كافة الحقوق محفوظة © 2021.
قطر تقطف ثمار الإرث المرتبط باستضافة المونديال
سراب- أكد حسن عبدالله الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA 2022™ ستمثل جسراً للتواصل بين الثقافات، والتقريب بين الأفراد والمجتمعات في الشرق الأوسط والعالم، وذلك خلال مشاركته اليوم في فعاليات الدورة السادسة والخمسين من مؤتمر ميونخ للأمن.
وشارك الذوادي في جلسة حوارية أدارتها كاثرين آشبروك، المديرة التنفيذية لمشروع مستقبل الديمقراطية في كلية جون اف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، بحضور نخبة من الأكاديميين، والمتخصصين، وصنّاع السياسات، من بينهم السيد ديفيد ميليباند، الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، و لاسينا زيربو، الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، والنجم فيليب لام، قائد المنتخب الألماني المتوّج بلقب بطولة كأس العالم FIFA 2014™، والبروفيسور نك بيرنس، أستاذ الممارسة الدبلوماسية والسياسات الدولية في كلية جون اف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد.
وشدد الذوادي على أهمية الاستفادة من الحدث الرياضي الأكثر ترقباً وقدرته على التقريب بين الشعوب والأمم، ودفع عجلة التغيير الإيجابي، وخلق إرث دائم يظهر أثره قبل موعد انطلاق منافسات المونديال في الحادي والعشرين من تشرين الثاني 2022، وقال: “أدركنا منذ اليوم الأول الأثر الهائل الذي تتركه كرة القدم، وكأس العالم بوجه خاص، في حياة الناس على مستويات عدّة. فهي تلمس بلا شك وجدان الناس وتؤثر فيهم. وقد رأينا أن الرياضة تعد منصة هامة يمكننا الوصول عبرها إلى الناس والتواصل معهم، فمن خلال بطولة كأس العالم، نصل إلى كل منزل في مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف الذوادي: “حرصنا على ضمان الاستفادة من قدرة الحدث الرياضي الأبرز في العالم على إحداث أثر إيجابي في المجتمعات، سواء على صعيد التنمية المجتمعية في قطر والمنطقة، أو الاستفادة من الحدث كمنصة لتبديد التصوّرات الخاطئة عن هذه المنطقة. وتواصل قطر جهودها في سبيل استثمار فرصة استضافة المونديال لإبراز ما تمتاز به منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي”.
واستطرد الأمين العام: “لا شك أن هذه المنطقة من العالم تعاني من قضايا تتعلق بالتصورات السلبية غير الصحيحة، فالكثير من الناس يرون هذه المنطقة من منظور لا يرتكز على واقع. لذلك نرى أن اجتماع الناس من كافة أنحاء العالم تحت مظلة هذا الحدث الرياضي العالمي للاحتفاء بالرياضة الأكثر شعبية في العالم كفيل بالإسهام في تصحيح مثل هذه التصورات”.
وأشار الذوادي إلى أن من بين الأمثلة الواضحة على ذلك نسختي كأس العالم في روسيا 2018 وألمانيا 2006، إذ غادر المشجعون بعد انتهاء المنافسات حاملين قناعات مختلفة تماماً عن هذين البلدين. ما يعد نموذجاً مثالياً على دبلوماسية التواصل المباشر بين الناس، وقال: “يأتي آلاف المشجعين من أنحاء العالم إلى البلد المستضيف للبطولة، والتفاعل مباشرة مع الناس، ومن ثم تشكيل آرائهم عنها في ضوء تجاربهم الخاصة، وليس اعتماداً على تصورات نمطية مسبقة عن البلد المستضيف والمنطقة. ونؤمن بأن استضافة النسخة الأولى في المونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي هي فرصة مثالية لتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية العديدة في هذه المنطقة أمام أنظار العالم خلال متابعة الملايين البطولة الرياضية الأهم في العالم”.
وبعد مضي أكثر من تسعة أعوام على إعلان فوز قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم FIFA 2022™، أكد الذوادي أن قطر تقطف ثمار الإرث المرتبط باستضافة المونديال، وقال: “أطلقنا مسابقة تحدي 22 لدعم روّاد الأعمال المبتكرين في الوطن العربي ومساعدتهم على الاستفادة من المونديال كمنصة للوصول إلى الناس، كما يعمل معهد جسور على بناء الكفاءات البشرية في قطاعات الرياضة والضيافة وتنظيم الفعاليات الكبرى، ما يسهم في خلق وظائف في هذه المجالات ومن ثم دعم مسيرة النمو الاقتصادي في قطر والعالم العربي”.
يشار إلى أن مؤتمر ميونخ للأمن منتدىً عالمياً رائداً في مناقشة قضايا الأمن الدولي، ومنصة للمبادرات الدبلوماسية الرامية إلى التعاطي مع أبرز القضايا الأمنية في العالم. ويهدف المؤتمر إلى بناء الثقة والإسهام في إيجاد حلول سلمية للنزاعات عبر حوارات دائمة وبنّاءة وغير رسمية بين كافة الأطراف المعنية بالأمن في المجتمع الدولي.