سراب سبورت
مجلة رياضية

“إعداد الجواد للسباق” علم وفن في آن واحد

 

سراب-عمان

أكدت ِ سمو الأميرة هيا بنت الحسين ان إعداد الجواد للسباق والاجواء المحيطة بالحدث هو علم وفن في آن واحد .

وقالت سموها – في مقال لها بعنوان ” إعداد الجواد للسباق والأجواء المحيطة بالحدث ” – لمعرفة المزيد حول سباقات الخيول، معلومات بسيطة من شأنها أن تضيف أبعاداً جديدة إلى تجربتهم مع السباق ..

فغالباً ما تكون لدى البعض أسئلة سهلة تبحث عن إجابات قد لا تتوفر في الكتب والتقارير المتخصصة التي غالباً ما تركز على الأصول والنظريات أكثر من اهتمامها بشرح ماهية هذه الرياضة الرائعة للمبتدئين .. لذلك، أردت أن أشارككم بعض أفكاري ، أملاً في توضيح جوانب هامّة لهذه الرياضة وأسرارها لشريحةٍ أكبر من المهتمين.

وقالت سموها ” يعرف خيل السباق المخضرم تماماً ما يتطلبه يوم السباق .. فتبدو الإثارة واضحة عليه .. ويبدو أنه يعرف بغريزته مغزى السباق، كما يبدو جلياً عشق معظم خيول الثوروبريد المهجنة الأصيلة لأن تكون في الصدارة .. لكن لابد لنا أن ندرك أن الخيول المتألقة التي نراها تهرول إلى بوابات الانطلاق قبل كل سباق ربما تكون قد أمضت شهوراً في الإعداد والتحضير، وخاصة للسباقات الكبرى “.

وأوضحت ” يبدو أن أفضل المدربين يعرفون بحدسهم ما يحتاجه الخيل ليقدم أفضل أداء يوم السباق .. إنه علم وفن في آن واحد .. ويقوم كل سائس بتطبيق برنامج تدريبي خاص لكل خيل” ..مؤكدة ان محور التدريب هو بناء اللياقة البدنية بكل عناية ، فالخيول قد تكون كبيرة وقوية، لكن تغذية روح الأداء الرياضي الفائق لديها يوجب على المدربين السير بتوازن على خيط مشدود ودقيق كما يقال، إذ أن التدريب المفرط قد يكون خطراً حاضراً على الدوام ولابد للمدربين من توظيف خبراتهم لوضع نظام متسق يحقق التحسن والارتقاء .

وأضافت ” فالأثر السلبي للتدريب المفرط للخيول يماثل الأثر ذاته بالنسبة للرياضيين من البشر، إذ قد يؤدي لحدوث إصابات أو حالات إجهاد لدى الجواد، في حين لا يصل الخيل إلى مستوى أداء ثابت حيث لا يتسنّى له أن يتعافى بما يكفي بين فترات التمرين”.

وأكدت ” ان الخيل الذي يبلغ ذروة مستوى أدائه بشكل أسرع من اللازم لا يستطيع غالباً الحفاظ على لياقته وطاقته حتى يوم السباق .. وهناك الأنظمة الغذائية التي تم تركيبها خصيصاً لتلبية الاحتياجات التي تساهم في مدى تحسين أداء الخيول لتصل إلى قمة لياقتها لخوض السباق المنشود ” ..مشيرة الى ان بعض مصانع الأعلاف تقوم بتسويق أعلاف خاصة للمنافسات الرياضية، ذات تركيبة تلبي متطلبات الطاقة الفائقة لدى خيول السباق ..

وقد يستخدم المدربون هذه الأعلاف، لكنهم في الغالب يضيفون إليها مكملات غذائية خاصة بهم.

