كافة الحقوق محفوظة © 2021.
هؤلاء دمروا الرياضة الاردنية ..الإعلام الرياضي.. افتقار للمهنية واختفاء للنقد وترويج للجهلاء
أصنام وتلاميذهم وإعلام وموظفين بلا خبرات أعادونا للوراء
الرياضة الطريق الاسهل للباحثين عن مجلس النواب ويجب وقف هؤلاء
المطلوب معالجة الإختلالات قبل الإنطلاق من جديد
المختبئون خلف الشخصيات الإعتبارية كارثة حقيقية
محميون فوق القانون يدمرون ولا يخشون أحد
الإعلام الرياضي.. افتقار للمهنية واختفاء للنقد وترويج للجهلاء
التسويق سراب ضاع في عالم الضباب
صالح الراشد – سراب نيوز – خاص
سؤال يطرحه الجميع، لكن لا أحد يجرؤ على الإجابة الصحيحة، فالخبراء يرتعبون من قول الحقيقة حتى لا تضيع عليهم فرصة الدخول في إتحاد معين، والإدارات ارتدت دور الخبراء دون اي معرفة، والإعلام مرتعب وتخلى عن دوره في النقد واصبح متخصص في الوصف، والسؤال بكل تجرد، ” من دمر رياضتنا وأعادها للوراء”، ولماذا أصبحنا على هامش الرياضة العربية والقارية ونختبيء خلف ميداليتين في الأولمبياد حولتهما اللجنة الأولمبية الباحثة عن نصر معنوي إلى مزار يحج إليه اللاعبون والإعلام؟، ومن السبب في التراجع؟، فقد تراجعنا في الألعاب الجماعية واختفت بعض الألعاب الفردية واصبح يطلق عليها الألعاب الشهيدة رغم أنها لا تزال على قيد الحياة، فمن السبب.؟
تماثيل الإدارات
يعتبر تماثيل الرياضة وأصنامها الأخطر على الألعاب كونهم خالدون ولا يتزحزحون من مناصبهم، وعلى الجميع السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر وإلا فإن القرارات بحل الاتحادات المعترضة جاهز وينتظر التوقيه، واللجنة المؤقتة جاهزة ايضا والاسماء معلومة، لذا يجب الصمت في حضرة الاصنام والسمع والطاعة، فهناك العديد من الشخصيات التي أصبحت ماركة مسجلة في الرياضة الاردنية رغم أنهم لم يقدموا شيئاً منذ سنوات، فمنهم من هو عضو مجلس إدارة إتحاد أو لجنة أولمبية أو نادي رياضي، وهؤلاء يعتبرون أنهم الأصوب راياً والأكثر معرفة، رغم أن حدود معرفتهم توقفت منذ زمن وخبرتهم عبارة عن عام واحد فقط مكرر أعوام عديدة، وهؤلاء هم من يشرعون القوانين ويضعون الأنظمة وبالتالي فرضوا التوقف على رياضتنا عند نقطة معينة قد تكون عام 2000.
تلاميذ الأصنام
لقد استغل أصنام الرياضة الأردنية الوضع الحالي واستطاعوا من وضع تلاميذهم في مراكز الإدارة، بعد أن اشترطوا المؤهل الجامعي ليتم حرمان العديد من أصحاب الخبرات من الدخول لمجالس الإدارات، وهذا أمر معروف في الأردن حيث يقدسون الشهادة “لدرجة أن بيل غيتس يمنع من فتح محل كمبيوتر في الاردن”، فتم تعيين أشخاص دون خبرات في الاتحادات، بل أن غالبيتهم لم يرتدوا الملابس الرياضية في حياتهم وتحولوا بين ليلة وضحاها إلى خبراء فنيين..!!، نعم أصبحوا كذلك بدعم من اللجنة الأولمبية التي تضم عدد ممن تنطبق عليهم هذه الحالة، كما تم وضع أشخاص مختصين في لعبة معينة كأعضاء مجالس إدارت في لعبة أخرى، كون اصحاب القرار في اللجنة الأولمبية الذين لا يملكون الحد الأدنى من الخبرات يعتبرون ان إدارة اتحاد لعبة جماعية كالتعامل مع لعبة فردية، كونهم لا يعلمون عن خصوصية الألعاب وطرق إدارتها فضاعت الإتحادات بعد أن تحولت للجان مؤقتة غير قابلة للتغيير.
