كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“كورونا… رغم الألم حياة ” شبيب علي المحارمة
بقلم الطالب: شبيب علي المحارمة
مدرسة عبدالله بن عمر/ سحاب
تمرّ بنا أيام عصيبة نتيجة انتشار مرض كورونا، وقد أصبحت أيامنا مليئة بالخوف والقلق والانتظار، وربما لا نختلف كثيرا عن غالبيّة سكان العالم في تفاصيل يوميّاتنا المتكررة…
لكننا رغم ذلك كلّه؛ علينا أن نعترف أن لكورنا كما للقمر وجه آخر، فإذا كان الوجه الظّاهر لنا مظلماً، فإنّ الوجه الآخر لكورونا مفعم بالحياة والمحبة والخيرات ؛ فقد فرضت أزمة كورونا توقّف إجباريّ لكافة الحروب والصراعات الكثيرة ، وأهمها تلك التي تدور في وطننا العربي كسوريا وليبيا واليمن، وغدا العالم أقل تلوثاً بفعل توقّف الكثير من مصادر التلوّث عن العمل، مثلما أبرزت هذه الأزمة مكانة الأردن الدولية وقدراته وطاقاته وإرادة أهله، وحرص قيادته على الانسان الاردني رغم الثمن الباهظ لإجراءات الوقاية وقلة الإمكانيات.
كما أننا أصبحنا مجبرين على تطوير قدراتنا في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الانترنت ليس من قبيل الترف واللهو بل كمتطلبات للحياة العصرية التي نحياها، ومع ذلك أصبحنا نتعامل بشكل راقٍ مع الطرقات حيث أصبحت السيارات لا مبرر لها طالما كانت تحملنا أقدامنا لأهدافنا التي نريد.
وأصبحت طقوسنا ومراسمنا وحياتنا أكثر بساطة وأقلّ تكلفة، ومناسباتنا رغم غياب المشاركة التي كانت تميزها إلا أنها أصبحت عملية وأقل تكلفة ؛ وأصبح بالإمكان إقامة الأفراح بدون ولائم وصالات، بالإضافة لعودة الروح الحقيقية لعائلاتنا بجمعتها ولحمتها وحميمية التواصل الحقيقي بدل العالم الافتراضي الذي ساد خلال الفترات السابقة.
وأنا شخصياً قمتُ بالتعايش تماماً مع ظروف أزمة كورونا وطوّرت برنامجي ورؤيتي للحياة، بل ربما قمتُ بإعادة تنظيم أموري ونفسي بشكل كامل؛ حيث اتجهت لحفظ ما تيسّر لي من آيات الذكر الحكيم، وأصبحت أدرك أهمية الوقت وترتيب برنامجي اليومي حسب برامج التعليم عن بعد، وحسب مواعيد منع التجول، وقد صار عندي المجال متاحاً لمساعدة والدي في أعمال الحقل وزراعة الأشجار والاعتناء بالمزروعات الفصلية في حديقة المنزل، كما أصبح لدي ّ الوقت للعودة إلى المطالعة وتنويع معارفي وتثقيف ذاتي في أمور كثيرة كنت أجهلها، بالإضافة للمارسة الرياضة والألعاب المنزلية العائلية مثل: “الفنيجيلة” وحاكم جلاد وغيرها من وسائل اللهو الهادفة، كما أعتبر أن الفرصة صارت متاحة لتطوير مهاراتنا وإبداعاتنا في الكتابة والإنشاد وفنون أخرى…
وفي الختام، أعتقد أن أزمة كورونا لها وجهان: وجه مؤلم ومليء بالصعوبات، و وجه آخر مفعم بالحياة التي كنا نسمع عن طيبتها وبساطتها كثيراً…
#موهبتي_من_بيتي