وقالت سموها ” وليس بالضرورة أن تجري التحضيرات دوماً كما هو مخطط لها. فخيول السباق، مثلها مثل الرياضيين، قد تتعرض إلى أوقات تفتر فيها همتها فتحتاج إلى الراحة وربما الترفيه، فضلاً عن الإصابات التي تتطلب رعاية وعناية .. وقد تكون هذه العناية عبارة عن رعاية بيطرية شاملة أو تدليك لمدة نصف ساعة يزيل التوتر من العضلات ويريحها .. وهناك بعض إجراءات الرعاية التي تقدم للخيل بشكل استباقي تماماً، ويتم تصميمها بهدف إبقائه مطواعاً حسن الأداء”.

وأضافت ” ويتبع أفضل المدربين نظاماً دقيقاً يضمن عدم تلقي خيولهم أية مواد محظورة بموجب قوانين السباق، إذ قد تقوم السلطات المعنية بسحب عينات من الخيول لاختبارها في أي وقت .. ويعتمد كبار القائمين على هذه الصناعة على موظفين يتمتعون بكفاءة عالية من المدربين ذوي المعرفة والدراية التي تمكنهم من اكتشاف الأمور المثيرة للقلق والإبلاغ عنها ..

لكن سواء كانت الجهة المشغلة كبيرة أو صغيرة، فإن جواد السباق يتطلب عادة ما بين 3 – 5 أشخاص للعناية به، ما يجعل خيول السباق أكثر الحيوانات التي توفِّر فرص عمل للإنسان على مر التاريخ وحتى الآن”.

وقالت سموها ” على صعيد آخر، تتطلب الفعاليات الكبرى مثل كرنفال “كأس دبي العالمي” نقل الخيول من مكان إلى آخر، وليست هذه بالمهمة السهلة ، فالخيول تألف حياتها المعتادة، وقد يؤدي سفرها إلى تعرضها لأجواء جديدة وغريبة عليها مما يولِّد لديها شيئاً من الضغط النفسي ..

لذلك غالباً ما يبذل المدربون ومساعدوهم جهوداً استثنائية لضمان المحافظة على سعادة خيولهم وراحتها ولياقتها عند نقلها لخارج البلاد ..

فتسافر مع الخيل الوجوه التي ألفها، وذلك أحياناً قبل أسابيع أو أشهر من موعد السباق، كما يصطحبون معهم غالباً كمية من العلف الذي اعتاد عليه الخيل، ويحرصون على المحافظة على الروتين الذي دأب عليه قدر الإمكان ..

ومع اقتراب موعد يوم السباق، يبدأ المدرب بتخفيف عبء الجهد عن الخيل لضمان راحته واستعداده لليوم الكبير في المضمار”.

وأوضحت سموها ان ” هناك مصطلحات خاصة بمنافسات وسباقات الخيول قد تلتبس على من لا علاقة له بهذه الصناعة .. كما أن هناك تجهيزات متخصِّصة لهذه الرياضة .. فسروج السباق، على سبيل المثال، أصغر وأخف بكثير من السروج التقليدية .. وكذلك فإن حدوات خيول السباق تصنع عادة من معادن خفيفة الوزن .. والحقيقة أن خفة الوزن عامل يؤخذ في الحسبان في تصميم أو اختيار معظم عدة الخيل .. ويعمل المدربون على تنظيم جداول السباق لخيولهم على شكل حملة .. وسرعان ما يدركون المسافات التي يتميز بها كل خيل ، فبعض الخيول عداءة سريعة لمسافات قصيرة، فأفضل أدائها يكون في المسافات التي لا تتجاوز 1400 متر، بينما تتمتع خيول أخرى بقدرتها على الاحتمال، فيكون أداؤها أفضل في السباقات التي تزيد مسافتها على 1600 متر”.

