كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مصر والمغرب تطمحان لبلوغ المربع الذهبي
ياوندي – يسعى منتخبا مصر والمغرب لمواصلة مسيرتهما في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا في الكاميرون، والتأهل للدور نصف النهائي للمسابقة القارية، عندما يلتقيان غدا الأحد بدور الثمانية للبطولة، في مواجهة عربية خالصة.
وبينما تمر اليوم السبت الذكرى الخامسة لآخر لقاء جمع بين المنتخبين في تاريخ مواجهاتهما المباشرة، حينما التقيا بالدور ذاته لنسخة المسابقة في الغابون عام 2017، والتي حسمها منتخب مصر لصالحه بالفوز بهدف نظيف لنجمه محمود عبدالمنعم (كهربا) في الدقائق الأخيرة، يتجدد الموعد بين المنتخبين مرة أخرى، أملا في بلوغ المربع الذهبي للبطولة.
وفي الوقت الذي يطمح منتخب مصر، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الأمم الأفريقية برصيد 7 ألقاب، للصعود للدور نصف النهائي للمرة الثانية في النسخ الثلاثة الأخيرة للمسابقة، فإن المنتخب المغربي، بطل المسابقة عام 1976، يحلم بالتواجد في هذا الدور للمرة الأولى منذ 18 عاما، حيث لم يبلغ هذا الدور منذ أن صعد للنهائي لآخر مرة بنسخة المسابقة عام 2004 التي أقيمت في تونس.
وبعد تأهله “غير المقنع” للأدوار الإقصائية في البطولة، عقب نيله المركز الثاني بترتيب المجموعة الرابعة بفوزه الباهت 1-صفر على منتخبي غينيا بيساو والسودان، وخسارته بالنتيجة ذاتها أمام المنتخب النيجيري في مرحلة المجموعات، ظهر المنتخب المصري بشكل مغاير تماما خلال لقائه مع منتخب ساحل العاج بدور الـ16، بعدما قدم أفضل لقاءاته في المسابقة، ليأتي صعوده لدور الثمانية بركلات الترجيح عن جدارة واستحقاق.
في المقابل، كان أداء المنتخب المغربي أكثر استقرارا في البطولة من نظيره المصري، حيث تصدر ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، بفوزه 1-صفر على غانا و2-صفر على جزر القمر، فيما تعادل 2-2 مع منتخب الغابون في ختام لقاءاته بدور المجموعات.
وفي دور الـ16، أفلت منتخب المغرب من مفاجآت نظيره المالاوي، بعدما قلب تأخره صفر-1 في مطلع اللقاء، لفوز ثمين 2-1، ليعوض إخفاقه في النسخة الماضية للمسابقة، التي أقيمت بمصر عام 2019، عندما عجز عن بلوغ دور الثمانية.
ويعاني منتخب مصر من غياب حارس مرماه محمد الشناوي، الذي أصيب بشد في العضلية الخلفية خلال لقاء ساحل العاج، كما تحوم الشكوك بشأن مشاركة لاعب الوسط حمدي فتحي في اللقاء، لإصابته بإجهاد في العضلة الضامة في نفس المواجهة، لكن باقي عناصر الفريق تبدو جاهزة تماما لمواجهة المغرب، بعدما جاءت نتائج الاختبارات التي أجراها اللاعبون لفيروس كورونا سلبية.
أما المنتخب المغربي، فيغيب عنه الحارس منير المحمدي وسفيان الكرواني، بعدما جاءت نتيجة اختبارهما إيجابية، فيما تعافى فيصل فجر من إصابته بالعدوى، والتي تسببت في غيابه عن لقاء مالاوي.
وفي الوقت الذي يعاني خلاله البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب المنتخب المصري من الانتقادات، منذ توليه مسؤولية الفريق في أيلول الماضي، رغم نجاح منتخب “الفراعنة” في بلوغ المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم في قطر هذا العام، فإن الأمر ينطبق ذاته على البوسني وحيد خليلودزيتش، مدرب المنتخب المغربي، الذي طالته الانتقادات أيضا، رغم النتائج الرائعة التي حققها مع منتخب “أسود الأطلس”.
