كافة الحقوق محفوظة © 2021.
جمهـور “جــرش” يتـوّج محمـد عساف.. “مكانـك عالـي”
* انس صلاح
سراب- حفـر النجم الفلسطيني اللامع محمد عساف؛ إسمه بحروف ذهبية على لائحة الشرف لنجوم الغناء العربي الكبار في العصر الحديث؛ وهو ما جسده عساف في ظرف سنوات قليلة، شكل خلالها قاعدة جماهيرية واسعة، عز نظيرها لدى نجوم عرب عديدين سبقوا عساف زمنياً بسنوات طويلة في “مضمار” الساحة الغنائية العربية.
تلك، هي خلاصة حفل الفنان محمد عساف في مهرجان جرش بدورته الـ 34، حيث كتب الٱلاف من جمهور عساف شهادة نجاح حفل نجمه الكبير في مهرجان جرش؛ وذلك ما قبل ساعات من ظهور عساف على المسرح؛ حين ملأ الجمهور جنبات المدرج “الحجري” للمدينة الأثرية، وهتف بإسمه طويلا حتى في الوقت الذي كانت تؤدي فيه الفنانة الأردنية ديانا كرازون وصلتها على المسرح قبل عساف.
ومع إطلالته الٱسرة على المسرح، أوقف عساف الجمهور العريض على أصابع أقدامه، مع دخوله على وقع أغنيته الشهيرة “مكانك خالي”؛ رابطا بذكاء فطري “خيط” التواصل المباشر مع الجمهور، ليشاركه غناء كلمات “الأغنية العراقية”، التي كسرت منذ أسابيع قليلة حاجز المئة مليون مشاهدة على “اليوتيوب”، فشكل الجمهور “كورالا” لنجمه المحبوب احياناً، وسرعان ما إمتلك عساف “المسرح” بمهارة عالية وخبرة تفوق كثيرا عمره وتجربته الفنية؛ وبدا في مقام “مايسترو بارع” سلب أفئدة الحضور مع كل أغنية يشدو بها.
كان عساف في حفل جرش، أكثر “تحررا” في حركته على المسرح، وتواصله مع الجمهور؛ في مشهد مغاير لما كان عليه من (التزام صارم) بقواعد أجواء وموسيقى حفلة تكريم عبد الراحل الحليم حافظ على مسرح بعلبك في لبنان؛ حيث تنقل عساف على مسرح جرش برشاقة بين ألوان الغناء، وفق البرنامج الغنائي الذي أعده للحفلة، والذي تنوع ما بين العاطفي ومنه (لوين بروح، مكانك خالي، بصراحة، إحضنوا الأيام/ للفنانة وردة، نسم علينا الهوى/ فيروز)، واللون الوطني ومنه (أغنيته الخاصة للملك عبدالله الثاني وعنوانها، وأغنية “يا بيراقنا العالي للأخوين اللوزي من الأردن، علّي الكوفية؛ يا طير الطاير) واللون الشعبي ومنه (ع الأزمة، ع العين موليتين.. وغيرها).
جاء جمهور جرش، وكان أغلبه من الأردنيين وفلسطينيي العام “48” والسياح من عدة دول عربية، ليؤكد ما اكده قبل ذلك جمهور مسرح “موازين”، ومسرح “بعلبك”، أن “مكان” عساف على الساحة الغنائية العربية “عالياً”.