وقالت ” يشرف على السباق مجموعة كبيرة من المسؤولين ذوي المهام المختلفة، ولعل أبرزهم تقليدياً مراقب الأوزان الذي يقرر الوزن الذي ينبغي أن يحمله الخيل في السباق، بما في ذلك وزن الفارس والسرج وحتى السوط .. وفي بعض أنواع السباق، تحمل الخيول جميعها نفس الوزن، وهو عادة ما يقارب 53 كغ، مما يجعل المنافسة متوازنة عملياً، لأن الفرسان – وإن كانوا خفيفي الوزن – ليسوا جميعاً بذات الوزن .. وتمنح استثناءات بالنسبة للأحصنة والأفراس الشابة في بعض الحالات”.

وأضافت سموها ” ومع ذلك، ففي سباقات العدل، قد تحمل الخيول الفائزة أوزاناً أكبر بكثير، فمن الشائع أن تجد أوزاناً تتراوح بين 49 كغ و60 كغ في بعض السباقات حول العالم، وغني عن الذكر أن المُلَّاك والمدربين قد لا يتفقون دوماً على مقدار الوزن الذي ينبغي أن يحمله الجواد في السباق”.

ولفتت سموه الى ان الحملات التدريبية للخيول تهدف غالباً للاستعداد لسباق كبير، مع اعتبار السباقات الصغيرة جزءاً من عملية الاستعداد ..

ومع اقتراب موعد السباق، يتحول اهتمام المدربين إلى وضع الاستراتيجية المناسبة ، فبعض الخيول تُفضِّل العدو منذ البداية، بينما تختار أخرى أن تتريث في موضع متأخر قبل الانطلاق، وبعضها يجيد الانطلاق كالنسر في نهاية السباق بينما تتميز أخرى ببقائها في المقدمة محاولة إنهاك منافسيها”.

وقالت سموها ” وعادة، يناقش المدربون استراتيجية السباق مع الفارس، ولكن مع وجود أكثر من عشرة جياد تركض كالموج الهادر على أرض المضمار بسرعة تقترب من 60 كم في الساعة، لا يتم تنفيذ هذه الخطط بنجاح دوما ..

فالفارس الذي يعطى التعليمات بالتوجه للمقدمة والبقاء فيها قد يجد نفسه محاصراً تطوقه الخيول من حوله فلا يجد ثغرة يتقدم منها .. وبالمقابل، فإن الجواد الذي يفضل البقاء في الخلف قد يندفع تدريجياً عن غير قصد إلى المقدمة، وخاصة في السباقات البطيئة”.

وأكدت انه ” ومع الأهمية الكبيرة التي تلعبها موهبة الجواد ومهارة فريق التدريب، يبقى هناك عنصر الحظ، وهذه هي طبيعة سباقات الخيل ، وعندما تتقدم الخيول وفرسانها إلى مضمار السباق، يتراجع المالك والمدرب لأخذ دور المشاهد، متسائلين، هل هذا اليوم هو يوم الفوز لهم؟ ..وهذه من السمات الآسرة في السباق .. فقد يتواجه جواد ينحدر من سلالة عريقة لا تضاهى وقيمة تفوق ملايين الدولارات مع جواد من سلالة أدنى بكثير لكنه يتمتع بموهبة فطرية وولع بالسرعة .. وعندما تفتح بوابات الانطلاق، يبدو العالم لعشاق السباق وكأنه قد حبس أنفاسه .. فتلك السرعة والقوة الهادرة وإثارة السباق تستأثر بكل شيء لبضع دقائق من الروعة الآسرة”.

وقالت سموها في ختام مقالها ” بعد ذلك، تتنحى إثارة السباق جانباً لتفسح المجال لطيف من المشاعر المصاحبة لخروج الخيول وهي تتصبب عرقاً من مضمار السباق .. فتغمر مشاعر السعادة والبهجة الفائز بالسباق، يتمايل فرحاً بما حققه من إنجاز .. كما يمكن أن ترى ملامح الفرح على وجوه أصحاب الخيول التي حلت في المراتب التالية .. في حين تعلو محيا بقية المشاركين مسحة أسف لخطة سباق لم يحالفها النجاح، أو على أداء كان دون توقعاتهم ..

