كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“ماذا لو !؟! “رانيا عريقات داعمة لمبادرة “موهبتي”
ماذا لو أننا استيقظنا في الساعة السابعة صباحا على صوت جرس المدرسة يُعلن عن موعد الحصة الأولى حيث الجميع على أهبة الاستعداد لبداية الفصل الدراسي الثاني بنشاط وحيوية .
ماذا لو جاء يوم الجمعة ليعلو صوت الآذان ليدعونا إلى الصلاة دون جملة صلوا في بيوتكم .
ماذا لو عادت أصوات السيارات الى الشوارع وعاد الاكتظاظ والتزاحم والحركة التي طالما شكونا منها في الزمان القريب على انها تلوث مسامعنا وتزعج آذاننا .
كم أتمنى ان تعود تلك الأيام الى سابق عهدها وترجع الحياة الى المدن والقرى التي باتت حزينة ،كئيبة كل ما فيها يشكو من الوحدة والضجر .
كنا نستيقظ صباحًا ونشكو من الروتين ونلعن الاكتظاظ وصوت الباعة ونحن لا ندرك ان ما كنا فيه إنما نعمة من الله عز وجل لم تكن نعي أهميتها وقيمتها آنذاك .
فالإنسان لا يشعر بقيمة الشيء إلا عندما يفتقده .
اجتاح الصمت شوارعنا وطرقاتنا وعم الحزن والخوف حجرات بيوتنا وقلوبنا وبتنا ننام ونصحو على أمل ان ما نحياه الان ما هو إلا كابوس يجثم على صدورنا لكنه سينتهي لا محالة .
لا ننكر جميعًا ان زمن “الكورونا” قد أيقظ فينا ملايين من الاحاسيس والمشاعر التي كانت في سبات عميق داخلنا ،فأصبح الأب يتواجد طيلة اليوم مع أبنائه يشاركهم كل تفاصيل يومهم ويتابع هواياتهم ومشاريعهم بل وحتى أفكارهم واحاسيسهم .
حتى أن الأطفال تمنوا ببراءة الطفولة ان تستمر الكورونا ليبقى الحب والترابط الأسري الذي كانت معظم الأسر تفتقده في زمن العولمة والإنترنت .
يُقال في كل محنة منحة وبالفعل منحة ” الكورونا” انها جعلتنا نُعيد النظر في كل ما يحيط بنا بداية من افكارنا ومرورا بمشاعرنا ووصولًا الى تعاملنا مع الآخرين .
ففي زمن ” الكورونا” تكشفت الحقائق وتعرت الكثير من القيم كما هي حال أوراق الشجر في فصل الخريف تتساقط الواحدة تلو الأخرى لتعلن عن بداية ربيع جديد مُزهر ومثمر .
ستنتهي بإذن الله هذه المحنة وستعود الحياة الى مجاريها وسيعود الطلاب الى مدارسهم ،وسيرفع صوت الأذان وتُتقرع أجراس الكنائس من جديد
ستعود الحياة الى الطرقات وستعِجُ الشوارع بالحركة وسيُقبل الربيع على قلوبنا ليُعلن لنا ان الكورونا ذهبت بلا عودة وأننا عدنا الى سابق عهدنا ولكن بهوية وميلاد وعزيمة وارادة جديدة نهتف جميعًا ان على هذه الارض ما يستحق الحياة والنجاة والأمل والعيش .
وان على أردننا ما يستحق النضال من أجله .
ماذا لو أصبح كل ما عشناه ذكرى نقذف بها جميعًا الى سلة المهملات لا نريد ابدا استرجاعها او تذكرها.