كافة الحقوق محفوظة © 2021.
دلال ساق الله.. انموذجاً لكفاح وإرادة المرأة الفلسطينية في غزة
أنس صلاح
———–
عمان- قال محمود درويش في ذات مناسبة (من أراد المستقبل فليتعلم من حاضر غزة، ومن أراد الحرية فليقلب صفحات كتاب غزة.. أنصتوا لعذوبة صوت غزة، التي بلا حنجرة، وهي تغني للحياة).
وفي واحدة من مشاهد عديدة، جسدت فكرة محمود درويش في قطاع غزة هذه الأيام، على مسرح نتائج إمتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) في فلسطين، برز إسم دلال ساق الله، السيدة الفلسطينة التي تسابقت وسائل الإعلام الفلسطينية على إستضافتها منذ إعلان نتائج التوجيهي الفلسطيني، للحديث عن تجربتها الثرية في خوض إختبارات (التوجيهي) مع نجلها ضياء، بعد مضي 22 عاما على زواجها، ليحققا النجاح معا.
دلال حققت النجاح في الفرع الأدبي بمعدل لافت (7، 87)، وإكتملت فرحتها بنجاح إبنها ضياء في نفس اللحظة وبمعدل (7، 60)، ليعم الفرح أرجاء بيت العائلة الكائن في القطاع، وبمشاركة الأهل والمعارف والجيران.
وما النجاح، إلا خاتمة حتمية في قصة السيدة دلال ساق الله مع (التوجيهي)، التي شكلت نموذجا لكفاح وصلابة الإرادة في وجدان المرأة الفلسطينية عموما، حيث تكمن قيمة ما أنجزته دلال، في كونها تحملت وخلال فترة زمنية ضيقة، عناء الوفاء بمتطلبات بيتها وأسرتها، وكذلك القيام بالواجبات الدراسية وتأمين (ملخصات موادها) ليس لنفسها فحسب، بل ولنجلها ضياء أيضا، وكل ذلك المجهود يتم في ظل ضغط نفسي، فرضته ظروف تفشي وباء فيروس كورونا، التي شعرت معها دلال بتهديد (حلمها)، اذا ما تقرر إلغاء امتحانات الثانوية العامة بسبب كورونا.
وعن تجربتها، تقول دلال ساق الله التي نوهت بمساندة زوجها لها: “كان قراري بالعودة إلى الدراسة من خلال التوجيهي بعد فترة طويلة من الإنقطاع، مرتبطا في الأساس بكون إبني ضياء هو أحد طلبة التوجيهي لهذه السنة، فقررت خوض التجربة من أجل تحفيز إبني على الدراسة والنجاح في هذه المحطة الأساسية من حياة الطالب الدراسية”.
وتتابع ساق الله (أم لثلاثة أبناء): “كانت خطوة في غاية الصعوبة، لكن بعد التسجيل أصبح الأمر أكثر سلاسة، وبدأت مشوار البحث عن كيفية التحضير والمراجعة الدراسية، حتى إهتديت إلى موقع روافد التابع للتربية والتعليم، وكذلك الإعتماد على قنوات اليوتيوب، إلى جانب الإعتماد على مدرس خصوصي أحيانا، والحمد لله كانت مرحلة صعبة، لكنها إنتهت بفرحة”.
وعن الخطوة التالية في مسيرتها الدراسية، تقول دلال: “من المؤكد أنني سأواصل دراستي الجامعية، وأتطلع إلى إختيار تخصص يعود بالفائدة على أسرتي والمجتمع المحيط، وأفكر جديا في تخصص الإقتصاد المنزلي، وهو التخصص المهم والذي أهمتله الفتيات منذ زمن بعيد”.