كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الفخر بالنشامى لم يحجب حسرة ضياع نصف النهائي
الدوحة – لم يحجب الفخر الذي أبداه العراقي عدنان حمد مدرب المنتخب الأردني، بالصورة التي قدمها فريقه في النسخة العاشرة من كأس العرب لكرة القدم، حسرة جماهير “النشامى” على ضياع فرصة التأهل لنصف النهائي.
وفرّط الأردن، الأكثر ظهورا في البطولة عبر تاريخها (9 مشاركات)، بأسبقية وأفضلية في شوط أول مثالي أمام مصر في استاد الجنوب القطري، كانت ستقوده الى مفاجأة من العيار الثقيل، قبل أن يحبط فريق المدرب البرتغالي كارلوس كيروش المخطط، ويظفر ببطاقة العبور الى الدور نصف النهائي 3-1 بعد التمديد.
واستهل الأردنيون منافسات المجموعة الثالثة على نحو مقبول بالفوز على رديف السعودية 1-صفر قبل سقوط مدو أمام المغرب صفر-4 خلّف ردود أفعال غاضبة، ثم ضمن التأهل إلى ربع النهائي بانتصار عريض على فلسطين 5-1.
ورغم الثقة التي أعادها حمد للمنتخب بعد خروجه من تصفيات مونديال 2022، إلا انه تعرض لحملة انتقادات لاذعة بدأت مع اعلان القائمة الرسمية للمشاركة في البطولة على خلفية استبعاد محمد ابو زريق، دون أن يخمد استدعاء ” شرارة” المتأخر هجوما طال المدرب بشكل شخصي.
ويرد حمد “ما تعرضت له كان من فئة قليلة معروفة بتوجهاتها النادوية، هي لا تمثل رأي الشارع ككل، لقد حولوا وسائل التواصل الإجتماعي الى وسائل هدم من أجل استعراض العضلات والظهور في المناسبات الكبيرة لجلب المزيد من الاهتمام والمتابعين”.
وبدا المدرب العراقي الذي قاد الأردن في حقبة سابقة للوصول الى ملحق تصفيات المونديال متأكدا أن “الشعب فخور بالمنتخب، حققنا الهدف المسطر ببلوغ الدور ربع النهائي، والحظ لم يحالفنا في العبور الى المرحلة التالية أمام منافس قوي كالمنتخب المصري، كان بالإمكان ان نحسم الأمور في الحصة الأولى، لكن الظروف لم تخدمنا.. الفريق رزح تحت وطأة ضغوط هائلة، إذ خضنا عديد المباريات بعدد محدود جراء الاصابات والغيابات”.
وخلافاً لكل المنتخبات التي يخوض لاعبوها الدوريات المحلية راهناً “دخلنا عقب نهاية موسمنا المحلي الشاق والطويل، وهذا ما يفسّر الحالة البدنية للاعبين والإصابات العضلية”.
وختم “لا يمكن أن نغض الطرف عن مكتسبات كبيرة حققها المنتخب من خلال تواجد ثلة من لاعبين صغار السن سيكونون نجوما في المستقبل.. أثق أن المنتخب يحظى باحترام الأغلبية، نقوم بالفعل بعملية الإحلال والتبديل لكن بشكل متدرج دون استعجال”.
“ظهور مشرف ومكتسبات”
يرى لاعب المنتخب الاردني السابق والإعلامي الحالي مهند محادين أن الخروج “كان مشرفاً قياساً بظروف ما قبل البطولة وخلالها من غيابات وإصابات، ناهيك عن أن المنتخب يمر بمرحلة انتقالية بعد فترة من انعدام الثقة خلال تولي البلجيكي فيتال بوركلمانز (المدرب السابق) المسؤولية”.
وأضاف نجم الفيصلي السابق المعتزل عام 2005 “تمّ تحديد الهدف بالوصول إلى ربع النهائي، وهذا ما تحقق.. تفاوت الأداء لكن تحدي العبور كان في مواجهة فلسطين التي أعادت بعضا من ثقة المنتخب رغم الملاحظات على الأداء”.
وعن الخروج أمام مصر التي لعبت دون محترفيها في الخارج، أضاف “كان مشرفاً ورجولياً، أحرجنا المنافس خصوصاً في الشوط الأول.. الفوارق البدنية وتباين الخبرات ربما ساهمت في حسم الفراعنة المباراة في وقت متأخر، لكنا فخورين بما قدمه المنتخب وبتنا مطمئنين على أمكانية استعادة التوهج كما في سابق السنوات خصوصا عامي 2013 و2014”.
مشاركة “مفيدة”
ووصف مدرب نادي الوحدات السابق السابق عبد الله ابو زمع المشاركة بالمفيدة “حققنا الكثير من المكتسبات أهمها الظهور الجيد لبعض اللاعبين الشباب الذي شكلوا الإضافة.. كانت بمثابة الخبرة لمن سيشكل عماد المنتخب خلال المستقبل القريب”.
وعن مشروع المدرب حمد أضاف لاعب الوسط الدولي السابق “أعتقد أنه وضع منذ توليه المهمة خطة قصيرة الأمد متمثلة بكأس العرب، وأخرى طويلة تتعلق بتصفيات ونهائيات كأس اسيا المقبلة.. التأهل سيكون في المتناول بطبيعة الحال، وعملية الإحلال والتبديل التي يطالب بها البعض ستتجسد في الكأس القارية عندما نرى 80% من قوام المنتخب من عناصر جديدة شابة”.
وعن النتائج المحققة في قطر، أضاف “كانت جيدة بإستثناء الخسارة غير المقبولة أمام المنتخب المغربي، لكن بالمجمل وقياساً بالظروف، يُعد الظهور مشرفاً خصوصاً في المباراة الأخيرة أمام مصر التي كاد منتخبنا يحقق الفوز فيها لولا التفاصيل الصغيرة”.
بدوه أكد نجم الكرة الأردنية ونادي الوحدات السابق فيصل إبراهيم أن “اكتشاف بعض اللاعبين الشباب خلال كأس العرب يُعد المكتسب الأبرز من أجل خدمة مستقبل الكرة الأردنية خلال مرحلة اعادة البناء التي يقوم بها عدنان حمد خلال المرحلة الحالية”.
وأضاف “أعتقد ان الظهور كان مقنعاً والنتائج كانت مرضية خصوصاً وأننا واجهنا منتخبات قوية على غرار المغرب مصر والبقية، بعد فترة من اهتزاز الثقة خلال الفترة التي سبقت تولي عدنان حمد المسؤولية بالنتائج السلبية التي خلفت حالة من الغضب في الشارع الأردني بشكل عام”. (وكالات)