كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“رمضان في زمن الكورونا ” هبة دعاس شتيوي
مدربة المهارات و الأفكار الأبداعية هبة دعاس شتيوي
عضو اللجنة الإجتماعية لجمعية كفر قدوم الخيرية
مديرة مشروع موهبتي لبيت التراث و الفنون -الفحيص
سببت جائحة الكوفيد – 19 والمتجذر منها فيروس “كورونا” حالة من الخلل الإقتصادي داخل المجتمعات المحلية والتي اجبرت المواطنين على الجلوس في المنازل وزيادة في الإستهلاك المنزلي مثل الطعام والشراب والمياه والكهرباء دون خطة مسبقة لمواجهة هذا الخلل
ويمكن إدارة المنزل من خلال صناعة قرار اقتصادي مثل الدول تماماً، ومثل الدول تماماً التي تملك مجالس إقتصادية ومراكز صنع للقرار الإقتصادي والمالي، يعتبر المنزل هو ايضاً، نواة الاقتصاد والمجتمع.
وهو ما دفع فريق من علماء الاقتصاد لإدخال إسهام ربات البيوت في الناتج المحلي الإجمالي، تحت بند السلام الإجتماعي،ومن ناحية أخرى ميزانية العائلة ذات أهمية بالغة فهي تساعد إلى حد كبير في التحقق بدقة من مستوى معيشة الأفراد، وتعطي الأساس لكل نوع من أنواع حسابات التخطيط، وكثير منا يهمل إدارة المنزل اقتصادياً، ويراها غير ضرورية، رغم أهميتها، فأذا نجحت ربة المنزل في هذه المهمة ستنجح حتماً في إدارة أي مشروع اقتصادي مستقبلي ،لذلك لا بد أن تكون هناك أسس علمية مبسطة لتدبير نفقات المنزل ،فكيف يدار اقتصاد المنزل؟.
المبدأ الأكثر أهمية هو الأولويات، بمعنى أن لكل شيء أولوية.
الغذاء المنزلي الشهري
الأولوية الأولى دائماً في داخل المنزل هو الاكتفاء الغذائي طيلة الشهر ووجود المستلزمات الأساسية، مثل الأرز، والسكر، واللحوم بمختلف انواعها واشكالها، يليها الاغذية الجافة، والمعلبات الخ، وتتنافس الأسواق الكبيرة في توفير هذه البضائع وبأسعار منافسة، وخلال هذه الجائحة ينصح دائماً بالتعامل مع هذه المحال الكبرى، وذلك لعدم استغلالها الكارثة ورفع أسعارها، ووجود رقابة كافية من الدولة عليها، وحفاظاً منها على زبونها في المستقبل، ثم البحث عن شراء أي أصول منزلية وشخصية، ووضع الاحتياجات المستقبلية في الحسبان.
ادارة المال
ولا بد من الإشارة إلى المصاريف المالية، ومدى مقدرة ربة البيت والافراد داخل المنزل على إدارة المال في ظل هذه الظروف المالية الصعبة و التصرف بذكاء مالي وبحسابات دقيقة، فهناك قاعدة تقول، “كلما قلَّ الدخل زاد الإنفاق و الاستهلاك، وكلما زاد الدخل كان العكس صحيحاً، وكلما زادت نسب الإنفاق الاستثماري والادخار كان ذلك دليلاً علي الذكاء المالي” .. صحيح أن هناك ظروفاً تحكم الأشخاص، وأن احتياجات كل إنسان مختلفة، لكن يلعب الذكاء المالي دوراً مهماً في حياتنا، وفي المستقبل بشكل عام، من خلال قرارت يومية يتم اتخذها بصورة يومية، إذ لا بد من تقسيم المصروفات الشخصية أو المنزلية والتي لن تخرج عن الأكل والمسكن والالتزامات المالية والديون في الوقت الحالي.
رمضان على غير العادة
وعلى غير العادة، يأتي شهر رمضان المبارك في ظل هذا الوباء، والذي ستفتقد الأسر فيه مظاهر الشهر المهمة كصلة الرحم والعلاقات الاسرية والدعوات للإفطارات للعائلات، وسيكون هذا الشهر فرصة لتقليل المصاريف المالية في ظل وجود حظراً للتجول في أوقات معينة.
ولعل أبرز الظواهر التي من المتوقع عدم رؤيتها في هذا الشهر.
١- المبالغة في تخزين الأطعمة واستهلاكها.
٢-المبالغة في نشر أصناف من الطعام على مائدة الأفطار
3- انارة كافة مصابيح المنزل من دون أستخدام كامل الغرف.
ويقول المولى عز وجل في سورة الإسراء: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26-27].
الإيجابية خلال الشهر الفضيل
ويدعو هذا التقرير إلى بث روح الإيجابية داخل الأسرة خلال الشهر الفضيل وعدم الزيادة في الإستهلاك الغذائي داخل المنزل، ويقول الصحفي حسن فتحي من جريدة “الأهرام” المصرية، “من المهم جدًا أن ندرك أن شهر رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية، وأنه يجب أن نُعدّل من سلوكنا ليتناسب مع الأوضاع الراهنة، واتباع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس والتقليل من الإصابات”.
بدوره، يقول مراد سامي في جريدة “صوت العراق” إن: “الفضيلة الغالبة على شهر رمضان هي صلة الأرحام والتزاور بين الأهل والأصدقاء والمقربين”.
ويتابع: “لكن الأمر جد. سيضطر الناس للبقاء في منازلهم وعدم زيارة أحد، وستفتقد العائلات ولائم الإفطار الجماعية التي تقام بين الحين والآخر في رمضان وربما يصل الأمر إلى عيد الفطر ويحرم الناس من زيارة القريب والبعيد”.
ويضيف: “من حسن حظ الناس أن فيروس كورونا قد جاء في زمن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، مما سيساعد الناس قطعًا على فكّ عزلتهم والتواصل مع عدد واسع من الأقارب والأصدقاء والمعارف والاطمئنان عليهم وأداء واجب ديني في الحين ذاته. حفظ الله المسلمين والبشرية جمعاء في هذه الأوقات الصعبة”.