كافة الحقوق محفوظة © 2021.
هلكتونا أمن وأمان..! كتبت: إخلاص القاضي
ندرك أن الفساد وسوء الادارة والترهل وتباطؤ مسيرة الاصلاح، ملفات تقض مضاجع كل الاردنيين.
لكن هذا لا يعني اننا دولة منهارة حرفيا، الأمر الذي حول ادبيات بعضهم للغة التباكي و جلد الذات والسلبية، ولعن الزمن والواقع، و ( اللهم هجرة) ..!
نعم، نحن لسنا كما يجب لنا أن نكون، وكما نستحق، لكن ( النعيق) على وضعنا ليل نهار، كلام غير منتج على الإطلاق.
نحن بخير طالما حدودنا محمية، نحن بخير طالما مطارنا يعج بالمسافرين على وقع الذهاب والاياب والاستقرار، وليس هربا من القصف والتعذيب والترحيل القسري..
نحن بخير، طالما حمدنا وشكرنا ورضينا ولو بأبسط الامور..
قد نكون من الفقراء، لكننا نعيش بالحد الجيد من الأمان، وإن كان لا يعجب البعض، وينزعج من سيمفونية، ( بلد الأمن والأمان)، فالزمن كله تغير، الواقع كله تغير، ولكن الاردن عبرَ خط النار وموجات النزوح واللجوء، الاردن عبرَ الاسلاك الشائكة ل( الخريف العربي) بدون طلقة اردني على صدر اردني والحمدلله، الاردن عبرَ ويعبر خط النار المتاخم لاطول حدود مع عدو لا يرحم، الاردن صمد وصبر وكبر ووصل لمئويته مرفوع الراس، رغم عبث العابثين…
يتغنى الغريب بالاردن واستقراره، وجمال مدنه وقراه وعاداته وتقاليده وزيته وزيتونه، ودحنونه، ورائحة التراب بعد المطر فيه، بينما لا يرى البعض فيه إلا الخراب والفساد والسرقات، نعلم انها موجودة، ونعلم أن الضرائب والجباية وسوء الادارة والواسطة والمحسوبية والشللية، قد بلغت حدودا لا قدرة للاردني عليها، ونعلم اننا لسنا دولة مثالية..
اذن، فليكن التركيز عبر ( لوبيات) ضاغطة، حزبية كانت أم فكرية ام سياسية، نحو انتزاع كل آفة تؤرق الاردني، وتجعله حينئذ لا يسمع للنعيق فحسب، وليلتقط ايضا صانع القرار نبض الناس، وبسرعة تضيع الفرص على كل متصيد.
نحن بخير طالما ابنتي تعود من طريق المدرسة، وهي مطمئنة، نحن بخير طالما وجدنا كفاف يومنا، نحن بخير طالما سلكنا الدروب دون حواجز دويلات داخل الدولة، نحن بخير طالما عشنا كاردنيين من شتى الاصول والمنابت، بعيدا عن الطائفية والعنصرية، نحن بخير طالما حافظ النقد الاردني على استقراره، رغم غلاء الأسعار، ولهذا نقاش آخر، نحن بخير طالما ظل الجيش الاردني الباسل المؤسسة الحامية لثغور الوطن كوحدة واحدة كخط احمر لا انحياز فيه إلا للوطن..
الاردن..قصة ثبات رغم الفساد، قصة صمود رغم التحديات، قصة استقرار رغم استهزاء البعض من هذه (المقطوعة)، من الذين يقولون ليل نهار، ( هلكتونا أمن وأمان، بدنا نعيش)، وهل هنالك أي عيشة بدونهما؟
الاردن الآن الملاذ الوحيد للحالمين ببلد آمن، ولو مع الخبز فقط، في محيط عانى الويلات، ولكن فعليا، صدق من قال: ( ما بنشعر بالنعمة إلا بعد زوالها)، فلنحافظ إذن على نعمنا وما أكثرها في بلد الهاشميين الذين لم يعلقوا مشنقة معارض، ولم يكونوا إلا صمام أمان، وواحة اتزان وموضوعية واحترام وتقدير من لدن الشقيق والصديق على حد سواء..
( بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن ضنوا علي كرام) ..