كافة الحقوق محفوظة © 2021.
احمد دحام .. موت من زاوية أخرى !
حسين الذكر
رحم الله الفقيد احمد دحام نجم منتخباتنا الوطنية والأندية العراقية التي مثلها سابقا لاعبا ومدربا الذي وافته المنية على اثر نوبة قلبية وهو يحاضر لفريقه المصافي .. اذ ابى عام 2021 ان يرحل دون ان يضيف الى احزاننا مغادر اخر مع طابور الراحلين ممن فقدناهم خلال سنتين خلت وهم كثار وكبار وفراقهم موجع واثرهم مؤذي ماديا وروحيا ..
هنا لا اعتراض على حكم الله جل وعلى والموت حق على كل حي اذ لا بقاء الا لوجه الله الكريم .. لكن في موت الرياضيين سيما نجوم كرة القدم حكاية أخرى ليست بالضرورة تكن نتيجة مباشرة لكنها جزء من تداعيات كبت وتالم رافق مسيرتهم خلال سنوات خلت بعد ان تم تهميش وابعاد وتجاهل وهجرة – قسرا او طوعا – عدد من نجومنا الذين وجدوا انفسنهم خارج التغطية بعيدا عن خط الجماهير والشهرة والعمل وتحقيق الذات ..
لو تفحصنا قوائم المدربين والعاملين بالوسط الذين لم تصبح لهم فرصة وجود في الملاعب العراقية الذين هم أبناؤها ويعدونها بيئتهم الطبيعية وبيتهم الثاني .. لكنهم تعرضوا الى ما تعرضوا من ظروف حرمت اكثرهم رغما واجبرتهم على الابتعاد في مشهد حزين كمن ينتشل ويعزل عن بيئته او يهجر من داره ووطنه او من يقتلع من دياره وارضه .
الفقيد احمد دحام رحمه الله لم يكمن بعيد عن تلك الكوكبة الجماهيرية لاعبا ومدربا ممن وجد نفسه أخيرا بعيد عن الأضواء او يضطر للعمل والتدريب في محطات اقل ما يقال عنها انها لم ترتق الى طموحه .. اذ فرض الواقع والمزاحمة والتنافس ربما غير الشرعي وفي ظروف ليست طبيعية وهي من أسست وساهمت فعليا بابعاد النجوم من عن ديارهم وملاعبهم المفترضة .. حتى غدو شذرا مذرا ولجؤا الى بيوتهم واستقلوا واعتزلوا بين جدران غرفهم المظلمة مما حز بالنفس وساهم في تصعيد الاسى والكبت النفسي الذي تشعر به طبقة كبيرة لم تقتصر على لاعبي كرة اقدم بل شملت بقية الألعاب والرياضات التي تعاني ذات معاناة الكرويين ..
كرويينا سيما جيل الثمانينات والتسعينات والعشرة الأولى من الالفية الثالثة وهم كثر ويشكلون قاعدة علمية وخبرائية واكاديمية … وساعة لكرة القدم العراقية واغلبهم من نجوم المنتخبات كانوا يترقبون تبدل الاتحادات على امل تغيير اليات العمل وقواعد التعيين – اذا جازت التسمية – لكن على ما يبدو ان الأمور متحكم بها مستحكمة بالواقع بصورة تجعل اليئس يدب بنفوسهم مما يعتريهم الألم وتتقلص مساحة الامل بكل ما لذلك من تداعيات نفسية مؤلمة تتجلى جملة من امراض عضوية فجائيو .. رحم الله من فقدناه سيما الفقيد العزيز احمد دحام والصبر والعزاء لاهله وذويهم ومحبيه وزملائه .. وكان الله في عون المصابين والمعانين ..