سراب سبورت
مجلة رياضية

تطبيع رياضي كامل الدسم

ختام ابو عوض

شخصٌ ما اقتحم بيت أخيك وطرده منه، بعدما ادّعى أنّه بيته هو، وقتل بعض أبناء البيت وشرّد البقية، وأصبح يتصرّف عقوداً طويلة بصفته صاحب البيت المغتصَب أساساً، واعتاد أن يدعو أقرباءه من مختلف أنحاء العالم للسكنى في بعض غرف هذا البيت، لكنّه يمنع سكانه الأصليين حتى من حق زيارته.

وأخيراً، أتى أبناء المحتل إلى البيت، المشاركون بما فعله والدهم الآن، ليلعبوا مع أبنائك في الساحة المقابلة، والمطلوب منك أن توافق بحجّة أنّ هذه رياضة، وأن لا دخل للعب والرياضة بأيّ شيء آخر، وأنّ أبناءه وأبناءك يفعلون ذلك باسم السلام وحده… هذا هو التطبيع الرياضي… فتخيّل. وهو ما حدث ويحدث بالضبط في فلسطين حرفياً.

الصهاينة المحتلون للأراضي الفلسطينية، الممعنون في الاحتلال، والتنكيل بأهلنا في فلسطين، المستمرّون في الاحتلال واغتصاب الأراضي وسرقة البيوت، الرافضون كلّ خطة سلام تتضمّن الاعتراف حتى ببعض الحقوق الفلسطينية في الأرض، كالمبادرة العربية، يشاركون في البطولات العالمية التي تجمعهم مع بعض الفرق العربية، والمطلوب من العرب دولياً الموافقة على اللعب معهم، وإلّا خسر هؤلاء العرب تلك المقابلات الرياضية، وتحمّلوا العقوبات من الجهات المنظمة أيضاً! ظلم إضافي اعتاد اللاعبون العرب على تحمّله في سبيل إيمانهم المطلق بالقضية الفلسطينية، فمجرد اللعب مع اللاعبين الصهاينة يعتبر اعترافاً بهم وبكيانهم وباحتلالهم فلسطين، وهو ما يرفضه الوجدان العربي دائماً.

وملف التطبيع الرياضي قديمٌ يتجدد الحديث عنه مع كلّ بطولة رياضية عالمية تجمع ما بين اللاعبين العرب ولاعبي الكيان الصهيوني، في بعض المقابلات بسبب القرعة، كدورة الألعاب الأولمبية التي تُقام هذه الأيام في طوكيو. وعلى الرغم من أنّ معظم اللاعبين العرب اعتادوا على الانسحاب المشرف تلقائياً من مثل هذه المقابلات، فالجديد الذي ترافق مع موجة التطبيع الأخيرة أنّ لاعبين عرباً أصبحوا يفكرون جدّياً في خوض مبارياتهم مع اللاعبين الصهاينة، وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام جديدة على هذا الملف كلّه، ذلك أنّ خوض المنافسات الرياضية أمام لاعبي الكيان الصهيوني وفرقه ما زال يعتبر اعترافاً مذلاً بالعدو وممارساته وهو تطبيع كامل الدسم مع سياساته.

ومن يقول إنّ على اللاعبين العرب مقابلة الصهاينة في المنافسات الرياضية لا يخرج عن أربعة: الأول مؤمن بالتطبيع وينادي به فعلاً ولا يخجل من ذلك. الثاني مؤمن بالتطبيع لكن يشعر بالخجل أو بالخوف من غضب الجماهير العربية حوله. الثالث ساذج يرى أنّ الصراع لا يخرج عن فكرة من يضرب من، فتجد مثل هذا يشجّع اللاعبين العرب على مقابلة أندادهم الصهاينة لضربهم والإمعان في التنكيل بهم في الملعب، ومن المضحك أنّ هناك من ينصح اللاعبين العرب بمواجهة الصهاينة بحجّة الأخذ بالثأر منهم وضربهم! وهذا أمر مناقض لفكرة الألعاب الأولمبية تحديداً، علاوة على أنّ هؤلاء ليسوا متأكدين أساساً من الفوز عليهم. أما النموذج الرابع فهو غبيٌّ لا يعرف الفرق بين الحرب والمنافسة الرياضية، فيظن أنّ المنافسة الرياضية هي نوع من الحرب، وعلى العرب عدم الانسحاب منها، لأنً ذلك يعتبر انهزاماً مبكراً.

