كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الاندية الاحترافية .. علم وقيادة وشرف مهنة !!
حسين الذكر
لم تعد لعبة كرة القدم خاصة وقبلها الرياضة عامة .. مجرد اجراء مسابقات وتحقيق فوز مهاري بتفوق نقاط على المنافس واسعاد شريحة الجماهير الواسعة وتحقيق أرباح من تجارة كرة القدم بعنوانها البسيط .. بل أصبحت اليوم جزء من العولمة بل تعد ذراعها الأقوى في التغلغل وتحقيق الكثير من الأهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر مبدا الدبلوماسية الناعمة وربما ما خلف الصاخبة .. لذا أصبحت إدارة الأندية الاحترافية التي تعد بمثابة شركات كبرى بل واجهات عالمية لشركات ورموز اكبر تدار بطريقة احترافية عالية لا لبس فيها .. فهي اندية لا تموت بل تبدل ثوبها وسياساتها وفلسفاتها وتمر بظروف وتنتعش وتكبو وتنهض وتعود للمسار الصحيح مرة أخرى … بالمحصلة النهائية يجب ان يكون النجاح العام هو الحليف لهذه المؤسسات العملاقة التي تدير وتشرف على قواعد جماهيرية تشكل راي عام عالمي في جميع بقاع المعمورة ..
من هنا فان إدارة فن الأندية الاحترافية يجب ان يكلف بمسؤولية ادارتها اشخاص يجيدون فن العلوم والعلاقات العامة والاعلام والدعاية والتجارة بل والسياسة قبل الرياضة وفنونها التكتيكية المتخصصة التي تباع وتشترى في سوق الاحتراف بشكل صريح واضح وتتناقل مواهبها وفقا لمبدا احترافي بحت لا واسطة ولا علاقات فيه الا بهامش نادر جدا جدا .
على سبيل المثال وجميع المهتمين بالشان الكروي العالمي يعلمون ما بلغه نادي برشلونة من سوء حال ضاعت به المواهب والمال والنجومية والالقاب والهيبة … لدرجة اصبح حديث اهل الشأن .. لكنه تسارع في وضع سياسات من اجل تعديل المسار ووضع الأمور في نصابها من جديد .. فقد اعتمدوا جملة من الإجراءات السريعة العاجلة وأخرى متوسطة وبعدها بعيدة المدى ..
تم أولا اتخاذ جملة من القرارات لترشيد الانفاق العام وتخفيض الرواتب و تشذيب وحصر التعاقدات الا للضرورة والاعتماد بدل ذلك على شباب النادي واقد استطاعت الإدارة توفير المال الوفير والثمين بمدة وجيزة … كما قرروا اللجوء إلى خطة بديلة، بشأن الهيكل الإداري للنادي خلال الموسم الحالي. وتم الاستغناء عن رامون بلانيس من منصب السكرتير الفني لبرشلونة، دون تعويضه بموظف بديل جديد لذا قررت الإدارة ان يدار منصب السكرتير الفني من قبل الثلاثي ماتيو أليماني وجوردي كرويف وتشافي هيرنانديز وسيتخذ القرارات الرئيسية من قبل هذا الثلاثي وترفع الى الرئيس ونائبه .
من ناحية أخرى تعاقد النادي مع شركة سويدية موسيقية بما عرف بمنصة سبوتيفاي مقابل 250 يورو خلال ثلاث سنوات مقابل رعاية صدر قمصان الفريق الأول للرجال والسيدات وقمصان التدريبات وحقوق التسمية الخاصة بالكامب نو حتى عام 2025 .. هذه الإجراءات الإدارية الصارمة كانت كفيلة بالتغيير السريع اذ بدا النادي الكروي يستعيد بريقه شيء فشيء ويتوقع يكون شكله ومركزه واداؤه مختلف مع نهاية الموسم الحالي على ان يتولى في الموسم المقبل الحصاد والتنافس الشديد الحريص على كل الألقاب ..
دعوة الى جميع المؤسسات الرياضية العربية باعتماد شخصيات واعية تجيد فن إدارة المال والعمل بالاحتراف الرياضي والفلسفة الشبابية الوطنية والملفات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .. من اجل النهوض بالمؤسسات وجعلها تحقق إيرادات ترفد المؤسسة والدولة والمجتمع والرياضيين وتعود بالنفع العام لرقي وتطور النادي واعضائه بدل من هدر الأموال بلا طائل وبامور تافهة لا تسمن ولا تكرش الا بطن وجيب الرئيس وبعض أعضاء ادارته من اشباه الاميين .