كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الشّباب.. بين الواقع والمتغيّرات
علـي الشطـرات
تمثّل فئة الشّباب العامود الفقري في أيّ مجتمع، ولا ينحصر دورها في مجال محدّد.
وحتّى نكون منصفين، فإنّ العنصر الشّبابي، أكثر طموحاً، لذلك، يجب أن يكون استقطاب طاقاتهم وتوظيفها أولويّة جميع المؤسّسات، لأنّهم الأكثر استعداداً للتّعامل مع الجديد والإبداع فيه، ليكون لهم دورهم الأساسي في إحداث التّغيير في مجتمعاتهم.
ويشكّل الشّباب قوّة اقتصاديّة، يمكن استغلالها في التّنمية الشّاملة، لجميع القطاعات، وهذا يحتاج الى تحفيزهم على الإبداع والحصول على أفكار خلاّقة، لزيادة الإنتاج في المجالات كافّة، وتأسيس نقطة انطلاق للأجيال القادمة.
وعندما يتمّ إشراك الشّباب في الأعمال التطوعيّة المتنوّعة، يصبحون أكثر قدرة على بناء شخصّياتهم وتعزيز روح المواطنة لديهم، ويقدّمون طاقاتهم الإيجابيّة البنّاءة.
والشّباب عندما يكونون على معرفة بحقوقهم وواجباتهم، تصبح لديهم قدرة على التّغيير الحقيقي، من خلال إتاحة المساحات لهم، من أجل التّعبير عن آرائهم، في أجواء صحيّة مهيّأة لتقبّل النّقد، ضمن سياقات حرّيّة التّعبير الملتزمة، التي كفلتها القوانين والأعراف المحليّة والإقليميّة والدّوليّة.
وفي المجتمع الأردني، يحتل قطاع الشّباب نسبة كبيرة، مقارنة بغيره من الشّرائح، ومع ذلك، فإنّه يواجه مشكلات وتحديّات كثيرة، تتمثّل في «مثلّث» الفقر والبطالة والغلاء. ولا ننسى الفجوة المتّسعة بين الآباء والأبناء، في التقاء آرائهم، في أحايين كثيرة.
وهناك مشكلة، تقرع الجرس بقوّة، وهي عزوف فئة ليست قليلة من الشّباب الأردني عن الزوّاج، بسبب غلاء المهور وارتفاع تكاليفه، في ظلّ محدوديّة الدّخل.
ولعلّ التّغيّرات اﻟﻤﺘﺴﺎرﻋﺔ اﻗﺘﺼﺎديّاً واﺟﺘﻤﺎعيّاً، كانت سبباً ﻓﻲ ﻇﻬﻮر تحديّات جديدة ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺸّﺒﺎب، ومقابل هذه التّحدّيات، أصبح من الضرورة، وضع تصوّر وطني شامل، تتواصل من خلاله الأجيال، ليوظّف طاقاتها لخدمة الوطن.
فعندما ﺗﺪﻋﻢ الدّولة ومؤسّسات المجتمع، اﻷوﻟﻮﻳّﺎت واﻟﺘّﻮﺟﻬﺎت اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺪرات اﻟﺸّﺒﺎب، وﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻘﺪراﺗﻬﻢ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ، وﺣﻘّﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺎركة، ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ دور أﺳﺎﺳﻲ ﻣﺆﺛّﺮ وﻓﺎﻋﻞ.
إذن، لا بدّ من وجود إجراءات، تمكّن سوق العمل الأردني، من استيعاب الأعداد المتزايدة للشّباب، وكذلك مبادرات لتحسين قدراتهم ومهاراتهم واكسابهم الخبرات الضروريّة، للدّخول إلى هذه السّوق.
ولأنّ الشّباب رافعة حقيقيّة للبلاد ومستقبلها، فإنّ جلالة الملك عبداللّه الثّاني، يعوّل عليهم للنّهوض بالوطن، فهم محطّ اهتمام جلالته، في أوراقه النّقاشيّة ولقاءاته بهم وخطاباته، لأنّهم معول البناء والنّهوض والتقّدم، الذي يراهن عليه جلالته.