السؤال الذي يطلّ برأسه من بين كلّ هذه الاحتمالات: هل يحق لكلّ اللاعبين العرب اتخاذ مواقف حرّة ومستقلة على هذا الصعيد، بعيداً عن سياسات حكوماتهم المتعلقة بالتطبيع فعلاً؟ الإجابة واضحة ويعرفها الجميع، أنّ معظم اللاعبين العرب لا يملكون رفاهية اتخاذ قراراتهم بشأن اللعب مع الفرق الصهيونية بحرية. وبالتالي، هذه القرارات حكومية محض، ما يجعلها ترتد على سياسات التطبيع المباشر أو غير المباشر مع الصهاينة.

العربي الجديد

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
رياضيو ألعاب القوى يناشدون جلالة الملك التدخل لإنقاذ اللعبة الآسيوي يختار مسقط لإقامة دورة حكام الشاطئية النائب أبو عرابي يقدّم كتاب شكر وتقدير للدكتور عبد الحكيم الشوابكة مدير النشاطات التربوية محامون بأموال الرياضة للدفاع عن الرؤساء… خطوة تهدد الشفافية وتُشرعن الفساد الأردن يشارك في لقاء رؤساء الجمعيات الكشفية العربية بمصر فراس جداية رئيساً لنادي صما الرياضي بالتزكية إشادة بمبادرة الفيصلي ودعوة لإطلاق مشروع تحفيظ القرآن في نادي الحسين إربد الكاراتيه الأردنية تحصد ثقة الأمن العام.. لقاء المعايطة بمسعود يفتح آفاقاً جديدة زياد عشيش يُحقق فوزه الأول ببطولة العالم للملاكمة الحموي وبلبيسي وحبش أبطال الجولة الرابعة من بطولة الأردن للكارتينغ الأولمبي لكرة القدم تحت 23 عاما يفوز على الصين تايبيه في التصفيات الآسيوية الأردن يستضيف البطولة العربية الخامسة لرواد التنس في تشرين الأول المقبل الفارس السوري رامي شاهين يخطف ألقاب بطولة الفراج للفروسية 2025 مركز شباب وشابات الرمثا يقيم نشاطًا مميزًا بعنوان “ألعاب تلي ماتش” الأمير فيصل يشهد انطلاق البطولة العربية لصيد السمك في العقبة الأمير فيصل يُتوج الفائزين في النسخة الـ ٣٤ من بطولة الأردن المفتوحة للجولف مسجد الأبرار ينظم دورة سباحة لحفظة القرآن الكريم في مسبح الفوانيس اختتام معسكر التغير المناخي والاقتصاد الأخضر في بيت شباب إربد مركز إعداد القيادات الشبابية يختتم المرحلة التدريبية الثالثة من برنامج "نشامى 2025 – الفوج الثالث" ختام البطولة العربية الـ30 للرجال والـ20 للسيدات في الكرة الطائرة الشاطئية – البترون 2025 أنشطة وفعاليات متنوعة في مراكز مديرية شباب الكرك اختتام دورات تدريبية في مركز مديرية شباب الكرك اختتام معسكرات المبادرات الشبابية والعمل التطوعي في مديرية شباب الكرك وعدد من المراكز الشبابية التاب... الأميرة آية الفيصل تشارك في اجتماع الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة وافتتاح المقر الجديد في بانكوك مركز شابات عبين عبلين ينظم محاضرة حول المولد النبوي الشريف تحت إشراف وزير الشباب والرياضة التونسي .. إقرار إجراءات حازمة للحدّ من ظاهرة العنف في الملاعب الرياض... حكام كرة اليد… والمسرحية التي لم تنته! بين صمت المجلس وسيطرة المستشار… هل هذا اتحاد أم إدارة خاصة؟ العصفورة وملف الدورة العربية المدرسية...المعالجة واستبعاد كوادر الوزارة جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي – الدورة الثالثة في إربد