سراب سبورت
مجلة رياضية

“جنود الصف الأول في مواجهة كورونا” هبة الكايد 

في كل مكان، ولكل عمل، هناك جنود مجهولون يَغدِقون بالعطاء دون مقابل، دون بحث عن مال أو منصب أو جاه، هؤلاء الجنود يعملون بصمت من وراء حجاب بقلوب يملؤها الخير ولا شيء سواه.

 

وفي المعركة الأخيرة “كورونا” التي باغتت الجميع بهجومها غير المتوقع، واجتاحت قارات العالم واحدة تلو الأخرى؛ أيضا كان في انتظارها ثلة من الحُماة الصامتين، استقبلوها كخط دفاع أول عن الجميع، تصدوا لها، واجهوا انتشارها بكل قوة، وصلوا الليل بالنهار منشغلين غير آبهين إلا بالانتصار عليها، لا هم لديهم فوق التغلب على تبعات وبائها، لا أمل أمامهم سوى تحقيق حلمنا جميعا، قضوا ساعات طوال في العمل ولا زالوا على نفس الوتيرة منذ الإعلان عن أول حالة إصابة حتى هذا اليوم، لا ينامون، لا يسأمون، لا يكلّون أو يملون، ولِمَ؟ لأجلنا “نحن” وأجل الوطن، قبل أي شيء آخر.

 

منذ فترة وأنا أنوي أن أخط هذا المقال، وفي كل مرة كان شيئا ما يُثنيني عن كتابته؛ ولكن اليوم، رأيت صورة مزقت أحشاء قلبي لممرضة تلف وسادة بعلم الأردن وتضمها لصدرها كأنه طفلها، ليتبين لي أنها “أم” تشتاق لابنها الذي لم تره منذ 37 يوما، لا تقوى على الحديث معه كثيرا، حيث لا يتسنى لها أن تكلمه يوميا بسبب ارتدائها “لباس الوقاية” بحكم عملها طوال اليوم، وما أن يحن عليها القدر وترتب أمورها لتراه عبر إحدى تطبيقات الهواتف الذكية، يكون قد غط في سبات عميق، فيريها زوجها صورته نائما بجانبه.

 

هذه الممرضة – التي تعتذر بهذا المشهد من ابنها، وكأنها تقول له، الوطن أخاك الأكبر الذي يحتاجني أيضا- حالها حال الكثيرين من الممرضين والممرضات والأطباء وغيرهم ممن هم في الصف الأول أمام هذه المعركة، ممن اختاروا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية، وقرروا البقاء مع من يصارعون هذا المرض على حساب رغباتهم ومشاعرهم وأشواقهم لعائلاتهم وشغب أطفالهم.

 

أي نوع من العذاب النفسي يذوق هؤلاء؟ وكيف لهم أن يتحملوه! نحن نختبئ في بيوتنا، نوبخ أطفالنا، إخوتنا، أقرباءنا؛ إن حاول أحدهم الخروج إلى الشارع، ولماذا؟ خوفا من أن نلتقي “صدفة” بمن يحمل هذا الفيروس؛ ولكن هؤلاء الجنود الشجعان الملائكة المرابطين – لست أقوى أن أختار تسمية لهم – يتعاملون مع أشخاص مصابين “بشكل مباشر” في اليوم عشرات المرات؛ وليس مرة أو اثنتين أو ثلاثة، ولماذا؟ من أجل حمايتنا بِأَلّا ينتشر ويعم الضرر لا قدر الله، ( لاحظوا الفرق).

 

هم مُعرضون لأن يصابوا بأي لحظة؛ أتظنون أنهم لا يهابون الموت؟ بلا وكيف لا؛ إنها النفس البشرية، ولكنهم لا يُظهرون ذلك، ويتحلّوْنَ بالصبر والمعنوية العالية خلال حديثهم مع أفراد عائلاتهم وأمام المرضى كنوع من أنواع الضغط النفسي أيضا، وهم بهذا التصرف لا يتركون مجالا لأي نوع من أنواع التضحية مهما كانت صغيرة فداءً للأردن وأهله، كباره وشبابه وصغاره، من أجلك وأجل أطفالك وأهل بيتك وجيرانك وأحبتك، هم أقوياء هكذا من أجل الجميع قبل أن يكون من أجلهم وأجل أي أحد يخصهم، ولو كان الأمر غير ذلك لما ضحوا بوجودهم بين أهلهم من أجلنا.

