كافة الحقوق محفوظة © 2021.
دوري الأمم الأوروبية: فرنسا تبلغ النهائي بسيناريو جنوني لمواجهة إسبانيا
سراب نيوز
بسيناريو جنوني وهدف قاتل، بلغت فرنسا بطلة العالم نهائي دوري الأمم الأوروببة لكرة القدم الخميس بعد أن عوّضت تأخرها بهدفين الى فوز قاتل 3-2 على بلجيكا في الدقيقة الاخيرة في تورينو، لتضرب موعدًا مع إسبانيا في نهائي يوم الأحد على ملعب سان سيرو في ميلانو.
وتقدمت بلجيكا بهدفين في الشوط الاول عبر يانيك كاراسكو (37) وروميلو لوكاكو (40)، قبل أن تقدم فرنسا شوطًا ثانيًا هائلا سجلت خلاله ثلاثة أهداف عبر كريم بنزيمة (62)، كيليان مبابي (69 من ركلة جزاء) وتيو هرنانديز (90) في مباراته الدولية الثانية فقط، بعد دقيقتين من إلغاء هدف للوكاكو بداعي التسلل.
وكانت إسبانيا أقصت الأربعاء إيطاليا بطلة أوروبا في سان سيرو 2-1 لتبلغ النهائي.
وفشلت بلجيكا في الثأر من فرنسا التي أقصتها من نصف نهائي مونديال روسيا 2018 في طريقها الى اللقب.
وبدت بلجيكا قريبة من بلوغ أول نهائي لها في بطولة ما منذ حلولها وصيفة لألمانيا الغربية في كأس أوروبا 1980، إلا أن البحث عن لقب مع الجيل الذهبي سيستمر مع توالي الإخفاقات، إذ يعود التتويج الوحيد في تاريخها الى ذهبية أولمبياد 1920 على أرضها في أنتويرب.
وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشان بعد الفوز “كنا سيئين في الشوط الاول بصراحة. حصل المنتخب البلجيكي على 20 دقيقة جيدة خلال هذا الشوط ونجح في تسجيل هدفين، ثم غابت خطورته تماما بعد ذلك”.
وتابع المدرب الذي قاد بلاده الى المجد في روسيا “خضنا شوطا ثانيًا كبيرًا من خلال الضغط الكبير على المنافس وقد أظهر لاعبو فريقي قوة شخصيتهم. لم يكن أحد يعتقد بقدرتنا على قلب الامور في صالحنا في الشوط الثاني لكننا كنا نريد الذهاب الى النهائي وقد حققنا هدفنا”.
ودخل المنتخبان المواجهة بهدف تعويض الخيبة القارية هذا الصيف بعدما خرجت فرنسا ونجومها بشكل مفاجئ من الدور الـ16 لكأس أوروبا ضد سويسرا بركلات الترجيح بعد أن كانت متقدمة 3-1 قبل 15 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
أما المنتخب البلجيكي متصدر التصنيف العالمي بقيادة المدرب الإسباني روبرتو مارتينس، كان سقط أمام إيطاليا في الدور ربع النهائي.
وشهدت المباراة مشاركة تيو هرنانديز ظهير ميلان الايطالي الى جانب شقيقه لوكاس مدافع بايرن ميونيخ الألماني ليصبحا أول شقيقين يشاركان أساسيين لفرنسا منذ جان ولوسيان لوريان في 1932.
ودخلت فرنسا المواجهة بفورمة غير مقنعة، بعد فوزها 2-صفر على فنلندا في التصفيات الاوروبية المؤهلة الى مونديال قطر 2022 الشهر الفائت، كان الاول بعد سلسلة من خمسة تعادلات.
وغاب عن صفوف منتخب الديوك لاعب الارتكاز المتألق نغولو كانتي بعد إصابته بفيروس كورونا قبل مباراة فريقه تشلسي الإنكليزي التي خسرها أمام يوفنتوس الايطالي في دوري أبطال أوروبا الاسبوع الفائت.
