كافة الحقوق محفوظة © 2021.
علماء يحذرون من انخفاض متوسط العمر المتوقع نحو 9 سنوات بسبب “كوفيد-19”!
سراب-عمان حذرت دراسة جديدة من أن “كوفيد -19” قد يتسبب في انخفاض متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم، بما يصل إلى تسع سنوات.
ويُظهر التحليل العالمي لمتوسط العمر المتوقع، أن الوباء يمكن أن يتسبب في انخفاض قصير الأجل في متوسط العمر المتوقع في العديد من المناطق، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية.
ويقول العلماء إنه ما لم يجر احتواء انتشار المرض، فمن المرجح أن يؤدي “كوفيد-19” إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع في المناطق المصابة بشدة.
وحللت دراستهم، التي نُشرت في مجلة PLOS One، تأثير الوفيات المرتبطة بـ “كوفيد” على متوسط العمر المتوقع لأربع مناطق عالمية واسعة عبر معدلات الإصابة المتعددة والفئات العمرية.
وقال قائد البحث الدكتور غيوم ماروا، من المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية (IIASA): “توفر دراستنا التقييم الأول للتأثير المحتمل لـ “كوفيد-19″ على متوسط العمر المتوقع، وفقا لمجموعة من سيناريوهات معدلات الانتشار على مدى فترة زمنية معينة. فترة سنة واحدة”.
وأوضح الدكتور ماروا أن متوسط العمر المتوقع هو مقياس لعدد السنوات، التي قد يتوقع الشخص العادي أن يعيشها.
وقال إن تحسين الرعاية الصحية والظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعليم، هي من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحتنا ومدة حياتنا.
واستُخدم متوسط العمر المتوقع كمقياس للتنمية البشرية عبر البلدان والمناطق.
وعلى مدى المائة عام الماضية، ارتفع متوسط العمر المتوقع بشكل ملحوظ في العديد من مناطق العالم.
وبالنسبة للدراسة الجديدة، قام باحثو IIASA ببناء نموذج محاكاة دقيقة يحاكي احتمالية الإصابة بفيروس كورونا، واحتمال الوفاة بسببه، واحتمال الوفاة من سبب آخر لمدة عام واحد، مع مراعاة معدلات الوفيات المختلفة من المرض، لمختلف الفئات العمرية.
ثم درسوا بعد ذلك تأثير “كوفيد-19” على متوسط العمر المتوقع، من خلال إعادة بناء جداول العمر ومتوسط العمر المتوقع من المحاكاة، ومقارنتها مع تلك المستخدمة في المدخلات.
ووجدوا أنه عند معدلات انتشار منخفضة للغاية، لن يؤثر الوباء على متوسط العمر المتوقع، ولكن بمعدلات انتشار تبلغ 2% فقط، يمكن أن يتسبب في انخفاض متوسط العمر المتوقع في البلدان، التي يكون فيها متوسط العمر المتوقع مرتفعا – نحو 80 عاما تقريبا.
وفي معدلات الانتشار الأعلى، سيكون التأثير على متوسط العمر المتوقع أكبر، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وقال الدكتور ماروا: “عند انتشار المرض بنسبة 10%، من المرجح أن يكون الخسارة في متوسط العمر المتوقع أعلى من عام واحد في البلدان ذات متوسط العمر المتوقع المرتفع، مثل تلك الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية. وعند نسبة 50%، ستُترجم إلى فقدان ثلاث إلى تسع سنوات من العمر في المناطق ذات متوسط العمر المتوقع المرتفع. وفي المناطق الأقل نموا، يكون التأثير أقل نظرا لوجود عدد أقل من البقاء على قيد الحياة بالفعل عند كبار السن. ومع ذلك، حتى في المناطق الأكثر تضررا، من المرجح أن يتعافى متوسط العمر المتوقع بمجرد انتهاء الوباء”.
وقال سيرغي شيربوف، الباحث في معهد IIASA، والذي عمل أيضا في الدراسة: “استغرقت أوروبا ما يقرب من 20 عاما لزيادة متوسط العمر المتوقع عند الولادة، بمقدار 6 سنوات – من 72.8 عاما في عام 1990 إلى 78.6 عاما في عام 2019. وبالتالي يمكن لـ “كوفيد-19” أن يعيد هذا المؤشر في عام 2020 إلى القيم التي لوحظت منذ بعض الوقت. ومع ذلك، لا نعرف ما الذي سيحدث أكثر من ذلك. في العديد من البلدان تتناقص الوفيات الناجمة عن كوفيد بشدة، ربما لأن بروتوكول علاج “كوفيد” أصبح محددا بشكل أفضل”.
وقال فريق البحث إن التحليل “مفيد” لصناع القرار، لأنه يظهر بشكل “واسع النطاق” التكلفة المحتملة للأرواح البشرية التي فقدت بسبب المرض.
وأضاف رايا موتاراك، المعد المشارك في الدراسة: “يمكن لسيناريوهات “ماذا لو” هذه أن تقدم معلومات ذات صلة بالسياسات حول ما يمكن أن يحدث لمتوسط العمر المتوقع، في ظل مستويات مختلفة من الانتشار، والتي تختلف باختلاف استراتيجيات الصحة العامة لتقليل ومنع انتشار “كوفيد-19″. ونظهر أنه إذا انتشر الفيروس على نطاق واسع بين السكان، على سبيل المثال، في غياب أي عمليات إغلاق وإجراءات للمسافة الاجتماعية، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض ملحوظ في متوسط العمر المتوقع للفترة.”
وقال إن الدراسة الجديدة تقدم تقديرا أوليا مهما لتأثير “كوفيد-19” على متوسط العمر المتوقع، ولكن التطورات الجديدة في الرعاية الصحية أو التأثيرات الأوسع للوباء على الوصول إلى الرعاية الصحية أو الأنظمة الاقتصادية يمكن أن تؤثر أيضا على معدلات الوفيات ومتوسط العمر المتوقع.
وذكر الباحثون أن العبء الزائد المحتمل لأنظمة الرعاية الصحية بمعدلات انتشار أعلى، سيؤدي حتما إلى ارتفاع معدل الوفيات.
ومع ذلك، مع اكتساب مقدمي الرعاية الصحية المزيد من الخبرة والمعرفة في علاج المرض، قد تنخفض معدلات الوفيات.