جوائز الترضية
تشتهر الأردن بأنها تتعامل مع مناصب الرياضة كجوائزترضية بدءاً من منصب وزير الشباب والرياضة، الذي لم يجلس على كرسية إلا رياضيين إثنين فقط منذ مئة عام، ورؤساء الإتحادات الذي لم يمارس اي منهم اللعبة المنوط به تدويرها عدا كرة السلة واليد والطائرة، وقد تسلم زمام أمورهما في فترات محددة ونادرة لاعبين مختصين في هذه الألعاب ولهم تاريخ فيها من أمثال هلال بركات بكرة السلة والدكتور ساري حمدان وتيسير المنسي بكرة اليد والدكتور بشير العلوان والدكتور عصام جمعة بكرة الطائرة، عدا ذلك كان الخيار لأشخاص لم يمارسوا الألعاب وبالذات في الألعاب الفردية التي كانت تحتكرها الأندية ثم شخصيات سياسية واقتصادية، بل ان أحد من حصلوا على جائزة الترضية وحين دخوله إلى اتحاد المصارعة استغرب عدم وجود حلبة مصارعة، معتقداً أن المصارعة الرومانية والحرة هي ذاتها المصارعة الأمريكية الإستعراضية.
وكان توزيع الإتحادات كهدايا لبعض الاشخاص الذين لم يحصلوا على مناصب سياسية أو وظيفية في الدولة وبالذات منصب الأمين العام، والذي يتقاتل الكثيرون من أجل نيله في شتى الإتحادات ويعتبر خلية الطاقة في العمل والإنتاج، أو هكذا الأصل لكنه يعتبر طريق السفر والرحلات والسيطرة في عالم الإتحادات الاردنية والأولمبية.
جوائز الأقل حظاً
ويتم توزيع جوائز للأقل حظاً في عالم الرياضة، لكنها تعتبر ذات قيمة هامة بحيث يتم إرضاء كبار المسؤولين بوضع ابنائهم في مناصب متعددة، ويعتبرونها فترة تدريب لأبنائهم كونها تساعد في تجهيزهم لمنصب أكبر في السنوات القادمة، لذا يرتضون بهذه المناصب حالياً، كما تتناسب هذه المناصب مع عدد من الذين لا يملكون خبرات ويبحثون عن مصدر للدخل المرتفع والذي يتجاوز راتب نائب أو زير في بعض الأحيان، وهؤلاء بالذات حين يتولون منصب يقومون بإبعاد جميع الخبرات والإبقاء على من لا يعرفون شيئاً ويقومون بترقيتهم أو تعين من هم على شاكلتهم، لتصبح الإتحادات والأندية تفتقر للخبرات الحقيقية ويصبح الحائز على جائزة الأقل حظاً هو الخبرة الوحيدة لينطبق عليه المثل ” أعور بين عميان”، وهؤلاء لا يستطيعون بناء رياضة حقيقية كون الرياضة مجتمع متكامل من الإدارة وأذرع التنفيذ.
الباحثون عن مجلس النواب
وعانت الرياضة من الباحثين عن الشهرة ولا يستطيعون الوصول إليها في الظروف العادية، أو بسبب ضعفهم في الدخول للمواقع السياسية والإجتماعية، وبما أنهم يملكون المال ولا يملكون الخبرة ويبحثون عن الوصول السريعن فقد وجدو ضالتهم في العمل الرياضي وتصدر صفحات الصحف والمواقع، لتصبح طريقهم سهلة في الصعود صوب مجلس النواب او الأعيان، كما منحهم منصبهم الرياضيمكانة إجتماعية هامة، لذا فقد عمل هؤلاء المستحيل ليصلوا عن طريق الأندية التي دمروا تاريخها وجعلوا من يأتي بعدهم يحمل وزراً ثقيلا، وكان هدفهم واضحاً منذ اليوم الأول وهو مجلس النواب والحصانة النيابية، ليحموا أنفسهم مما دمروا وخربوا ليكون هؤلاء الأخطر على الرياضة، لكنهم ورغم معرفة الشعب بهم إلا أنهم سيستمرون في الوصول والعبث بمستقبل الرياضة الاردنيةولن يتراجعوا، فمن ذاق حلاوة المنصب سيعمل المستحيل للبقاء في منصه .
الإختباء خلف الشخصيات الاعتبارية
ربما لم يسمع الكثير من العاملين في الوسط الرياضي ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بأنه من غير المسموح لأحد أن يختيء خلفه، لكن في عالم الرياضة يختلف الوضع “كون سمعهم خفيف”، فجميع الفاشلين المتواجدين بالواسطة وجميع الحاصلين على جوائز الترضية أو الاقل حظا وحتى الأصنام وتلاميذهم، يبحثون دوماً عن شخصية اعتبارية يختبئون خلفها ويحملونها وزر كل تراجع، ويمنحون أنفسهم هالة البطل حين الإنتصار، لذا نجد أن هؤلاء هم يشكون خطراً كبيراً على الرياضة الأردنية، كونهم لا يعلمون ويدركون أنهم لا يعلمون، ويعلمون أنهم محميون وفوق القانون، لذا يدمرون ويخربون دون أن يخشون أحد، بل يصدرون القرارات بأسماء الشخصيات الإعتبارية و يمررون القرارات دون علمهم ، ليصبح رجال الظل كارثة الرياضة وسبب رئيسي في تراجعها.