-شوط ثان فرنسي ونهاية جنونية
بدأت بلجيكا المباراة بقوية وحصلت باكرًا على فرصة بعدما شتت المدافع جول كوندي كرة خاطئة من عرضية لتتهيأ أمام كيفن دي بروين من مسافة قريبة سددها نحو المرمى وارتدت من الدفاع في طريقها الى الشباك، إلا أن الحارس هوغو لوريس قام بتصدٍ بطولي مبعدًا الكرة الى ركنية (4).
وظهرت الثغرات في دفاع رجال ديشان الذي لعب بتشكيل 3-4-3 مع رافايل فاران وجول كوندي الى جانب لوكاس، فيما غاب التفاهم بين ثلاثي الهجوم المتمثل بمبابي، أنطوان غريزمان وبنزيمة المتألق هذا الموسم مع ريال مدريد الإسباني.
لم تهدد فرنسا في الشوط الاول باستثناء عرضية وصلت الى بنجامان بافار تابعها سهلة بين يدي تيبو كورتوا (8).
وسجل كاراسكو هدف التقدم بتسديدة من الجهة اليسرى داخل المنطقة بدت وكأنها ارتدت من كوندي لتخدع لوريس عند القائم الاول (37).
وسرعان ما ضاعف لوكاكو مهاجم تشلسي الإنكليزي النتيجة بعدما وصلته تمريرة من دي بروين على مشارف المنطقة، موه بجسده من دون الكرة ولحق بها الى الجهة اليمنى داخل المنطقة قبل أن يسدد من زاوية ضيقة جدًا كرة صاروخية في سقف المرمى (40)، مسجلا هدفه الاول ضد فرنسا في مسيرته والسادس له في آخر ست مباريات.
وحاول إدين هازار تسجيل الثالث قبل الاستراحة بتسديدة قوية تصدى لها لوريس (45).
وبدأ “الشياطين الحمر” الشوط الثاني من حيث أنهوا الأول وكاد لوكاكو أن يسجل هدفه الشخصي الثاني بتسديدة قوية من داخل المنطقة أبعدها لوريس (51).
إلا أن أداء بلجيكا تراجع لتبدأ فرنسا ضغطها قبل أن يهدر غريزمان فرصة ذهبية بعد أن وصلته عرضية خالصة أمام المرمى من مبابي تابعها بجانب القائم (58).
إلا أن الضغط المتواصل أثمر عن هدف رائع أظهر فيه بنزيمة مهارة عالية عندما وصلته الكرة داخل المنطقة من مبابي بعد فاصل مهاري للأخير أيضًا، استلمها وظهره للمرمى قبل أن يلتف حول نفسه ويسدد بيسراه بين أربعة لاعبين على يسار كورتوا (62).
وتحصل “لي بلو” على ركلة جزاء بعد عودة الحكم الى حكم الفيديو المساعد “في ايه آر” لعرقلة من يوري تيليمنز على غريزمان، ترجمها مبابي قوية في الزاوية اليسرى (69)، علمًا أنه أهدر ركلة الترجيح الحاسمة التي أخرجت فريقه من كأس أوروبا ضد سويسرا.
وخاض مبابي مبارته رقم 50 مع منتخب الديوك ليصبح أصغر لاعب يصل الى هذا العدد في تاريخ بلاده (22 عامًا و291 يوم).
واصلت فرنسا ضغطها وكاد أن يمنحها البديل أوريليان تشواميني التقدم بعد دقيقتين من نزوله بديلا بتسديدة قوية تصدى لها كورتوا ببراعة (77).
وشهدت الدقائق الاخيرة من المباراة سيناريو جنونيًا، ظن “الشياطين الحمر” أنهم خطفوا الفوز عندما أسكن لوكاكو الكرة في الشباك إثر عرضية من كاراسكو ليحتفل مع زملائه قبل أن يلغى الهدف بداعي التسلل على المهاجم (88).
وأصاب بول بوغبا زاوية المرمى في الدقيقة الاخيرة من ركلة حرة لتبدو المباراة في طريقها الى التمديد، قبل أن تصل بعد ثوان الكرة الى هرنانديز بعد تشتيت خاظئ من توبي ألدرفيرلد، سددها بيسراه على يسار كورتوا بعد يوم من بلوغه عامه الرابع والعشرين.
(أ ف ب)