كافة الحقوق محفوظة © 2021.
جُبناء يقفزون فوق المناصب.. !!
صالح الراشد
يختبئون وراء كل ما هو جامد أو متحرك, فيقفون خلف الشجر والحجر, والأهم أنهم يختبئون خلف الرجال الرجال من الإعلاميين, فيبحثون عن تصفية حساباتهم مع الآخرين لكن ليس بايديهم التي ترتعب حين تكتب, وليس بألسنتهم التي تتلجلج بالحديث عند المواجهة, ولا بفكرهم السقيم , لذا يبحثون عن من يخوض حربهم ويحمل لواء الدفاع عنهم, فيما هم يختبئون في خدر النساء, فالمهم أن لا يُغضبوا أحدا, والأهم أن يستمروا بكذبهم على الجميع, وسنام الأهمية أن يبقوا في مناصبهم أو يرتقوا الى مناصب أعلى, لكن دون مواجهات كون المواجهات ستكشف عوراتهم وسوءاتهم وضعفهم, لذا يقبعون في الخلف عن المواجهات ويقفزون الى المقدمة عند كسب الغنائم.
وللحق فقد أصابني الملل من هؤلاء الذين يدعون البطولات الوهمية بعد نهاية الحرب التي لم يخوضوها “وللحق هم كُثر”, بعد أن إختبئوا وراء أشخاص من ذوي القلوب الجريئة والأفكار الرشيدة ، فهؤلاء مجموعة كبيرة من الجبناء الذين يخوض الشجعان معاركهم نيابة عنهم، فيما هم يرتجفون وقد يبللون ثيابهم على الرغم من بعدهم عن النقاشات والحوارات الدائرة، فهم كالخفافيش يعشقون العيش في الظل والكهوف وقت المواجهات، ويظهرون لإلتقاط الصور بعد نهاية الحروب، فهم من وصفهم نابليون حين قال “الحروب يُشعلها العُقلاء ويموت فيها الأبطال ويقطف ثمارها الجبناء”، وللحق ايضاً ففي حياتي الإعلامية شاهدت الكثير الكثير من الجبناء ، وقد أقوم بتأليف رواية عن جبنهم وإختبائهم خلفي وخلف غيري.
ان مهنة الإعلام مهنة أصحاب القلوب الجريئة, والرياضة مهنة الباحثين عن النصر, فكيف يتخلى الكثير من هؤلاء عن أهدافهم ويتحولوا الى ظلال رجال بعد أن إرتدوا ثوب الجبن والعار, والمصيبة أن غالبيتهم يعتبرون أنفسهم أصحاب فكر ورؤيا ويقنعون أنفسهم بأنهم الأبطال الذين كانوا سداً في وجه الظلم والقهر , لكن الأيام ستكشف هؤلاء جميعاً من إعلاميين دونكشوتيين, وإداريين فارغين ولاعبين وهميين.