كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ريال مدريد يسعى لتعزيز صدارته للدوري الإسباني
مدريد – استفاد ريال مدريد من تعثر منافسيه للحفاظ على صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم برغم تراجع نتائجه في النصف الثاني من “لا ليغا” تحت اشراف المدرب القديم-الجديد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة النادي الملكي في المحافظة على وتيرة تصاعدية، وذلك عندما يحلّ ضيفاً على رايو فايكانو غدا السبت ضمن المرحلة السادسة والعشرين.
انتهى الفصل الأول من مغامرة أنشيلوتي مع نادي العاصمة في عام 2015 بعدما قاده للفوز بسلسلة من 22 مباراة توالياً قبل عيد الميلاد، ليبدأ تراجعه في كانون الثاني متعرضاً لخمس هزائم متتالية ما أدى في النهاية الى تخليه عن اللقب لغريمه اللدود برشلونة.
غير أن ما يمر به ريال المتصدر برصيد 57 نقطة هذا الموسم، لا يشبه أبداً الذكريات المؤلمة، إذ ينحصر طموح نادي كاتالونيا والقطب الثاني للعاصمة أتلتيكو بحجز مقعديهما إلى دوري الأبطال، في حين يتابع الوصيف إشبيلية هدر النقاط.
حقق ريال 13 فوزاً في سلسلة من 15 مباراة لم يذق خلالها طعم الخسارة بين تشرين الأول وكانون الأول، قبل أن يسقط في دوامة التعثرات حيث لم يفز سوى في ثلاث من مبارياته الست الأخيرة في “لا ليغا”.
وألحق “لوس بلانكوس” خسارته المفاجئة في ملعب خيتافي صفر-1 في المرحلة 19، بتعادلين مخيبين أمام إلتشي 2-2 وفياريال سلباً، في حين فاز بشق الأنفس على غرناطة 1-صفر بفضل تسديدة بعيدة من ماركو أسينسيو في المرحلة 23، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول خط هجوم فقد فعاليته التي تميّز بها في بداية الموسم.
أرخى غياب الفرنسي كريم بنزيمة، متصدر ترتيب الهدافين بـ 18 هدفاً، بثقله على النادي الملكي عقب ابتعاده ثلاث مباريات بسبب اصابة في اوتار ركبته، ليتم استعجال عودته في الخسارة أمام باريس سان جرمان الفرنسي صفر-1 في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال الأسبوع الماضي.
وبعدما برز كأحد أفضل الهدافين في صفوف الملكي، تراجع أداء البرازيلي فينيسيوس جونيور والأرقام تثبت ذلك: سجل 16 هدفاً هذا الموسم، لكنه لم يهز الشباك سوى مرة واحدة في المراحل الست الأخيرة بهدف السبت أمام ألافيس (3-صفر).
صافرات استهجان جماهير “سانتياغو برنابيو” !
لم تستغث جماهير ملعب “سانتياغو برنابيو” ما قدّمه فريقها أمام صاحب المركز الـ 19 قبل الأخير، فأطلقت العنان لصافرات الاستهجان خلال الاستراحة، لكن لاعبي المدرب أنشيلوتي بثلاثية ردوا في الشوط الثاني بثلاثية بدأها أسينسيو وأكملها فينيسيوس جونيور وختمها بنزيمة بركلة جزاء.
علق أنشيلوتي عمّا بدر من الجماهير “ما تفكر به الجماهير، نحن نوافق عليه”، مؤكداً أن “لا أحداً في غرفة تبديل الملابس كان سعيداً من الشوط الأول”.
وُضع عذر التعب كالمسبب الاول في تراجع أداء ريال، في حين أشارت اصابع الاتهام إلى المدرب الإيطالي معتبرة انه فشل في اعتماد المداورة واراحة اللاعبين، مفضلاً الاعتماد بشكل شبه كلّي على التشكيلة ذاتها التي تتكون من مخضرمين أمثال بنزيمة والكرواتي لوكا مودريتش والالماني توني كروس والبرازيلي كاسيميرو.
وبعد رحلة صعبة وشاقة إلى باريس الاسبوع الماضي حيث أمضى ريال الأمسية باحثاً عن الكرة، لم يجرِ أنشيلوتي سوى تبديل وحيد أمام ألافيس حيث حلّ الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي بدلاً من كروس في الوسط، في حين دفع بكاسيميرو المتعب لخوض اللقاء بدلاً من اراحته.
ورغم أن ريال حصد 14 نقطة من أصل 24 في مبارياته الثماني الاخيرة، إلاّ أن هذا الحصاد كان كافياً للحفاظ على الصدارة بفارق 6 نقاط عن إشبيلية المتعادل مع إسبانيول 1-1 في المرحلة الماضية.
حمل هذا التعادل الرقم 4 في مباريات النادي الأندلسي الخمس الأخيرة، وجميعها جاءت أمام أندية خارج المراكز الثمانية الاولى في الدوري، مقابل فوز يتيم على إلتشي 2-صفر في المرحلة 24.
وانهالت الانتقادات على المدرب خولن لوبيتيغي لاعتماده على الحذر الشديد أمام منافسين يقلّون شأناً عن فريقه، على رغم التنظيم الرائع والدفاع الصلب، في حين ألقت كثرة الاصابات بثقلها على التشكيلة، بينما ما زال الوافد الجديد المهاجم الفرنسي أنطوان مارسيال بحاجة للمزيد من الوقت من أجل التأقلم.
سمح غياب الضغط عن ريال بأن يرتاح قليلاً قبل خوضه مباراتين حاسمتين للفوز باللقب أمام إشبيلية (المرحلة 32) بالذات وجاره اللدود أتلتيكو (35)، تتخللهما مباراته المصيرية في إياب ثمن نهائي دوري الابطال أمام سان جيرمان في التاسع من آذار المقبل.
في المقابل، يتواجه إشبيلية مع ضيفه وجاره ريال بيتيس الثالث (46) الأحد، حيث يسعى الأخير لتقليص الفارق إلى نقطتين في حال تمكن من حسم دربي الأندلس لصالحه على ملعب “رامون سانشيز بيزخوان”.
وتشتعل المنافسة على المركز الرابع بين برشلونة وحامل اللقب أتلتيكو، اذ يتساويان نقاطاً مع 42 نقطة لكل منهما، لكن مع أفضلية مباراة مؤجلة للنادي الكاتالوني.
ويلعب أتلتيكو تحت الضغط عندما يستقبل سيلتا فيغو التاسع (32) غدا السبت، مع جرعة أمل بعد التعادل أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي 1-1 في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال، علماً أن رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني فازوا في ثلاث من مبارياتهم الخمس الاخيرة مقابل خسارتين أمام برشلونة بالذات 2-4 (في المرحلة 23) وأمام ليفانتي صفر-1 في مباراة مؤجلة من المرحلة 21.
من ناحيته، يستقبل رجال المدرب تشافي هيرنانديز أتلتيك بيلباو الأحد، منتشيين من تأهلهم إلى ثمن نهائي “يوروبا ليغ” عقب فوزهم الكبير على نابولي 4-2 في إياب الملحق الاقصائي (تعادلا 1-1 ذهاباً).
ورفع الفريق من مستواه تدريجياً مع تألق المهاجم الجديد الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ بتسجيله أربعة أهداف في مباراتيه الاخيرتين، منها ثلاثية من رباعية الفوز على فالنسيا في المرحلة الماضية.
ويلعب فياريال السادس والذي يتأخر بفارق 3 نقاط فقط عن برشلونة وأتلتيكو، أمام ضيفه اسبانيول الأحد أيضاً. (وكالات)