقام في تلك الدول، بيد أن السؤال الملح الذي يمكن أن يتردد على ألسنة الكثيرين، هل بقاء الفيصلي والوحدات وحيدان على القمة محليا يخدم اللعبة على المدى المنظور ؟، ولعل (القطبين) غير معنيان بالإجابة على هذا السؤال. وفي محاولة للبحث عن كيفية الحيلولة دون تحويل زعامة كرة القدم الأردنية من لقب رياضي الى لقب أكاديمي، فإن المنطق يشير الى سبيل وحيد لا ثاني له، أن تجتهد بقية أندية المحترفين لتضييق فارق المسافة من حيث إمكاناتها المادية مع أمكانات ناديي الفيصلي والوحدات.
الفيصلي والوحدات.. كلاهما يحتاج الآخر
ثمة حقيقة في علاقة قطبي الكرة الأردنية، تؤكد أن فريق الوحدات القوي والمنافس يمثل حاجة أساسية وضرورية لفريق الفيصلي، والعكس صحيح، ولأن الأمر كذلك يسعى كلاهما الى إستقطاب أبرز النجوم المحليين والعرب، والتعاقد مع أفضل المدربين (وفق القدرة والمتاح في الحالتين)، على قاعدة أن المنافس الجاهز فنيا يفرض على منافسه أن يكون اكثر جاهزية وإستعدادا، وعكس ذلك يؤدي الى الإسترخاء، بمعنى آخر اذا غاب الفيصلي أو الوحدات عن المنافسة الجادة على ألقاب المسابقات الكروية المحلية، فإن الحاضر منهما سيكون الأكثر إحساسا بغياب غريمه، إذ يفقد الإنجاز الكثير من بريقه وأهميته أن بلغه فريق بسهولة ويسر دون وجود منافس جدي وحقيقي، ولعل تبادل زيارات المجاملة بين إدارتي الفيصلي والوحدات في المناسبات المختلفة، يجسد حقيقة أن حالة التعاون والتواصل بين الناديين يصب في مصلحتهما.