سراب سبورت
مجلة رياضية

السلطويون العرب يقتلون الإبداع الرياضي

 

صالح الراشد

يعملون على زراعة النكوصية والقدرية السوداوية والإتكالية حتى يوصلوا أصحاب المعرفة إلى مرحلة العجز، ويزرعون ويعززون في المبدعين عوامل النقص من خلال تضخيم حجم الأنا المرضية المستمدة من شهادة بلا علم أو قوة إجتماعية متنفذة، فيُشعرون الآخرين بدونيتهم فيما يضخمون عبقريتهم القاصرة، وبالتالي يصبح الخبير الحقيقي غير قادر على طرح آرائه الفكرية بسبب الخوف من السلطة وعدم القدرة على المواجهة، ليجد أبناء الرياضة العربية أنفسهم في زوايا ضيقة لا تمنحهم الحق بالإبداع من خلال عملهم كمدربين أو إداريين او حكام، لذا لا يقدمون إضافات نهضوية كون الرعب القادم من السلطة “صورية الإنتاج حمقاء الفكر” يهدد بقائهم، فيموت الفكر لديهم وتموت الرياضة العربية بأسرها.

وحتى تستمر الفئات المتسلطة القهرية في سلطتها تعزز قيم ومباديء النقص عند الآخرين حتى لا يتحركوا ويُحدثوا التغير المطلوب للنهضة، لذا يزيدون من حجم الفكر التضليلي القائم على التكبر ورفض مقابلة الآخرين، محيطين أنفسهم بهالة خادعة ليصبحوا كالبالون المليء بالهواء والمرتعب من رأس أي دبوس يجعله يعود لحجمه الطبيعي، والمؤسف أن يقبل اللاعبون والمدربون والأندية بالأمر الواقع، فيستكينون ويصبحوا غير قادرين على الحراك إلا بأمر أو قرار ممن لا يملكون المعرفة، لكنهم يملكون القدرة على الكذب بقوة السلطة القادمة من حيث لا مكان.

وحتى تكتمل نظرية النقص يتم التركيز على عقدة العار، التي يعمل السلطويون على أن تُلاحق المدرب واللاعب في حال خسارتهما أو الحكم في حال خطئه، ليعتقد هؤلاء المُهددون بأن سترهم يأتي من خلال الإدارة الهابطة بالمظلة، لا سيما أن هؤلاء القادمون من الأعلى يعملون على تقزيم عمل أهل اللعبة حتى يُشعروهم بالضعف والنقص والعار، فيما هم أبرياء من جميع التهم السابقة رغم جهلهم بما يقومون به، وهذا يعني حسب الفلاسفة وضع اليد على “الجرح النرجسي” عند العاملين، فيصمتوا ليحافظوا على كرامتهم قبل أن يبعثرها المتسلحون بقوة السلطة أمام الآخرين لا سيما أن الكرامة تعتبر أهم وأغلى ما لديه.

وحتى تكتمل نظرية التبعية والتجهيل وزراعة التخلف يركز السلطويون على جعل إضطراب الديمومة يرافق الآخرين، فيتغنى الهابطون بالمظلات بجزء من الماضي الذي حققوه “وفي غالب الأمر يكون الأمر خادعاً” لإشعار الآخرين بالإضراب النفسي القائم على إنجازات الماضي وبناء الحاضر ورؤية المستقبل، وهذا الضغط المستمر يجعل العاملين أسرى الماضي حتى إن كان وهماً، ويزيد من صعوبة عمل الحاضر القائم على القهر والتهديد وشراء الذمم والأهم إنعدام الضمانات، ليصل العالمون العاملون إلى مرحلة الإنفجار مما يشوة رؤية المستقبل، فيُصاب الخبراء العارفون بالعمى الثلجي في الصيف المُحرق، فيما صناع الكوابيس العاملين على إضطهاد الآخرين يشعرون هنا بالإنتصار كون أهل المعرفة الحقيقين غير قادرين على النهوض.

ومع استمرار العمل وتمسك القادرون على إضطهاد الآخرين بمراكزهم، بفضل القوة الداعمة من الأعلى وسقوط القوة المؤثرة من الاسفل، لتتساقط لدى السلطويون مشاعر الذنب ويختفي تأنب الضمير، ليمارسوا القهر بأسوء صوره على العاملين المجتهدين الموالين لعملهم، وليس لشخص المرضى النفسيين الذين يستغلون قدراتهم في الوصول لرأس الهرم، لتسير الحقائق في إتجاه واحد قائم على قهر أهل الحق وزيادة سيطرة أهل الباطل، فتكون النهاية هنا وخيمة ومؤلمة وقاتلة للحلم ونظرية البناء، لتظهر الشاشة سوداء حداداً على أرواح من اجتهدوا واختفوا وحياة من نهبوا وارتقوا.