الإعلام الرياضية والمهنية
يعتبر الإعلام الرياضي شريك رئيسي في الإنجاز وانتشار الفوضى في عالم الإدارة الرياضية وتراجع المستوى الفني، وذلك بعد اختفاء المهنية والنقد والإكتفاء بحضور البطولات والترويج للأشخاص دون الإهتمام بما يقدمون، ليساهم الإعلام الرياضي كغيرة من أنوع الإعلام في الأردن في دعم الجاهلين وتقديمهم كخبراء مبدعين في مجالات لا يعرفون عنها، بل ان غالبية هؤلاء تسببوا في تراجع الألعاب لنجد ان علاقاتهم الشخصية مع الإعلام هي من صنعتهم وحولتهم من جهلاء في الواقع إلى خبراء في العالم الإفتراضي.
وبالتالي فإن تراجع عمل العين الرقابية على الرياضية ساهمت في صناعة أشخاص يتعاملون مع الرياضة على أنها وظيفة حكومية، دون أن يدرك هؤلاء ان الرياضة تحتاج لمن يعملون دون حساب الوقت، كما يجب عليهم ان يعشقون عملهم ويعرفون عنه كل صغيرة وكبيرة، ونستغرب من عدوم وجود تحليل فني حقيقي أو تحقيق شامل عن الإتحادات في الصحف والمواقع والقنوات الرياضية حيث تكتفي جميعها بما تسمع دون أن تبحث.
أين التسويق..؟
يعتبر غالبية القافزين على المناصب الرياضية ان نقص المال هو السبب في تراجع تطور العمل الرياضية، لا سيما أن الحكومة لا تملك المال الإضافي لتنفقه على رفاهية الرياضية كما يصفونها، وهنا نبحث عن التسويق الذي تحدثت عنه اللجنة الأولمبية لسنوات طوال دون أن نجد له اثر بل لم يصل لمرحلة السراب، كما أن الإتحادات في غالبيتها العظمى لا تملك رعاة حقيقين ولم تبرم عقود مع شركات ولم تقم بتسويق لعبتها أو لاعبيها، لنجد أنها تحولت إلى دوائر حكومية تنتظر الراتب حيث لم تصل لمستوى الجمعيات الخيرية التي تجد ألف طريقة وطريقة لتصل للمال وتسير أمورها.
وكنا نظن وفي عالم الرياضة كل الظن في عالم دون خبراتإثم مبين، كنا نظن أن اللجنة الأولمبية ستضع خطة تسويقة لكل اتحاد بالتعاون مع مجلس إدارته، لكن هذا لم يحصل وبقي الحال على ما هو عليه، فمنذ خمس سنوات لا تطوير في هذا المجال لنضيع الوقت والحلم والأمل، كما كنا نتوقع من الأندية الاردنية أن تبحث عن شراكات خاصة لكنها لم تقم بذلك لنجد أنها ترزخ تحت طائلة الدين الذي لا تستطيع الإيفاء به.
المنشآت الرياضية
يعاني الأردن من ضعف البنية التحتية في المجال الرياضي، فالأصل أن يكون لكل اتحاد صالته الخاصة ولكل نادي منشأته الرياضية التي تفي الغرض، لكننا لا نجد صالات رياضية تكفي الأندية أو ملاعب رياضية تمكن الأندية من التدرب عليها بشكل مثالي، مما يعني ان هناك تراجع في الدور الحكومي في عملية البناء والتطوير وهذا يشير إلى أن الرياضة ليست من أولويات الحكومة، بل مجرد رفاهية غير مطلوبة في مرحلة الضيق المالي الذي تعاني منه الاردن منذ الحصار غير المعلن المفروضعلهيا من عقد من الزمن.
حلول ما بعد الخراب
من هذه الصور البشعة في عالم الرياضة ندرك ان المستقبل سيكون صعباً، وأننا قبل عملية وضع خطط جديدة وقبل عملية البناء علينا أن نعود لمعالجة الإختلالات التي تعاني منه الرياضة منذ عقدين من الزمن، وفي مقدمة ذلك إعادة وضع نظام يسمح للخبرات الرياضية بممارسة العمل الإداري دون النظر إلى مؤهلهم العلمي، كما على مجالس الإدارات أن تضم عدد من خبراء التسويق والإدارة والعلاقات العامة مع التركيز على خبراء اللعبة حتى تكون الخطط شمولية، ويجب أن لا تكون الإتحادات مُلتقى للاصدقاء والمعارف ويجب أن تخلو من الواسطة والمحسوبية وكل من يقوم بمثل هذا العمل يجب فصله من العمل الرياضي كونه يدمر عمل جيل كامل، لذا ومنذ عام 2000 نجد أن الواسطة قد اصبحت جزء رئيسي من العمل الرياضي كونها الطريقة الأمثل للشهرة ومجلس النواب.
ميديا نيوز