كافة الحقوق محفوظة © 2021.
دكتاتورية وزارة التنمية وضغف الرؤيا المستقبلية..!!
سراب-عمان
تسعى وزارة التنمية الإجتماعية الاردنية الى إعادة الدولة الى عصر الأحكام العرفية, حين تحجم عن تحديد الاسباب الموجبة لرفضها إنشاء بعض الجمعيات, وتكتفي بإرسال كتاب مقتضب ينتهي بكلمات غريبة لكنها مهذبة “للتكرم بالإطلاع والعلم وتعذر قبول الطلب”, هذه الكلمات تُشعر مقدمي الطلبات بأن الوزارة دكتاتورية خاصة, ولا تعلم أننا في عصر الديموقراطية والشفافية والقنوات المفتوحة, وأن عليها أن تكتب الاسباب الموجبة للرفض لتلافيها وعلاجها, لكن بصيغة الكتاب الحالية فان معرفة الاسباب يحتاج الى مراسلات جديدة مع الوزارة أو بحاجة الى الذهاب الى “عراف”..!! .
وندرك ان الوزارة قد تتعرض الى بعض الضغوطات في مجالات معينة, وربما تكون “جمعية الإعلام الرياضي والشبابي” أحد هذه الجمعيات التي تعرضت الوزارة الى ضغوطات لعدم ترخيصها “كما يُشاع في العديد من المؤسسات الإعلامية”, حين حذر بعض المتنفذين في هذه المؤسسات بأنهم سيحاربون الجمعية بكل قوتهم مستعينين بمعارفهم واصدقائهم في شتى المواقع, لمنع هذه الجمعية من رؤية النور, واذا كان الأمر كذلك , فهذا يُشير الى ضعف الوزيرة والوزارة, وانها لا تملك إستقلالية القرار, وما يجعلنا نشك بصحة هذه الإشاعات أن كتاب الوزارة خال من الاسباب الموجبة للرفض.
الوزارة برفضها إنشاء الجمعية تبين للجميع أنها لا تملك رؤيا مستقبلية, كونها لا تعرف عن إستراتيجيات الجمعية وأهدافها “إلا ما نص عليه كُتيب الوزارة”, فلا تُدرك الوزارة بأن للجمعية خطة عمل تمد لعشر سنوات للنهوض بالفكر الوطني للشباب والشابات, من خلال دورات شمولية متخصصة في شتى مواقع الوطن, هدفها تقليل حجم الغضب والعنف في المجتمع , لتجاوز ما يحصل في الاردن حالياً من عنف غير مبرر, كما تسعى الجمعية الى الإرتقاء بفكر متلقي الأخبار من جيل الشباب لمعرفة الصواب ومصلحة الوطن, وتكون هذه المعرفة بالعلم وليس بالتلقين, بنشر طرق المعرفة في إستنباط الخبر الصادق من الكاذب بتسهيل معرفة اسباب صناعة الخبر وكذب ما بعد الحقيقة.
هذه الإستراتيجيات التي تسعى الجمعية الى غرسها في المجتمع الأردني تعتبر فريدة من نوعها, وسيتم تأهيل المحاضرين من الإعلاميين الرياضيين الأعضاء في الجمعية, ليأخذ كل منهم دوره الوطني كاملاً, ولن تعتمد الجمعية على التبرعات أو المنح ولن تتلقى مخصصات حكومية, ولن يكون هدفها السفر من بلد الى آخر, بل سيكون هدفها صناعة شباب المستقبل ووضع يدها بيد المؤسسات التي تُعني بهذا الأمر, حتى ننقذ الوطن وشبابة من خطر الوضع الحالي والمستقبلي ونرسم للجميع طريق الأمان من أجل حماية الوطن مستخدمين النهج الرياضي والرياضة كمثال على نشر المحبة والإحترام المتبادل بين جميع شرائح المجتمع.
لقد أصابنا قرار الوزيرة وما يُطلق عليه “مجلس إدارة سجل الجمعيات” بالغضب لعدم قدرتهم على إستقراء مستقبل الوطن وخطورة ما يجري حالياً, لكنه لم يُصبنا بالإحباط كون أهدافنا كبيرة بحجم الوطن, ومن يملك هذه الأهداف تسهل أمامه التحديات, وسنجد طرق أخرى لقيامنا بخدمة الوطن, كون الوطن ليس لوزارة التنمية فقط أو لمجلس إدارة سجل الجمعيات, لذا سنعمل المستحيل حتى ننفذ برامجنا,وندرك أن من إتخذوا القرار سيغادرون مناصبهم في اي تعديل وزاري, وسيتم تشكيل مجلس جديد, وسيتذكر التاريخ فقط اصحاب الهمم والرؤيا الشمولية المستقبلية الباحثين عن رفعة الوطن فيما سينسى البقية حتى لو تسلموا أعلى المناصب.