كافة الحقوق محفوظة © 2021.
قراءة فنية لمشاركة منتخب السيدات في بطولة غرب آسيا
د. سيرسا نغوي _خبيرة ومدربة
تابعت جميع مباريات منتخبنا الوطني للسيدات وكنت متحمسة لمشاهدة اللاعبات يلعبن بفكر جديد تحت قيادة مدرب اجنبي تركي حيث رات لجنة المنتخبات بانه سيضيف بصمة فنية و يحدت التغيير الاجابي على اداء لاعباتنا ولكن للاسف خسر المنتخب جميع مبارياته ولم يكن الاداء الفني بالصورة المرجوة وكانت إحصائيات الفريق اقل من الطموح في كافة المباريات واعتقد ان الاسباب الفنية التالية ادت الى تلك النتائج :
١- غياب عدد من اللاعبات المؤثرات عن صفوف المنتخب لعدة ظروف (لا اعلم اذا كان بامكان الاتحاد مساعدة اللاعبات لتخطي تلك الظروف وضمان تواجدهن مع المنتخب) فغابت دانة فضة وتالا عويس وفرح ابو عابد وحياة الحديدي و لبنى ناصر لظروف مختلفة وغياب هؤلاء اللاعبات لا يؤثر فقط على الاداء في المباريات بل يؤثر بشكل اكبر على مستوى التدريبات وخلق جو تنافسي عالي يزيد من مستوى التحدي فمثلا من كان يدافع تحت السلة اثناء التدريبات على لاعبات الارتكاز ويخلق لهن مستوى صعوبة عالي خاصة من ناحية الاطوال والقدرات البدنية والمهارية؟
براي انه اذا لم تخلق فترة الاعداد الخاص وفترة ما قبل المنافسات مستوى من التحدي العالي الذي يرفع من مستوى الاداء الفردي والجماعي لجميع اللاعبات والذي يرفع تلقائيا نسب النجاح هجوميا ودفاعيا فكيف نتوقع ان يرتقي مستوى المنتخب لينافس منتخبات بحجم المنتخب اللبناني والسوري والايراني.
٢- عدم النجاح في تجنييس اللاعبة الأجنبية بغض النظر عن الاسباب وعن من يتحمل المسؤولية قد سبب حالة من الاحباط لدى لاعبات منتخبنا وخاصة اننا خلال الست سنوات الماضية في جميع مشاركات الاندية الخارجية تواجدت اللاعبات الاجنبيات مع فرق الاندية واصبح وجود اللاعبة الاجنبية صمام امان مريح نعتمد عليه (للاسف) بشكل كبيير للارتقاء بالمستوى او لتغطية العيوب وكان القرار بعدم مشاركة المجنسة قبل ليلة واحدة من انطلاق البطولة محبطا واظن بان وجودها كان سيعطي افضلية لمنتخبنا على منتخب سوريا و ايران ولكن بالطبع لن يعطي افضلية على المنتخب اللبناني مكتمل الصفوف.
٣- شخصيا ومن خلال مشاهدتي لاجواء المنتخب لم اشعر بوجود تناغم ما بين المدرب الاجنبي وجهازه الفني (وقد اكون مخطئة) ولكن استطيع بخبرتي ان اقرأ بان المدرب التركي صاحب الخبرة الطويلة في كرة السلة النسوية لم يستطع ان يضع جميع عناصر الجهاز الفني ويحضنهم في بوتقة واحدة ويعزز من ثقتهم ويعطيهم دورا اكبر بحيث يكون لوجوده في الاردن فائدة تشمل اللاعبات و المدربين.
٤- شاهدت الكثير من الفيديوهات التي نشرتها اللاعبات عن تدريبات القوة واللياقة البدنية والتي اشرف عليها ايضا مدرب اجنبي لكن عند مشاهدتي للمباريات لم ارى ان عناصر القوة البدنية قد خدمت الاداء الفني والمهاري وقد يكون لذلك عدة اسباب لا استطيع ان اعلمها لانني لم اتابع برنامج التدريبات ولم اطلع على خطة المدربين وليس لدي اي اطلاع على نتائج اختبارات اللاعبات البدنية ومدى التطور بالارقام (في حال وجدت ) ولا اعلم ما هي خطة الاستشفاء الموضوعة .
٥-كنت اتمنى ان يخوض منتخبنا عدد اكبر من المباريات التحضيرية التنافسية والتي تشبه في اجوائها التنافسية اجواء بطولة غرب اسيا.
٦- لن اخوض في التفاصيل الفنية لمباريات غرب اسيا فكل مدرب لديه فلسفته الفنية ورؤيته ولكن اؤمن بان المدرب يجب ان يكون قد جهز الفريق للعب اكثر من اسلوب دفاعي فاسلوب دفاعي واحد وهو الدفاع الضاغط 221 لا يصلح لجميع المباريات.
٧- ختاما اعتقد (وهذا راي الشخصي ) بان لجنة المنتخبات قد قررت الاستعانة بمدرب اجنبي لعدم قناعتها بامكانيات المدرب المحلي ووفي حال كان هذا هو السبب نتمنى ان يكون للاتحاد خطة واضحة ورؤية طموحة في السنوات القادمة للارتقاء بمستوى المدرب المحلي لتصبح ثقة الاتحاد فيه اعلى وذلك بدعمه ماديا ومعنويا وفنيا ليتفرغ لمهنة التدريب لانه ليس من المعقول ان تخصص اللجنة الموقتة كل سنة مبالغ هائلة لجلب مدربين اجانب ولا تخصص 10‰ من هذه المبالغ لدعم المدربين الوطنبَيين؟؟