كافة الحقوق محفوظة © 2021.
التعليق والتهريج .. ملف مهني ومؤسساتي !!
حسين الذكر
للانصاف وبروح التحليل هنالك فوارق كثيرة ومتعددة بين منتخبنا ونظيره الايراني .. فايران متقدمة بالتصنيف الاسيوي والدولي علينا بنسبة عالية .. وابسط مؤشر عن ذلك هو تاهلهم لكاس العالم اولا عن اسيا كلها .. ثم ان انديتهم ضمن متقدمي اسيا في بطولة دوري الابطال .. ولديهم لاعبين محترفين حقيقيين بالدوريات الاوربية .. فضلا عن كونهم من ضمن الفرق الاسيوية المتاهلة دوما الى المونديال .. هذا مع ما ينعمون به من استقرار مؤسساتي معزز بترسيخ روح القانون مما يجعل البيئة محفزة للعطاء .. قطعا ذلك لا يلغي بان الفريق العراق يمتلك تاريخ وقاعدة مواهب كبيرة ويعد فريق ورقم صعب على اسيا وما زال حتى الان لا يعد معبرا سهلا لكل من يلاقيه .. لكن ثمة ظروف متعددة سيما السياسية والامنية رمت بظلاها على المشهد العراقي وجعلت الرياضة تقع اسيرة لظروف اوصلتنا الى ما نحن فيه .
على ارض الميدان وبالرغم من اضاعة ايمن حسين لهدف محقق كان يمكن له ان يحقق التعادل .. لكن تلك الفرصة وان سجلت سوف لن تغير من الحقيقة شيء .. بان الفريق الايراني يمتلك مقومات ادارية وفنية وبيئوية افضل مما نحن فيه .. كما انهم اضاعوا كثير من الفرص المحققة التي كان لها فهد طالب بالمراصد وندين له بالفضل في ان تكون الخسارة خفيفة بهذا الشكل .. غير ذلك لم نر من المنتخب العراقي شكل يستحق ان يطلق عليه منتخب يريد الذهاب الى كاس العالم .. فالمونديال ليست لعبة ولا امنية تتحقق بالدعاء والتهريج والتطبيل والارتجال .. ولا بلوغها يعد نتاج عطاء مباراة او مباراتين وهدف وهدفين ولا عب ولاعبين .. انها اهداف وتوظيف امكانات وخطط ودراسات واستراتيج .
سالت مرة شيخ المعلقين العراقيين عن التعليق الكروي فقال معقبا : ( انه فن وثقافة ليست شخصية فحسب ، بل هي مؤسساتية وتمثل صورة وهوية ووجه مشرق للمؤسسة .. لذا يجب ان لا تترك للاشخاص يديرونها وفقا لامزجتهم ومصالحهم الخاصة مما يجعلهم يضيعون سمعة المؤسسة والتعليق معا .. فعلى سبيل المثال بعض المعلقين في مباريات عديدة سواء مع المنتخبات او الاندية كنا نسمع منهم اشادة ليست في محلها . من قبيل ( ان اللاعب الفلاني فنان ومبدع ونجم المباراة ) .. مع انه لم يسجل هدف ولم يصنع هدف ولم يشكل خطورة تذكر ولم يراوغ منافس ولم يتفنن بمشهد وفاصل فني جميل … خلال تسعين دقيقة لدرجة يصبح حديث المعلق غريب عن المباراة وكانه يوصف لنا مباراة اخرى او يسوق لشخص ما على حساب الحقيقة او هو غير مدرك لمهمته الخطيرة .. فالتعليق فن وثقافة ومهمة تلامس شغاف الراي العام بما تتطلب التسلح بالثقافة المهنية العالية والحرص على نقل الحقائق والتان في اطلاق الاحكام وحسن تدبير ادارة ضخ المعلومات وتسيير المباراة . والله من وراء القصد .