كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الأم وآذار الخير
علــي الشطــرات
تمثل الأم المحور الأساس في المجتمع، فهي التي تنشئ الأجيال على المحبة والمودة.
ونظراً لما تقوم به الأمهات من دور كبير، فقد حضت الشرائع السماوية على طاعتهن وبرهن، لأنهن قائدات، لا تتوانى الواحدة منهن، عن القيام بدورها وبذل ما فوق طاقتها، في سبيل تهيئة العناصر البشرية البانية لأوطانها، الباحثة عن معيشة كريمة، تضمن توالي الأجيال وتسلّم الرسائل الإنسانية، الهادفة إلى النهوض بالإنسان والانفتاح على الأفراد والمجتمعات، معاً يداً بيد، لتحقيق أرقى مراتب التقدم والازدهار.
الأم مدرسة ونبع حب، تجمع ولا تفرق، هي رفيقة الصباحات الباكرة، التي تصحو كل يوم لرعاية أطفالها وبيتها ومؤسسة أسرتها، وتتحمل الأحمال الثقيلة، ولو على حساب صحتها ووقتها، لأنها تعرف أنها صاحبة رسالة رائعة.
في الحادي والعشرين من آذار الخير وتفتح نوار الشجر، تحتفل البشرية تقديراً واحتراماً لدور الأم، بيوم الأم، الأم التي تعبت وبنت وأنشأت، لرد ولو جزء يسير من الجميل لها.
الأمهات رفيقات أبنائهن وبناتهن في الحضور والغياب وأثناء نومهم، يستحققن كل جميل وطاعة ورعاية، فعندما ترى الأم واحداً من أبنائها مهموماً، تربت على رأسه بيدها الحانية، مخففة عنه آلاماً اجتاحته، ومعطية دفعة إيجابية تحرر نفسية ذاك الابن من الطاقات السلبية.
رسالة الأم عظيمة، بخاصة إذا كانت ترتبط بوظيفة، تؤمن لأسرتها تكاليف الحياة التي تزداد يوماً إثر يوم، فهي التي تودِع أبناءها بقلب صاف، في أماكنهم، سواء أكانوا في حضانات أم مدارس أم جامعات، داعية لهم بالخير والتوفيق، وتذهب إلى عملها، الذي تغادره قبل مغيب الشمس بساعات قليلة، لتكمل واجبها بعد ذلك، في بيتها، الذي تهتم بشؤونه، حتى أوقات متأخرة من الليل.
كل عام وجميع الأمهات بألف خير، والرحمة لمن رحلن عن هذه الدنيا الزائلة.