لكن لا شيء يمكن أن يمحو مشاعر السعادة لدى المالك وهو يرى جواده يغذ السير منطلقاً لتحقيق الفوز، ولا يهم كثيراً إن كان المالك يشاهد ذلك في مضمار عالمي مرموق في أشهر مواقع السباق، أم في لقاء متواضع على مضمار ريفي هادئ وجوائز محدودة، فالمشاعر تبقى نفسها دون تغيير”.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
راية طبيشات تهدي انتصاراتها لجدها الطراونة بعد شفائه: عزيمة وإصرار في مضمار الفروسية عودة الحكم الدولي ياسر عواد إلى الملاعب بعد غياب لافت وزارة الشباب تشارك في الحملة الوطنية للنظافة الشاملة زياد عشيش يحقق الميدالية البرونزية في بطولة العالم للملاكمة برعاية الأمير فيصل بن الحسين.. أيلة تستضيف بطولة آسيا للترايثلون تحت 23 عامًا لعام 2025 الأمير فيصل يُشارك في فعالية "سباق المرح” للترويج لدورة الألعاب الآسيوية أيمن سماوي رئيس نادي شباب الفحيص يشكر الداعمين لمسيرة فريق السيدات في البطولة العربية نادي الجواد العربي يختتم الجولة الثانية من بطولة الفراج CML Round 10 للفروسية الاتحاد الأردني لكرة السلة يكشف عن فريق القيادة الجديد لإطلاق حقبة عالية الأداء وزير الشباب يتفقد مشروع المستنبت الزراعي في زيزيا الحموي يتوج بلقب السينيور وحداد يظفر بلقب الجونيور في الجولة الختامية من بطولة الأردن للكارتينغ أبناء الحركة الرياضية الأردنية يناشدون سمو ولي العهد لإعادة هيكلة اللجنة الأولمبية واتحاد ألعاب القو... الدكتور حسين سالم الجبور يشارك في احتفالية اليوم العربي للتطوع بالقاهرة غياب إداريات ومعالجات عن بعثة الفحيص للسيدات… تقصير تنظيمي أم استهانة بالاحتياجات الأساسية؟ تأهل منتخب السيدات لكرة الطاولة إلى نهائي البطولة العربية في المغرب العواملة: فخور بمشاركة زيد في بطولة العالم ورفع علم الأردن هو المكسب الأكبر اختتام دورة التدريب الدولية الثالثة بالكرة الطائرة في عمّان غياب مفاجئ للحكم الدولي ياسر عواد عن بطولات الاتحاد الأردني لكرة اليد لموسم 2025 امن الملاعب ب"الحكمة" ... يوقف شغب وعنف ضرب مباراة القوقازي وساكب في دوري الدرجة الأولى لكرة اليد..ف... نادي بصيرا يكرّم عبدالفتاح القيسي خلال حفل تخريج طلبة الدورة الصيفية ساكب يحتج: أخطاء تحكيمية وظلم في اللحظات الأخيرة… والاتحاد غائب عن الحلول! زياد عشيش يواجه الياباني أوكازاوا في نصف نهائي بطولة العالم للملاكمة إنجاز تاريخي للبنان في ختام الجولة الثالثة من بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية – البترون 2025 ‏‏شباب الفحيص يواصل تألقه في البطولة العربية للسيدات بكرة السلة عادل النعامنة رئيسًا لنادي حريما الرياضي بعد انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة القناة الرياضية الأردنية بين الرفض الشعبي والحاجة الملحّة للتغيير عصافير الطاولة تغرّد… والأكاديمية لا تفتح إلا لأهل البيت الحركة الكشفية الأردنية تنعى القائد سميح عبد الفتاح إسكندر منتخب السيدات للكرة الطائرة الشاطئية يخسر برونزية غرب آسيا.. واتهامات بسوء الاختيارات الفنية الجامعة الأردنية تسلّم راية الاتحاد الرياضي للجامعات الأردنية إلى جامعة الشرق الأوسط