كافة الحقوق محفوظة © 2021.
بين “جرش وبعلبك”.. محمد عساف يربط حاضر الأغنية العربية بماضيها
* انس صلاح
—————–
سراب- في ظرف إسبوع واحد.. يتنقل النجم الفلسطيني محمد عساف بصوته العذب كــ”طائر الكروان”، بين مسرحين يعودان إلى قلعتين تاريخيتين، في مدينتي جرش الأردنية وبعلبك اللبنانية.. في مشهدية يستعرض من خلالها عساف مقدرته على “التنقل” بين أنواع الموسيقى العربية في شقيها “الأصيل والحديث”، بمهارة وسلاسة وإقتدار.
بعد محطته مع الفن الجميل بين أروقة المدينة الأثرية في بعلبك يوم السبت الماضي.. ها هو مدرج جرش الأثري في الأردن يفتح ذراعيه مساء “الخميس” لإحتضان عساف ومحبيه في ليلة واعدة، مغايرة لأمسية بعلبك من حيث ماهية برنامجها الغنائي.
على أدراج بعلبك، أعاد عساف وصل ما إنقطع على ساحة الغناء العربي منذ رحيل “العندليب الأسمر”.. وهو ما راهن عليه الموسيقار المصري الشهير هشام جبر، حين إختار عساف بوصفه الأقدر “صوتا وكاريزما” على إحياء إرث عبدالحليم الفني، في حفلة حملت عنوان تكريم عبد الحليم حافظ، فكان عساف بصوته “المصقول” حاضرا في الموعد، عانقت “نغماته” أعمدة المدينة الأثرية، ومست أحاسيس أزيد من ثلاثة آلاف متفرج من أجيال عمرية مختلفة، رددوا كلمات مجموعة من أغنيات “حليم” وتمايلوا على وقع موسيقاها البديعة.. فكسب “جبر وعساف” الرهان، وهو ما تجلى في حالة “الضيق المكتوم”، التي أبداها الجمهور من المساحة الزمنية القصيرة للحفلة “زهاء ساعة ونصف”.
وفي جرش، سيكون جمهور عساف العريض في أمسية “الخميس” المقبل، على موعد مع صنوف أخرى من الغناء والطرب والإنشاد الوطني والتراث الشعبي.. أغاني ذات صلة بالحرية والكرامة والحب، لفنان أصبحت حريته عابرة للحدود والحواجز والأنفاق ونقاط التفتيش، منذ أن كسر قيد إقامته الجبرية في أزقة وحواري مخيم خان يونس في قطاع غزة قبل ست سنوات.