كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الاتحادات الرياضية و”آفة” التعيين
ريما العبادي
تكتسب فكرة “التعيين” إلى جانب الانتخابات؛ في مجالس إدارات الاتحادات والهيئات الرياضية المختلفة؛ مشروعيتها من خلال اتساق تلك التعيينات مع المعايير العلمية الصحيحة؛ التي تتطلبها قضية تشكيل الاتحادات الرياضية.
وفي نظرة عامة على مسألة تعيين كوادر في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية الأردنية؛ نجد أن هناك الكثير من حالات التعيين التي لا تخضع لمعايير الخبرة والكفاءة؛ بل هي عبارة عن مجاملات وعلاقات شخصية؛ بعيدا عن المصلحة العامة للعبة التي يرعاها هذا الاتحاد أو ذاك؛ والنتيجة فشلا ذريعا.
وهناك العديد من الأمثلة عن تعيين أشخاص في اتحادات رياضية؛ ليست لهم علاقة بألعاب تلك الاتحادات؛ ولم يكونوا ممارسين أو مدربين أو حكام أو حتى إداريين على صلة بالألعاب التي تم تعيينهم في مجالس إدارات اتحاداتها؛ ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر اتحادات القدم والطائرة والملاكمة والكراتيه.. وغيرها.
وعند تمحيص أسماء بعض الذين يتم تعيينهم في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية؛ نشتم رائحة المجاملات والمحسوبية في تلك الاختيارات؛ وعلى حساب كوادر من الجنسين ذات خبرات تراكمية طويلة سواء كلاعبين أو مدربين وحكام؛ والذين يتعمد صاحب القرار أبعادهم عن العمل في الاتحادات لصالح منح الفرصة للمعارف والمقربين والمرضي عنهم؛ حتى لو لم يكونوا على معرفة كافية باللعبة التي يعملون ضمن كادر اتحادها الرياضي.
ومن المؤكد؛ أن بعض المتنفذين في اللجنة الأولمبية المحلية؛ والتي هي المظلة الرسمية للاتحادات الرياضية الأردنية؛ هم أصحاب المسؤولية عن هذا الواقع المرير في العديد من اتحاداتنا؛ فهم من يختار الأشخاص كي يتولوا تلك المناصب في الاتحادات الرياضية؛ وبصورة “مزاجية” لا تراعي المعايير الموضوعية المقنعة.
والمزاجية؛ هي سياسة عامة لدى بعض المعنيين في اللجنة الأولمبية؛ في التعاطي مع الاتحادات الرياضية؛ فهناك العديد من الاتحادات التي فشلت في تنفيذ برامجها ونشاطاتها أو تطوير منتخباتهم؛ دون أن تجد محاسبة من قبل اللجنة الأولمبية؛ مقابل بعض الاتحادات التي لا تتجرأ اللجنة الأولمبية على محاسبتها من الأساس؛ وتصرف لهما الميزانيات الكبيرة دون حسيب أو رقيب.
لن ينصلح حال الرياضة الأردنية؛ ما لم يتم تطبيق قاعدة “الرياضي المناسب في المكان المناسب”؛ وعلى كافة المستويات في الإدارة الرياضية.