كافة الحقوق محفوظة © 2021.
15 نصيحة لتحسين الصحة النفسية والعيش بسعادة
سراب-عمان
المرض النفسي لا يعني أننا بعيدين عن الله، وغير مؤمنين فصبّ الله علينا انتقامه، ولا يعني أن لدينا إعاقة تُقلل من شأننا بين الناس. المرض النفسي لا يعني أننا كائنات فضائية أتينا لعالم ليس لنا مكان فيه. بل على العكس نحن البشر كاملين تامين كما خُلق ملايين البشر تامين في أحسن تقويم.
المرض النفسي قد يكون وراثيا بسبب جينات الوالدين، قد يكون بسبب ضَعف مادةٍ كيميائية معيّنة في الدِماغ، التي ينعكس أثرها على نفسية الإنسان لذلك سُمى اضطرابا نفسياً، وليس لأننا مجانين. بل كلمة مجنون ليس لها وجود علمي أصلا.
قد يكون المرض النفسي مخيفا وغريبا على كثيرٍ من البشر في كل أنحاء العالم؛ لأنه شيء مخفيّ، ليس له وجود مرئي. شيء لا نستطيع لمسه او إدراكه بأعيُنِنا، فنخاف منه ونبتعد. تماما كقِصص الأشباح التي نراها في الأفلام، ونسمع كبار السن يحكون حكاياتهم القديمة عنها، نسمع بعقل وقلب متوجّس. هل توجد تلك الأشياء حقاً؟
ولكن المرض النفسي أصبح لهُ إدراك علمي قوي، علماء يفنون أعمارهم في البحث العلمي عن الأسباب والعِلاج، لم يعد المرض النفسي شبحاً الآن إلا على الجهلاء، الذين لا يقرؤون ولا يبحثون، ويكتفون بمعلومات سطحية من مواقع لا رقابة على محتواها وصِدقها.
المرض النفسي مرض كأي مرض، قد يكون سببه خطأ في عدم معرِفة المعلومة الصحيحة التي تعتني بأرواحنا بها. أو قد يكون كما ذكرتُ جينات الوالدين التي مرّت إلينا بدون تدخل. أو حتى بسبب عارِضٍ ألمّ بعوالمنا الصغيرة، مُشكلة ما أو حدثٍ كبير أو حُفرة حياتيّة لم نتعلّم كيف نخرُج منها بعد.
لكن المفاجئة أن تِلك المعلومة التي أخطأنا بها تجاه أرواحنا، يُمكن إصلاحَها. وتلك الجينات التي فُرضت علينا لسببِ لا يعلمه إلا الله، نستطيع التحكّم بها. تلك الحُفرة التي لم يُعلمنا المجتمع كيف نقفز منها دون أن نكسِر أقدامنا، يستطيع العِلم أن يُساعِدنا على تسلّقِها بكل ذكاء ونجاح. العلم نِعمةُ البشرية لما لا نستغلها لأخِر نُقطة وضِعت في كتبه؟
نفسية الإنسان السوية هي التي تُقويه على أن يجعل جسده صحياً. وهي التي تساعده على بناء أُسرةٍ هادئة وعلاقات طبيعية مع البشر. نفسية الإنسان ومزاجه واتزانه هما الذين يسمحون له بعيش حياةٍ هنيئة ومنظّمة. إذا اختلّ هذا التوازن لا يعني أنه أجرم، او كفر بالله، بل على العكس تماماً، هذا التوازن اهتزّ ليُخبِرنا أن شيئاً ما خاطئ في النظام الذي خُلق بكل دقّة، هناك صخرة عقيمة تقِف في حلبتِه ولا يستطيع زحزحتها. قديحتاج علاجها لأدوية كيميائية أو جلسات حديث وتدريب مع مختص أو كِلاهما.
فما العيبُ في طلب المساعدة حين نحتاجها؟ قد نُحارب لنصل للراحة النفسية وهدوئها، ولما لا، وهي أساس استقرار الحياة بأكملها؟ المريض النفسي له كل الحق في العِلاج واعتراف من حوله به، له كل الكرامة والحقوق وليس لأحد أن يقتصها منه.
نصائح مهمة للمحافظة على الصحة النفسية في أفضل حالاتها:
- التنفيس الصحيح عن الغضب والحزن. التنفيس سيّد الراحة النفسية.
- مُشاركة صديق أو أخ بالمشكلات، وطلب المشورة والرأي الآخر، يُساعِدان كثيرا.
- الطعام المتّزن، فكثير من الأمراض النفسية سببها نقص في المعادن والفيتامينات والتغذية السيئة.
- التعبير المتّزن عن المشاعر، فالكبت لا يُعتبر صبراً ولا حِكمة.
- الاهتمام بالهوايات مصدر رائع للسعادة.
- تغيير الروتين كل فترة في الأكل والملبس وأماكن النُزهات، وحتى تنظيم الغُرفة الشخصية أو المنزل.
- تغذية العقل بالقِراءة والبحث والتفكّر، وسؤال أهل الذِكر في كل تخصص.
- الكتابة رائعة لتصفية الذهن وتنظيم الأفكار.
- ممارسة الرياضة من أجمل المُحفّزات لأسباب الصحة النفسية والفسيولوجية.
- الخروج الدائم لأماكن الهواء الطلق، كالبحر أو الحدائق المفتوحة، أو السفر فترات الراحة مهما كانت قليلة لا يُستهان بأهميتها أبداً.
- البقاء على اتصال بالعائلة والأصدقاء بشكل مباشر، يُشبع الاطمئنان في قلوبنا، مهما كان الاتصال دائماً على البرامج والأجهزة في زماننا إلا إنه لا قيمة له أمام الاتصال البشري الطبيعي وجها لوجه.
- الإنجاز الدراسي والمهني والمادي من أهم أسباب الاستقرار النفسي، والنضج العاطفي.
- الاهتمام بالآخرين وحبهم يُشعر الإنسان بوجودِه وقيمته.
- تمارين الاسترخاء وتصفية الذهن قبل النوم جنّة الاتزان.
- مصارحة النفس والمواجهة مع العيوب بالتصالح مع النفس وتقبلها وحبها كما هي. إن أتقنّاها ذهبت كل همومنا.