كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الرؤية التطويرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة
كتب محمد الخزاعلة رئيس نادي أجيال الغد لذوي الاحتياجات الخاصة
لا شك عندما نتحدث عن رؤية ما لأي عمل ممنهج فإنا نتحدث عن تخطيط استراتيجي لمجال الرؤية المستقبلية التي تطبق فيها جميع المجالات ومنها الرياضية التي هي محور حديثنا وبالأخص رياضة ذوي الإعاقة.
ان واقع رياضات ذوي الإعاقة على مستوى المنطقة العربية نجده في مؤشر متبابن تارة في تطور وتارة في تدني بالمستوى والذي من أسبابه لغط في مفهوم الرؤية بعدم ابصار الأمور بشكلها السليم .
ولا نقصد في ذلك التطور البطيء بوجود الامكانات اللازمة من مقومات لوجستية ودعم واهتمام ورعاية لكن قد تطرح التساؤلات لتطور ملحوظ اذا اقترن بضعف وشح بالموارد والامكانات كما يحدث بين بعض مناطق في المنطقة الشرقية من قارة آسيا والمنطقة الغربية من القارة.
والرهان دوما على سرعة دوران عجلة التطور في ظل الظروف المناسبة والمهيأة وليس العكس في انحدار مستوى التطور مع الامكانات المتاحة.
ولإحتواء هذا الأمر كان لا بد من وجود بيئة محورية مشتركة بين المؤسسات الرياضية المعنية وبين القطاع العام الحكومي والخاص ، فمسالة تطوير رياضات ذوي الإعاقة تعد مسؤولية مجتمعية حكومية معنية في تخصيص العديد من المتطلبات الأساسية ابتداء باللجان الأولمبية والبارالمبية واللجان الفرعية إلى الاتحادات والأندية واللاعبين بحيث يقع على كل جهة عاتق من المهام والمسؤولية ومن باب الاختصاص ضمن اهداف وبرامج توضع خلال مراحل متنوعة وبحسب كل مرحلة بناء على احتياجاتها ومتطلباتها وفق هيكل إداري يدرك تماما لكثير من الحيثيات والتي من شأنها ولمسؤوليتها المهنية يساعد على تطوير الرياضة.
فحيثيات الجانب الفني والذي يعتبر من أهم الجوانب الأساسية والتي تبرز لنا فرق رياضية على أعلى مستوى من خلال لاعبين لديهم القدرات الجسدية للممارسة العديد من الرياضات وفق فئات عمرية ولكلا الجنسين ، ناهيك عن الجانب التقني لمشوار تطوير المدربين والحكام والمصنفين وكذلك اعداد الدورات والملتقيات والتي تعمل على تطوير ونشر الثقافة الرياضة للمجتمعات ليضع الجميع في قالب الإبداع والاحتراف.
وهذا يقودنا إلى توجه الجميع في النظرة الشمولية للرياضة والرياضيين ان كانت للأصحاء او لذوي الإعاقة.
ما يؤرقنا ان رياضات ذوي الإعاقة لا تلقى اهتماما كافيا بقدر رياضات الاصحاء من كم في الميزانيات وإعداد الخطط المستقبلية حتى في معيار العدالة في التكريم على قيمة الإنجاز. بالرغم من وجود المنظومة الرياضية بمكوناتها الأساسية وبالرغم كذلك من دخول رياضة ذوي الإعاقة من اوسع أبواب التحدي والإنجاز على جميع الصعد .
ولا يكتمل حديثنا عن تطور رياضة المعاقين إلا بالحديث عن الحلقة والدور الأقوى الذي يقوم به اللاعبين أنفسهم.
فبالرغم لكثير من القضايا والأزمات التي يمر بها اللاعبين الا انهم حريصين واضعين نصب أعينهم المثابرة والجهد والعمل ليكونوا الأفضل حتى وان تقطعت بهم السبل.
فمشروع التطوير حقيقة واضحة لا تترجم الا بوجود اللاعب نفسه من خلال رحلة التطوير والوقف على كثير من تفاصيل اللاعب لظروفة الصحية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ليبقى بإقبال مستمر لأي مهمة توكل إليه.
ولذا ندرك تماما ان سياسة التطوير لا تبنى على معتقدات لفلسفة البناء والهدم او التحفيز والتهميش في آن واحد فهي بالنهاية يجب أن تكون رؤية شاملة لكل زمان وكل مكان متعلقة بكل منظومة رياضية.