كافة الحقوق محفوظة © 2021.
محمد حسين عبد الرحيم . . كومديان عراقي .. بالاثر !
حسين الذكر
كثيرة هي الملفات الإبداعية المندثرة في بلادي .. اذ ان الواقع لم يعد كما كان عبارة عن رقي تعابير وتجلي مشاعر وحضور ميداني نتحسس العطاء أداء الواجب فيه .. بقدر ما غدا المشهد معتم جراء انجراف الطريق وتمزيق الخارطة وانحراف البوصلة .. لم يبق سوى إشاعة التكسب والغنيمة وممارسات متشبهة بعيدا عن اساسيات المهنة ومهامها ..
اتصل بي شيخ الملحين الأستاذ محسن فرحان متحدثا ن صوت عراقي بالافق بمخرجات نوعية تستحق الانتظار .. اذ ان صاحبة الصوت الرخيم معزز بالشهادة والكفاءة ويصدح اداؤها من عمق الإرث ويتجلى بكارزما ورونق الحاضر .. اسعدت بذلك في ظل عتمة واندثار الفنون بما فيها السينما وتجمد المسرح والموسيقى والبالية والدراما …وغير ذلك من انهيارات عصفت بالواقع حد الضياع لو لا قمم تاسست وعف عليها ان تضيع الأمانة ..
محمد حسين عبد الرحيم من نوابغ الفن العراقي منذ اكثر من خمسين عام وهو يجود عطاءا بكل معانيه المتجذرة في الواقع .. لم تغادر الميدان ولا تشذ عن قيمه والنقل الحي المستجد بما يضمن ترسيخ تلك الاخلاقيات ويعززها بأسلوب آخر من جماليات الفن التي اجادها عبد الرحيم بتلقائية وعفوية فضلا عن كونها روح فنية متجلية التعبير عن ذاتها بلا حدود ودنس او تسلق وانحدار – لا سامح الله – لذا زرع وحصد ونامل ان يبقى ذلك الإرث قائم حي معبر نستفيد منه – اذ ما احوجنا اليه لبناء عراقنا والحفاظ على أبنائنا ومستقبلنا – ..
محمد حسين عبد الرحيم عانى صحيا بما وفق الحكومة للالتفات اليه ومنحه بعض ما يستحق ليس لدوره فحسب بل تكريما لجيله وملفه .. خلال أيام خلت ومنذ عودته من العلاج الخارجي اتفقده عبر الواتس بما يجود به قلمي من نثر وشعر واعمدة .. وغير ذلك الكثير مما حدثني عبد الرحيم اكثر من مرة عنه .. بانه يعد جزء من بلسم يومياته التي يستمتع بها ويعد اطلالة قلمي زائرا يخفف عنه غربة الفراش والبعد عن الوسط ..
امنيات من القلب الى كل من يعي معنى الفن والفنانين والنجومية والحس ومن يدعي المسؤولية … بان يؤدي دوره في اعلاء شان رمز من رموز الابداع التي ما زلنا بامس الحاجة للعودة اليها والإفادة منها ..