كافة الحقوق محفوظة © 2021.
خلال انطلاق أعمال “المؤتمر الدولي السادس لأكاديمية الأعمال الدولية”
“الأردنية” : تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد العربي متوقف على مدى تبني الدولة لسياسة واضحة لعملية دعم الإبداع وريادة الأعمال
سراب-عمان
هبة الكايد – قالت نائب رئيس الجامعة الأردنية لشؤون الكليات العلمية الدكتورة كفاح الجمعاني إن تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد العربي متوقف على مدى تبني الدولة لسياسة واضحة المعالِم لعملية دعم الإبداع وريادة الأعمال.
وأضافت في كلمة ألقتها اليوم في “المؤتمر الدولي السادس لأكاديمية الأعمال الدولية” الذي نظمه البرنامج الوطني لربط الصناعة بالأكاديميا “دكتور لكل مصنع” بالتعاون مع أكاديمية الأعمال الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن الإبداع وريادة الأعمال تعدان أحد أهم الدعائم والركائز الأساسية في بناء وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الاقتصادية ومؤشر لقياس تنافسية المؤسسات والدول والأفراد وتطورها الاقتصادي وتنميتها المستدامة.
وأكدت أن هناك إجماعا واسعا على أن التنفيذ الناجح لجدول الأعمال سيعتمد على إطار تمويل شامل للتنمية المستدامة، لافتة إلى إيمان الجامعة بضرورة تكريس دور العلم والتعليم لتوليد أفكار ملموسة بشأن السياسات لاستكشاف كيفية تحقيق مستقبل مستدام اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وبيئيا للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأشارت إلى أن التعاون لإنجاح جدول أعمال مستدام هو جزء حيوي من الشراكة العالمية الأوسع للتنمية المستدامة اللازمة لإحداث تغييرات في السياسة المنهجية للتقريب بين جميع الشركاء وإحراز التقدم، بحيث لا يتم استبعاد أحد ومعالجة المشاكل العالمية المشتركة والاستفادة من الفرص لوضع العالم على مسار ثابت نحو التنمية المستدامة للمجتمع.
وأوضحت الجمعاني أن حرص الجامعة على المشاركة في هذا المؤتمر ليس فقط لأهميته وحسب، بل للتأكيد على اهتمام الأردن بممارسات الأعمال الدولية المستدامة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة العربية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.وتابعت أن الجامعة لن تدّخر وسيلة ولا جهدا في سعيها المتواصل لتزويد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الأردن والشرق الأوسط بالإعداد المعرفي والعلمي اللازمين لدعم وتوجيه السياسات التنموية.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام بحسب رئيس لجنته التحضيرية مدير البرنامج الدكتور يوسف العبداللات إلى مناقشة مختلف المسارات والتخصصات في إطار موضوع الاتحاد الدولي (IB) الموحد وطرح مواضيع بحثية متطورة تتعلق بالحفاظ على جدول أعمال مستدام من خلال استكشاف الأعمال الدولية متعددة الطبقات الحرجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال العبداللات إن المؤتمر استقطب الأبحاث النظرية والتطبيقية التي تستخدم مناهج الأساليب الكمية والنوعية أو المختلطة لمجموعة واسعة من القضايا التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط كالاستثمار الأجنبي المباشر ونمط الدخول والتداول وإدارة الموارد البشرية والمسؤولية الاجتماعية للشركات والتسويق الدولي وخلق العلامات التجارية العالمية في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن المؤتمر يتناول العلاقات الدولية بين دول الشرق الأوسط نفسها والعلاقات بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقارنة بين توجهها في الماضي والاتجاهات الحالية، بالإضافة إلى مناقشته موضوع بناء مدن المستقبل من خلال الاستدامة والأمن والهجرة والتمويل الدولي من الناحيتين الإسلامية والمصرفية، والتنقل في الخارج والحركة الدولية والوظائف على مستوى المنطقة.
