كافة الحقوق محفوظة © 2021.
وداعا أيتها الغالية “نهى حتر ” جريس سماوي
سراب نيوز
خسارتي شخصية بغياب نهى حتر صديقتي وقريبتي وزوجة صديقي غسان غانم. لم أكن أتوقع، مثلما لم يتوقع غيري، أن نهى المليئة بالحيوية والحياة والطاقة الإيجابية ستغادر هذه الدنيا بهذه السرعة. المرأة التي تملأ المكان نشاطا وصخبا جميلا. . النبيلة في تصرفاتها ومسيرة حياتها، والمنتمية لوطنها وأهلها، الغالية على كل من عرفها. ترحل نهى في غفلة من الزمن وتترك فراغا مباغتا لدينا ولدى كل من عرفها.
في عيد الميلاد الماضي، قبل سنة تقريبا، امضينا العيد معا بصحبة بعض الأصدقاء. وتوهج الصديق غسان وفاض بالحديث عن الفن وكلاسيكيات الموسيقا العربية ونحن نستمع اليه مثقفا مليئا بالشغف المعرفي. كم كانت نهى ، ليلتها، متوهجة ومحبة لمن حولها.. كم كانت تعشق الحياة، وكم كانت تحب ان يشاركها الآخرون سعادتها عندما يغمرها الفرح. هي التي دأبت على أن تجمع الأصدقاء وتقرّبهم من بعض وتحفّزهم على اجتراح الأفكار واستنطاقها وتسهيل المهمات والمبادرات. هي المبادرة سريعة التنفيذ، سريعة الإستجابة للمقترحات البنّاءة، فالقيادة والريادة هما من أهم صفات نهى المهنية إضافة الى صفات شخصية عديدة منها ذلك الدفء الإنساني الشفيف والقريب من القلب الذي تفيض به على كل من حولها.
كانت وفية لوظيفتها، منتمية لعملها، ولوطنها ولأهلها، وثمّة شيء آخر لا يعرفه الأخرون عن نهى وهو أنها راوية للتراث الشعبي الشفوي بامتياز، وحافظة لبعض هذا التراث وتأريخه. ولكم تحدثت بشغف ومحبة عن هذا التراث. يعلم عدد قليل ربما أن نهى وزوجها العزيز غسان، أمد الله في عمره، لهما باع مخفي ومستور عن الأعين والناس في مد يد الخير والمعونة للطلاب ولمن يحتاجها.
وداعا أيتها الغالية نهى .. نحبك أكثر وأكثر.. ولتبق روحك طيرا يحلق مثل ما حلّقت دائما حاملة أخلاقك العالية، وحبك المرهف، ودماثة نفسك المحبّة للناس .. نلوّح لك باليد وأنت تغادرين ويخفق القلب لسفرك العاجل.