 

أما في عزلتهم – وإن كانت ثوانٍ معدودة – فأنا على يقين أنهم يذرفون الدموع، وتخر قواهم ويصرخون؛ بعضهم ألما على أمر ما، وبعضهم شوقا لأحدهم، وبعضهم حرقة ووجعا، وآخرين حنينا لدفء عائلاتهم، والبعض الآخر لهفة لكلمة “ماما” أو “بابا”، ومنهم من يتوق لعناق حبيب أو صديق أو زوج أو أب أو أم أو أخ أو عم أو خال أو جد أو جدة، لكل منهم حكاية تخفيها السنين وتداريها الأيام، حكايات جميلة يخبؤونها ويعيشون على جمال ذكراها، متعطشون جميعا للرجوع إلى واقعها.

 

وأخيرا؛ مهما سطرنا من حروف، ومهما حاولنا أن نعبر بكلمات، فلا يمكننا البتّة أن نخط جزءا مما يستحقون، ففي وقت سهرنا خوفا من الفيروس، سهروا هم ليقضوا على خوفنا منه، هنيئا لنا بكم “ثلة مخلصة” اتخذت من “الإيثار” منهجا لطريقها وآمالها واختياراتها.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
هدى جبر اول مدربة أردنية في الكراتيه تحصل على الاعتماد العالمي الديسة أجمل بريشة الفنان طلال الحويطات في العقبة "سراب سبورت "تبارك لكيفوركيان على انتخابها نائبًا لرئيس الاتحاد العربي لألعاب القوى نشاط ترفيهي لذوي الإعاقة ينفذه مركزي شباب وشابات عجلون في مدينة ألعاب "Farah Way" حمزة جعفر يتأهل إلى نهائي بطولة آسيا للسامبو من باريس وبتنظيم إماراتي.. نجوم العالم يعلنون التحدي في "أبوظبي إكستريم 9" نادي الاستقلال يبارك للبطلة الذهبية كارمن الرواشدة ومدربها محسين الفلسطيني الدكتور مازن الخطيب بفوزه بعضوية الاتحاد العربي لألعاب القوى...إضافة نوعية وقامة عربية وأك... السوري حويلة يفوز بعضوية مجلس الاتحاد العربي لألعاب القوى. رئيس الوزراء يزور نادي عيمة ويوعز بالتوسعه للنادي «ورشة عمل» تزود الإعلاميين بروشتة التغطية المميزة لـ«فورمولا1» فرح اليوسف لـ«الشرق الأوسط»: تمكين المرأة السعودية قادني لـ«عالم الفورمولا» قالت إنها استعدت لمهمتها... محمد بن سليم رئيس "دولي السيارات (FIA)" بدور "السعودية" في منح منطقة الشرق الأوسط مكانة مهمة في بطول... صلح عشائري غدا ...بوفاة الشاب يوسف عيسى العليوات العبادي انطلاقة الجولة الرابعة "فاين"من بطولة التحدي للقفز عن الحواجز غدا الجمعة الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا تحتفل بيوم العلم وتثمن جهود نشامى الأجهزة الأمنية المباركة بيان صادر عن شباب عشائر محافظة عجلون امام مجلس إدارة اللجنةالأولمبية..."بخور"و"معالي"و"سيادة الرئيس"و"مغنيةاوبرا" في ختام بطولة محلية مركز شابات العدنانية ينفذ ورشة توعوية حول البلديات واللامركزية السعودي علي الشيخي رئيسا لاتحاد العربي لألعاب القوى كلية علوم الرياضة في الجامعة الأردنية تحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني العراق يفوز بمنصب نائب رئيس الاتحاد العربي عن قارة اسيا بمشاركة منتخبنا للكراتيه بطوله الدوري العالمي الممتاز "القاهرة"..تنطلق غدا "أبو السعود" يتأهل إلى نهائي كأس العالم للجمباز (جولة الدوحة) ماراثون دبي يوجه دعوة رسمية للعداء الأردني أحمد المحيسن المقاتل المغربي صلاح الدين هاملي: فخور بتمثيل المغرب في دوري PFL.. وجمهور جدة على موعد مع نزال استثن... مديرية شباب العقبة تحتفل بيوم العلم الوطني بفعاليات متنوعة ومشاركة مجتمعية واسعة امام امين عام اللجنة الأولمبية من يقف وراء هذا اللاعب؟!! الفارس حمزة ابو زهرة يحقق طموحه في أولى محطات سباقات القدرة والتحمل لموسم2025 مديرية شباب محافظة عجلون تحتفي بيوم العلم الأردني