كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“نظرة تفاؤل” نارين الحاج طاس
الأمين العام لرابطة اللاعبين الاردنيين الدوليين الثقافية
خ
لابد أن لكل أمر يصيبنا جزءا ايجابيا وجزءا اَخر ليس إيجابيا، وهذه الجائحة هبت علينا من حيث لاندري وغيرت العالم في ليلة وضحاها، أعتقد أن الكثيرين منا أدركوا المعنى الحرفي لهذه الجملة من خلال هذه الأزمة، ولابد أن هذه الأزمة أسقطت بعض الأوراق من الأغصان ولكن ما زال جذع الشجرة ممتدا وراسخا بالأرض وسيثمر المزيد من الأوراق والثمار قريبا إن شاء الله.
لابد أن هناك أمورا إيجابية نستطيع الخروج بها من خلال هذه التجربة الجديدة والسريعة في الحلول علينا، إن سرعة إنتشار الفيروس لم تمنحنا وقتا للتفكير بما يجب علينا عمله ولا أي فرصة للتحرك بأي إتجاه. برأيي من أهم ما قدمته لنا هذه الجائحة هو الوقت:
منحتنا الوقت للتأمل ومراجعة الكثير من الحسابات وإعادة النظر في العديد من مجريات حياتنا التي وجدنا أنفسنا ننجرف بها مع الأيام وبدون أدنى إحساس منا أو تفكير، سلبت منا أحيانا إدارة الدفة بأنفسنا ولم نشعر أننا تركنا القارب للظروف لتسيره كما تشاء.
منحتنا الوقت الثمين الذي كنا نهدره بدون عائلاتنا، فتركنا العمل والأشغال والمسؤوليات تأخذنا بعيدا عن أحبابنا وأبنائنا مما تسبب بفتور الكثير من العلاقات وبرود العديد من القرابات، العائلة كانت وستبقى أهم مكون في الحياة فالعائلة هي الاهل والعزوة والسند والفرح والمسؤولية.
منحتنا الوقت لنكتشف العديد من مواهبنا التي حاولنا من خلالها قضاء الوقت وقضاء إحتياجاتنا، فكان لدينا الوقت لممارسة بعض الاعمال المهنية كتصليح الأعطال وبعض الاعمال الفكرية بالقراءة والتخطيط ووضع الأولويات والأهم والأبرز المواهب الفنية التي تفجرت من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.
منحتنا الوقت لكسب أسلوب حياة صحي حين تخلينا عن السيارة ولجأنا للمشي لقضاء الحاجيات واكتشفنا أننا لسنا بحاجة للسيارة للوصول لكل مكان وأن جزءاً كبيراً من متطلباتنا يقع على بعد بضعة خطوات منا، وربما فرصة لنا أن ندرك أهمية هذا الأسلوب الصحي من الحياة بأن نمضي جزءا من اليوم ونحن نمارس رياضة المشي التي تحمل الكثير من الفائدة لنا وللبيئة وللحياة.
ليكن التفأول عنوان هذه المرحلة، ودام الأردن بلدا يملاؤه شعبٌ يحب الحياة