كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الفيصلي بخير.. لا تقلقوا..!… يكتبها الصحفي محمود كريشان
مبتدأ العشق والكلام، الليلة استثنائية منذورة لوجه الفيصلي الجميل.. ولنتفق انه عندما أطلق الأستاذ خالد الكساسبة من غربته في أمريكا، مصطلح “الفيصلي وطن”.. كان يقصد ما يقول، بكل ما في الكلمة من مفردات بشمائل رفيعة، عابقة بالإنتماء ووطنية صافية صادقة..
نتأهب لشرف الكتابة عن هذا الكيان، ونتلو فعل الإيمان، ونتوقف بكل شموخ وأنفة، عند محطات عظيمة من دفاتر هذا النادي العظيم الأبي، الذي له مداميك في بناء الدولة، وقد غرس قصائده في ثرى أرض العزم.. بحجم بعض الورد، إلا انه له شوكة ردت الى الشرق الصبا..
لمن الهتاف هذه الليلة.. وكل ليلة.. للقمر الأزرق.. للسماء الزرقاء.. لمضارب من ضحى وعسكر.. لجمهرة المجد.. ولمن لا يعلم.. عليه ان يعلم ان العام 1938 حمل قرار الإستعمار البريطاني، الذي قضى بإغلاق مقر الفيصلي، بسبب النشاط السياسي والنضالي لرجاله في مناكفة الإستعمار ومقاومته!..
عاد الفيصلي 1942.. وما غابت أردنيته وقوميته وعروبته، وهو يطلق الصوت من رحابه، ينادي على عشاقه، أن حي على الجهاد دفاعا عن فلسطين.. النجم والجرح.. عام 1948 وكان رئيسه سليمان النابلسي رئيس الوزراء فيما بعد..
نكتب.. ونحلق فوق قمة الكرامة والكبرياء.. ونقلب دفاتر الفيصلي، ونتوقف عند وثيقة التأسيس الثانية وقد حملت أسماء كوكبة عظيمة.. بهجت التلهوني، وصفي التل، محمد الصمادي، سليمان النابلسي، رشاد المفتي الشركسي، مثقال عصفور وغيرهم، الى ان بدأت في مطلع السبعينيات، حقبة زرقاء جديدة، نسج حكايتها بالوجد والمجد، أحفاد الزعيم ماجد العدوان، الشيخان “مصطفى” و”سلطان” ليكون هذا البناء “جبل الشيخ” الذي لا تهزه رياح الصغار والخائفين..!..
اعذروني في الهوى يا اهل الملامة.. إنه العشق والدنيا لمن عشقا.. للأزرق الفيروزي هذه ليلتي.. للقمرا اللي نورت ليل ورا ليل.. للنار والهيل.. للسنابل.. للورد الجوري.. للشامي والشركسي والكركي والخليلي.. للرمثا ومعان والبلقاء والطفيلة.. وعلى البال بعدك يا سهل حوران.. لكل أم قالت لإبنها إذهب للفيصلي..
مجمل القول: عنقر عقالك.. اشرب قهوتك.. الشمس مشرقة.. “الفيصلي” بخير.. لا تقلقوا.. وكفى..!