ويركز الباحثون في المؤتمر خلال 18 جلسة علمية بحسب العبداللات على إنشاء وتمكين النظم الإيكولوجية للصحة والتعليم وريادة الأعمال الاجتماعية والاستدامة وأساليب البحث في الأعمال التجارية الدولية، ووسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز نظام التعلم البيئي في منطقة الشرق الأوسط.
إلى ذلك تسلط الأوراق البحثية الضوء على المشهد المتغير لقطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، وممارسات الإدارة الأصلية في المنطقة، إضافة إلى إدارة المعرفة والتوظيف والسياسات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية والحوكمة، وأيضا سياسة الحكومة والقدرة التنافسية الوطنية في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى صعيد ذي صلة بيّن العبداللات أن “دكتور لكل مصنع” هو مشروع أنشئ كفكرة تهدف إلى تعزيز دور البحث العلمي التطبيقي الذي تقوم به المؤسسات الأكاديمية لخدمة الاقتصاد و الصناعة الوطنية، وتعزيز المكون التكنولوجي لدى شركاتنا الصناعية سعياً نحو تطورها وتعزيز تنافسيتها، مصرحا بأن البرنامج انتقل من بيته الصغير ليصبح برنامجا وطنيا يعد بحق أداة فاعلة لربط الشركات الصناعية بالمؤسسات الأكاديمية.
ولفت العبداللات في كلمة ألقاها خلال فعاليات افتتاح المؤتمر إلى أن البرنامج يعد أحد القنوات الجديدة لإيجاد شراكة حقيقية بين القطاع الصناعي والمؤسسات الأكاديمية، منوها بأنه عمل على تطوير العلاقة بينهما، وحقق التوافقية بين التوقعات من جهة وبين البعد التطبيقي لتطوير المشاريع وتنفيذها بما يتلاءم مع الاحتياجات الفعلية للصناعة دون التقصير في تحقيق الأهداف الأكاديمية من جهة أخرى.
ويتميز البرنامج بكونه الأول من نوعه في الأردن وأحد البرامج المتميزة في المنطقة لانفراد فكرته بكونها فكرة غير تقليدية قابلة للتطبيق من خلال قدرتها على تنفيذ آلية ربط المؤسسات الأكاديمية بالمجتمع الإنتاجي المتمثل بالقطاع الصناعي، سيّما وأنه حصل على المركز الأول في جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي عام 2006 .
بدوره أكد رئيس أكاديمية الأعمال الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”إيمانويل أزاد” على أن الأكاديمية تركز على ثلاثة محاور هي تطوير رأس المال البشري وخلق حالة فهم للتنوع الثقافي في المنطقة بالإضافة إلى سد الفجوة بين الصناعة والبحث الأكاديمي من خلال تشجيع الباحثين على إجراء الأبحاث التطبيقية التي يمكن ربطها مع القطاع الصناعي واستغلالها أمثل استغلال لتحقيق تنمية مستدامة.
ولفتت وزيرة الصناعة والتجارة سابقا الدكتورة مها العلي الانتباه إلى أن أهمية المؤتمر تكمن بتسليطه الضوء على موضوع التنمية المستدامة في المنطقة، مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الشركات متعددة الجنسيات في الممارسات التجارية الدولية المستدامة؛ ما ينعكس إيجابا على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في جلب استثمارات طويلة الأجل على حد تعبيرها.
يشار إلى أن المؤتمر الذي نُظم بدعم من الصندوق الوطني لدعم المؤسسات/ المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا وهيئة تنشيط السياحة سيقام على هامشه في اليوم الثالث مجموعة من ورشات العمل المتخصصة بدراسة الحال في البعد التطبيقي في عملية التدريس والريادة المجتمعية بحضور محررين قياديين من مجلات علمية عالمية لإطلاع الأساتذة الباحثين والطلبة على خبرتهم في كيفية إعداد الأبحاث وآلية نشرها.
وعقب اختتام فعاليات الافتتاح تم توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دبي بحضور فريق أبحاث السياسات الصحية فيها، بهدف فتح قنوات التواصل بين الجانبين في عدد من المجالات الأكاديمية ذات الاهتمام المشترك.