كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مقال فيصلاوي جميل جدا بعنوان “شعبية” للرائع
عبدالهادي راجي المجالي
زمان كان أعلى طموح للأم الأردنية أن يكون ابنها طبيبا ,أو ضابطا أو مهندسا والبعض كن يفضلن المتصرف …ثمة اعتقاد شائع أن هذه الوظائف كان تمثل مرتبة اجتماعية عالية ,ومنزلة مختلفة …
وكان الطفل يلقن منذ صغره , برغبته أن يصبح طبيبا …وأنا مررت بالتجربة فذات يوم سألني صديق أبي عن رغبتي فأجبته : سائق شاحنة ..كانت تستهويني الشاحنات لدرجة كبيرة , يومها نهرني أبي ..وصرت اقول:- (طبيب) خوفا من عقابه .
كانت الأمهات أيضا يشترين لأطفالهن (بدلة) عسكرية وعليها رتب , لاعتقادهن أن غرس روح العسكرية في قلب الطفل , ربما سيدفعه مستقبلا لأن يكون ضابطا في الجيش..
اليوم تغير المشهد فالفيصلي تدخل حتى في أحلام الأمهات , صارت الأم الأردنية تخير ابنها بين ان يكون ضابطا أو مهندسا أوطبيبا أو لاعبا في النادي الفيصلي مثل يوسف الرواشده مثلا , وتفضله راس حربة , فثمة خبرة في مراكز بعض اللاعبين تولدت لدى الأمهات…ويسجل للفيصلي أنه النادي الوحيد في الأردن الذي استطاع أن يلعب كرة القدم , وأن يتدخل في طموح الأمهات ..وأن يدخل بنفس اللحظة في أدعية النساء أثناء الصلاة .
بعض الأمهات يمارسن الغناء اثناء الجلي , صدقوني أني الأسبوع الماضي وأنا أسير بين الزواريب في الكرك سمعت أما تغني : (دق دق دقدق ..الملعب كلوا أزرق) هذا يعني أنه أيضا دخل الذائقة الفنية إضافة للطموح .
الفيصلي تدخل في كل شيء : الغناء ,الطموح وحتى الفرح …بمعنى اخر شكل في سلوك الأردني أكثر مما شكلت كل البرامج التي أنتجتها وزارة التخطيط ووزارة الثقافة ودائرة السير , ووزارة التنمية والشباب ..وكل ما أنفقته (اليو أس ايد) والأن جي أوز على برامج الأمومة .
نحن بحاجة لدراسة الأثر الإجتماعي للفيصلي على سلوك الأمهات , دراسة تنتجها الجامعة الأردنية بإشراف الدكتور موسى اشتيوي , وبمشاركة مجموعة من أساتذة علم النفس وأجزم أن النتائج ستكون مذهلة …على الأقل أهم من نتائج شعبية الحكومات فالشعبية صارت للفيصلي .