كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“هَلوسات” كتبت نور اللوزي
“مبادرة موهبتي” بأشراف هبة دعاس شتيوي
بيت التراث و الفنون الفحيص
في تمام الساعةِ الثالثة فجراً كُنتُ أسيرُ في شوارعِ المَنطقة ، رأيتُ شقيقُها يتشاجرُ مع مجموعةٍ من الشُبّان ، قاموا بضربه بطريقة مخيفة ، حاولتُ أن أذهب وأُساعده ، ولكنّ العجيبَ في الأمرِ أنّني لم أكُن أستطيعُ الحركة ، فوقفتُ عاجزاً عن فعل شيء سوى الصُراخ ، كانوا يسمعونَني و يَنتبهونَ لوجودي لكن لا يَبدُون أيَّ ردةَ فعل!، أهناكَ قاتلٌ يُبقي شاهداً إلى قيدِ الحياة ؟!، طعنوه بسكينٍ طعنةً تِلوَ أُخرى ، حتى أصبحَ المكانُ يَعُمُّ بالدّماء ، ويصدرون الضحكات باشمئزازٍ وخباثة ، وبعد ساعاتٍ من المشهد المخيف وأنا لا زلتُ مكاني نَظر إليَّ أحدُهم وكأنهُ رأى فريسةً أُخرى كَي يُغَذّي سِكينه عليها ، وأخذ يؤشر عليَّ بيده ، وتبدى لي كأنهُ يطلقُ عليّ رَصاصاتٍ من الخَوف والفَزع ، بدأ هُو وجماعَتُه بالركضِ نحوي كقطيع ثيران !، أثناء ذلك المشهدِ الدامي الذي قتلَ كُل أشكال الطُمأنينةِ بقلبي ؛ سمعتُ صوت رنين يرنّ في أذني ، وأصبحَ كلّ شيء يعمّ بالسواد ، وفتحتُ عيناي إذ بي الوذ في غرفتي ، وبدأتُ بالصراخ :”لقَد قُتل .. بوحشية .. كيف ذلك ؟! ..”
وألهثُ ككلبٍ عطشٍ قد ضلّ طريقه ، وبحثتُ عن هاتفي كَمن يستنجدُ أحداً ويقولَ لهم عمّا رآه ، اتصلتُ بها ولا أدري لمَ حتى !، ردت وقلت لها وأنا أكادُ ألتقطُ أنفاسي :” لقَد قُتل ، قتلوه ، أمامي ..!” ، وردت بفضولٍ وخوف :”من هو؟” ، “شقيقُكِ ، لقد قتلوه ، أنا رأيتهم!” ، “كيف ؟
أين ولماذا ؟!، ومن هُم ؟!، كُنت أريد أن أقولَ لها أنني لا أعرفهم ، وأنهم كادو يهجُمون عليّ ، وأنا لم أستطِعِ الحَراك ، إلى أن ألقت الهاتف وفُصلَ خطها ، أحسستُ أنها صُدمت ووقع منها الهاتف ، راجعتُ الأحداثَ وأنا لا أزال ألهث ، هدأتُ ونظرتُ إلى الساعة ، كانت السابعةَ صباحاً ، حتى أدركتُ أنهُ كان حلماً وأنّ الرنين الذي كنت أسمعه ، ليس سوى صوت المنبه ، مرت الساعات ، وانتظرتُ أن ترد عليّ مرةً أخرى ، حتى قُرع بابُ منزلي بقوة ، أحسستُ أنني أذنبتُ بشيءٍ ما ، فتحتُ الباب إذ بأبيها وعمها والشرار يُضرمُ بأعينهِم ، وبدأو بالصراخ ، يسألوني عمَّ رأيت ، وكيف عرفت ، فقد أخبرتها بالفاجعة قبل حدوثها بساعة ونصف ، لقد كانت رؤية فهل يُصدق أحدٌ برآءَتي ؟!، وأخذوني إلى الشرطة ، وبعد تحقيقاتٍ كثيرة لم يقتنع أحدٌ فيما قُلت وحُكِمَ علي العيش في زنزانةٍ مظلمة بسبب جريمةٍ لم أكن فاعلها.