كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الإعلام الرياضي .. ميت بلا جنازة..!!
صالح الراشد
ميت بلا جنازة.. ودون بيت عزاء.. ولا أحد يرتدي ربطة عنق سوداء.. فالميت أو ربما القتيل أو الذي مات غيلة واغتيالاً تم دفنه في عتمة الليل.. لذا لم يقرأ أحد على روحة الفاتحة.. ولم يجلس على قبره من يدعوا له..وقد يعتقد البعض أنها طقوس كورونا وإجراءات السلامة.. لكن للحق كانت طقوس موت الفقراء الذين لا بواكي لهم.. ليصبح نسياً منسيا .. وليتحول مقره إلى موقع أثري قد يرتاده السواح .. لكن ابناء الوطن لا يعشقون الاثارات الكثيرة في الأردن.. لنشعر ان الموقع الاثري سيلحق بالجثة ويتحلل ويختفي في الهواء.
فهذا ميت غريب لا قاتل له في الصورة.. ويرفض أن يعترف أحد أنه السبب.. فالجرأة مفقودة وإلقاء التهم على أكتاف الآخرين متوفرة.. والطبالون جاهزون للتغني بجميع الأطراف.. لذا قد تضيع الحقائق وقد ويذهب الدم هدراً.. رغم أن القاتل معلوم ومعروف لكن من يجرؤ أن يُشير إليه.. وقد يكون القاتل مجموعات عملت بسرية تامة للإجهاز على إتحاد كان له مكانته وهيبته.. وحتى في ذلك العصر لم يسلم ممن أجادوا دس السم بالعسل حتى يرتقوا على رقاب الآخرين.. ليكون الموت الأليم الصامت نهاية الطريق.
وعلامات الموت ظهرت في دورة الألعاب الأولمبية والبارأولمبية في طوكيو.. تخيلوا ان دورتين تقامان ولا يقوم بتغطية أخبارهما اي إعلامي .. ورغم ذلك تسابقت الصحف والمواقع الإلكترونية لنشر أخبار الدورتين بطريقة غريبة حين تحولوا إلى مجرد أدوات للنقل.. مع العلم ان المصدر قام باخفاء معلومات غاية في الخطورة .. ولم يتطرق لها الإعلام الاردني باي طريقة كانت.. فهو لا يملك المعلومة السرية.. كون إعلام اللجنة الأولمبية يُرسل الخبر كما يريد.. وتنشره الصحف والمواقع دون تمحيص.. فتاهت الحقيقة وضاعت مصداقية الإعلام.
وحتى لا نظلم أحد فإن الجميع شركاء في قتل الإعلام الرياضي الاردني، بداية من مجالس الإدارات السابقة، والتي حفلت مسيرتها باخطاء كارثية لإعتمادها على العلاقات الشخصية في خوض الإنتخابات التي لم تفرز الأفضل، فظهرت بوادر المرض والتعب والإعياء في آخر مجلسين سابقين، بسبب بحث بعض الشخصيات عن مصالحهم وافتعال مشاكل في كل جلسة، والغريب أنهم هم أنفسهم من قاموا بهذا العمل في مجلس الموت الأخير، ورغم ذلك تمسكت بهم الأولمبية كونهم الأداة الأفضل لنهاية درامية للإعلام الرياضي.
ولا يعني هذا براءة الهيئة العامة التي تتحمل العبء الأكبر من التسبب في وفاة الإعلام الرياضي، حين لم يحرك اي منهم سكاناً وكأن الأمر لا يعنيهم، وكان حديثهم دوماً في السر دون أن يتخذوا خطوات إيجابية في التصدي لسيطرة الأولمبية على الإعلام وتسيره حسب مصالحها ورغباتها، التي أظهرتها فضيحة ما جرى في ألعاب القوى من منع الصحفيين من حضور مؤتمر صحفي ونشر أخباره، حتى قام رئيس الإتحاد المعترف به دولياً بشراء مساحة إعلانية في الصحف ونشر الخبر بقوة المال، لتشكل خطوته الضربة القاضية لإعلام يترنح يقتصر دوره على تنفيذ أوامر الأولمبية.
ونستغرب دورمدراء الدوائر الرياضية في هذا التراجع، ففي السابق كانت قراراتهم تؤثر على الإتحادات بل تُجبر الإتحادات على التعامل بصورة لائقة من الإعلام، ويتدخلون في أجندة المسابقات حتى تتناسب وتوقيت طباعة الصحف، وكانت الإتحادات تستجيب، أما اليوم فلا أحد يرتعب من مدراء الدوائر وتتعامل معهم الإتحادات على أنهم ضيوف شرف في عالم الرياضة، لذا تراجعت هيبة الإعلام الرياضي وتم السماح للجنة الأولمبية بالتغول على مهنة المتاعب لتصبح في خدمة المتنفذين في اللجنة.
لقد اصبح إتحاد الإعلام مجرد فقاعة وفزاعة لا ترعب أحد ولا تشكل ضغطاً على أي اتحاد، فاختفى الموفد الإعلامي وانتظرنا الإتفاقيات مع الإتحادات العربية الأخرى فلم نجد لها اثراً على أرض الواقع، لنجد ان الإتحاد مات سريرياً ومعه مات الإعلام الرياضي الاردني الذي اصبح ظلاً بلا أهمية في عالم الرياضة، واصبح الإعلاميون ضيوف غير مرحب بهم في البطولات، وبالتالي نجحت الأولمبية بتجميد اتحاد الإعلام الذي لا زال البعض يجد ويجتهد حتى يدخل في عضوية المجلس، وهذا ما ستظهره الايام من أن حلم البعض كابوس.