ولم تكن تلك الانتقادات بسبب سوء إدارته للمباريات، ولكن بسبب استبعاده الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي، نجمي تشلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي، من البطولة الحالية لأسباب تأديبية، لكن فريقه كان عند حسن الظن بعدما واصل نتائجه الجيدة في المسابقة.
ويطمع خليلودزيتش، الذي قاد منتخب الجزائر لدور الـ16 بكأس العالم في البرازيل عام 2014، في استمرار سجله الخالي من الهزائم في المباريات الرسمية مع منتخب المغرب، ففي 16 لقاء رسميا خاضه مع الفريق سواء بتصفيات بطولتي كأس العالم وأمم أفريقيا وكذلك في المسابقة الحالية، حقق الفريق 13 انتصارا مقابل 3 تعادلات.
وبصفة إجمالية، وباحتساب اللقاءات الودية أيضا، حقق منتخب المغرب تحت قيادة خليلودزيتش، 17 فوزا و6 تعادلات وخسارة وحيدة في 24 لقاء، حيث جاءت الهزيمة الوحيدة في 15 تشرين الأول 2019، حينما خسر 2-3 أمام منتخب الغابون في لقاء ودي.
من جانبه، يأمل كيروش في تكرار التفوق في لقاءاته مع منتخب المغرب للمباراة الثالثة على التوالي، بعدما سبق أن تغلب عليه 3-1 بدور المجموعات لنسخة المسابقة التي أقيمت بمالي عام 2002، عندما كان مدربا لمنتخب جنوب أفريقيا، ليحرمه من التأهل لدور الثمانية آنذاك.
وواصل كيروش تفوقه على منتخب المغرب، بعدما قاد منتخب إيران للتغلب عليه 1-صفر بالدور الأول في كأس العالم الأخيرة بروسيا قبل 4 أعوام، ليهدي الإيرانيين ثاني انتصار في تاريخهم بالمونديال.
ويمتلك منتخب المغرب تفوقا كاسحا على نظيره المصري في تاريخ لقاءاتهما المباشرة والتي بلغت 29 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حيث حقق 14 انتصارا، ليصبح المنتخب الأكثر فوزا على منتخب مصر في تاريخ منافسي “الفراعنة”، مقابل 12 تعادلا، فيما اكتفى المصريون بتحقيق 3 انتصارات فقط.
كما يتفوق منتخب المغرب على المنتخب المصري في تاريخ لقاءات الفريقين بأمم أفريقيا، بعدما حقق 3 انتصارات مقابل فوزين لمصر، فيما خيم التعادل على لقاء وحيد.
ورغم ذلك، يحتفظ منتخب مصر برقم استثنائي ضد نظيره المغربي بأمم أفريقيا، حيث تمثل مواجهة “الفراعنة” في الأدوار الإقصائية من البطولة عقدة للمنتخب المغربي، إذ أن المنتخبين التقيا مرتين فقط في أدوار خروج المغلوب بالمسابقة عامي 1986 و2017، وتفوق المصريون في المرتين.
وفي نسخة المسابقة عام 1986، التي استضافتها مصر، تأهل منتخب “الفراعنة” للمباراة النهائية، بالفوز 1-صفر على المنتخب المغربي بالدور نصف النهائي، قبل أن يواصل تفوقه في الأدوار الإقصائية بصعوده للمربع الذهبي بنسخة 2017 بالفوز بالنتيجة ذاتها، حيث كان هذا الانتصار حينها هو الأول للمصريين على المغاربة منذ 31 عاما.
يذكر أن الفائز من هذه المواجهة، التي تجرى بملعب (أحمد أهيدجو) في العاصمة الكاميرونية ياوندي، سوف يلتقي في الدور نصف النهائي مع الفائز من لقاء الكاميرون وغامبيا. (وكالات)