كافة الحقوق محفوظة © 2021.
المدرب والملاكم أحمد الحارس …صانع “نادي الكورونا”
من مواد بسيطة …حلمي يقول “اصنع ناديك بنفسك ولا تجعل أي شيء يعيقك أو يؤخرك عن تحقيق طموحك”
سراب نيوز –
المدرب والملاكم احمد الحارس لم تقف كورونا وما رافقها من حظر كلي او جزئ حجر عثرة في شغفه وحبه لرياضة الملاكمة والمحافظة على مستواه ،وفي ظل ابسط الامكانيات ،التي حولها بفضل قدرته الى اجهزة تؤدي المطلوب .
ويقول الكابتن الحارس لقد مررنا كلنا في الاونة الاخيرة بظروف صعبة سواء كانت مادية او اجتماعية او صحية، ولعل أبرزها وأعتاها صعوبة هي تلك الجائحة التي عصفت في البلاد بل وبلاد العالم أجمع، تلك الجائحة التي خلقت جوا لم يعتده أي فرد من أفراد العالم من قبل مئة عام على الارجح، الا وهي جائحة كورونا.
كما نعلم أن هذا الفايروس حصد الارواح الكثيرة وقتل من البشر الكثير وأصاب الكثير الكثير، ولكنه أيضا دمر طموحات وأحلام الأكثر، حيث كم من كان يسافر ولا يسافر وكم من طالب لا يدرس وكم من عامل لا يعمل وكم من رياضي لا يتمرن،فقط وجدنا الطبيب على رأس عمله كالهرم ليكافح وبشراسة هذا الفايروس بصفته خط الدفاع الاول،فهو سبب سخره الله عز وجل لنا،ولا ننسى فضل المعلم وفضل كل من عمل في تلك الجائحة للضرورة القصوى فجزاهم الله خيرا مشكورين.
ويضيف الكابتن الحارس لعلني أطلت في المقدمة طويلا،لكن الحدث كان أطول وثقله على نفوس الجميع أعمق، ولكني اليوم سأتحدث عن كفاحي لهذا المرض بصفتي رياضي وأختص برياضة الملاكمة واللياقة البدنية.
إن ما حدث معنا كرياضيين شيء لا ينسى ألبتة،فقد آلمنا البعد عن أنديتنا الرياضية ومراكزنا التدريبية،وشقّ على أنفسنا أن نجلس في بيوتنا ولا نتمرن ولا نتنافس وما أوجعنا أكثر هو ذاك الحظر البغيض الشامل الذي عطّل وقيّد مصالحنا وأعمالنا ولكن قدّر الله وما شاء فعل فقد كان ذلك لصالحنا لئلا ينتشر المرض ويترعرع على حساب صحتنا وصحة عوائلنا ونحن نتنقل هنا وهناك.
في تلك الفترة، روادتني فكرة إنشاء نادٍ صغير على سطح منزلي كونه ذات مساحة لا بأس بها، ورغم قلة الامكانات وقلةالمادّة منعتني من شراء المعدات الشائعة في المراكز المتقدمة والتي تعد ذات مبلغ كبير بالنسبة لي كموظف وذي دخل محدود،فارتأيت الى محاكاة تلك المعدات الغالية بما يناسبني من معدات بسيطة بدائية تؤدي الغرض المطلوب وتنجز الجهد الحقيقي في التمرين،فمثلا استبدلت وسادات الحائط بعجل سيارة قمت بقصه لنصفين واستخدامه كوسادة جدارية لتسديد اللكمات، حيث يؤدي الغرض في التدرب على أساسيات الملاكمة من مستقيمات وهوكات وصواعد، وأيضا حصلت على عجل كبير ومطرقة لزيادة قوة ومتانة الذراعين، ثم صممت مقعد خشبي ومع اسمنتيات أثقال بأوزان مختلفة لزيادة قوة وصلابة البنية الجسدية،وغيرها الكثير، وساعدني في ذلك الخبرة اكتسبتها من مدربيني الكبار،وأيضا من خلال الفيديوهات على برامج التواصل الاجتماعي،وما زلت أحرص على تطوير ناديّ الخاص تحسبّاً لأي طارئ غامض في المستقبل.
ما وددت قوله هو أن الارادة تصنع المستحيل، وأن صاحب الهدف لا يعيقه أي شيء،ومن نشد طريقاً معين لا بدّ أن يبلغه بشقّ الأنفس، فهو بمثابة الشجرة القوية أمام إعصار عتيد…
في تلك الجائحة كثير من اللاعبين سقطوا في أول هبّة ريح فكانوا كأوراق الشجر في فصل الخريف لا مثل الشجرة ذاتها،وبدأوا يتحججون بأسباب واهية وأنهم ليسوا قادرين على الاستمرار في التدريب، وأن كل تركيزهم ينصب الان على تحصيل المال في تلك الجائحة العظيمة.
لكن منهَم من كان أقوى من الاعصار ذاته وأخص بالذكر من رآهم العالم أجمع يتدربون ويكدّون على سطح منازلهم كأمثال أبناء عشيش، ومنهَم من تدرب في كراج منزلهم كأبناء الوادي،ومنهم من تدرب في مدخل بيته كأبناء الكسبة ومنهم من تدرب في غرف المنزل وفي الشارع كأبناء درويش، لا يعيقهم شيء ولا يوقفهم شيء، ذوي طموح عالمي ينشدون المجد حتى وهم نائمون،فلماذا لا نستمد قبسا من نور طموحاتهم وجهدهم؟! .
لذلك أدعو وأحث كل الرياضيين على استرداد ما تبقى من جهدهم وطاقتهم والرجوع لما كانوا عليه بل أفضل، والسير قدما نحو النجاح،وان لا يتركوا لليأس مدخلا ولا منزلا في قلوبهم وأن يسخروا كل طاقاتهم وإمكاناتهم لتحقيق أهدافهم وأن يجعلوا المحن منحاً من الله عز وجل،فلا أحد يعلم أين ومتى تأتي الفرص الحقيقية للنجاح فلا بدّ أن نكون مستعدين.