آخر الكلام:
شخص يُرى وكأنه عالم رغم أنه لم يدرس، رجلٌ حكيم رغم أنه لم يفعل اي شيء مُتعب: له لحية مهيبة دون أن يحرق زيت الليل، مليءُ بالعواصف رغم أنه لم يمسح غبار الكتب قط، متنور جداً رغم أنه لم يسبق له السهر، مٌغطى بالمجد رغم أنه لم يعمل أبداً خلال الليل أو النهار، بإختصار، انه كاهن الإبتذال، شخص يتفق الجميع على ما لديه من معارف عظيمة، رغم أنهم لا يعرفون عنه شيء… “بالتازار غراسيان”

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
منتخب الأردن للناشئين يتألق في كأس آسيا للجودو ويحرز 10 ميداليات في كواليس تصفية منتخب الناشئين للتايكواندو: العدالة غائبة وفرص اللاعبين مهدرة رسالة أبٍ موجوعة: فرسان الفقراء خارج حلبة المنتخب خسارة منتخب الناشئين أمام البحرين تضع رئيس لجنة المنتخبات الوطنية أمام مسؤولية الاستقالة انهيار الأردن أمام البحرين في بطولة الناشئين ويكشف مسرحية اختيار مصر في الافتتاح مراقبون يطالبون رئيس ديوان المحاسبة ووزير التربية والتعليم ورئيس الجامعة الأردنية بالتحقيق في تفرغ م... تغييرات واسعة في اتحاد كرة السلة الأردني بعد موجة استقالات اللجنة الأولمبية الأردنية في مواجهة تساؤلات حول مخالفة الميثاق الأولمبي مركز إفرست للإعلام يحتفي بالصحفي الرياضي هشام السلمان وتوقيع كتابه الجديد "جمولي السد العالي وقفة وف... موهبة فلسطينية واعدة في الأردن: حازم أسامة غانم يستعد لتمثيل المنتخب الفلسطيني غياب التحكيم المختص في الريشة الطائرة في البطولة العربية للرياضة المدرسية الأردن يتوج ببطولة العرب الخامسة عشرة للكراتيه برصيد 99 ميدالية السلط يكتسح الكتة ويشعل صراع الصدارة مع ساكب مركز إعداد القيادات الشبابية يختتم المرحلة الرابعة من برنامج “تكنو شباب 2025 – الفوج الثاني” الدكتور زيدون جواد… قامة علمية ورياضية تضع العراق على طريق التميز انتقادات حادة للتعليق على البطولة العربية للناشئين بالكرة الطائرة: تجاوزات ومجاملة على حساب سمعة الأ... جريمة بسبق الإصرار في اتحاد رياضي! تصعيد مرتقب.. احتجاجات الأندية ضد تدخلات اللجنة الأولمبية مناشدة إلى سمو الأمير فيصل لإعادة هيكلة اللجنة الأولمبية واتحاد ألعاب القوى إشادة بمدير مدينة الحسين للشباب رعد ميرزا.. حضور ميداني مبكر وإصلاحات مرتقبة لخدمة الرياضيين والجماه... نشمية أردنية تناشد رئيس اللجنة الأولمبية : أنقذوا اتحاد الريشة من الدمار البحرين والعراق ولبنان يحصدون الانتصارات في البطولة العربية لناشئي الطائرة "بوكسنغ فت" يخرق القانون… و"ذي رينغ" يناشد الأمير فيصل التدخل لإنقاذ نزاهة انتخابات اتحاد الملاكمة ٤ حكام عرب يديرون فعاليات بطولة العالم للناشئين في السباحة برومانيا المعشر: جماهير ساكب الحافز الأكبر… وفريق اليد يتصدر الدوري عن جدارة الأميرة آية تفتح البطولة العربية للكراتيه مها حرزالله...تقدم شكواها رسميا وتحمّل اللجنة المؤقتة المسؤولية همسة إلى معالي وزير الشباب د. رائد العدوان...يُعقل أن تُستثنى رئيسة قسم المرشدات من اللجنة التنفيذية... اللجان الإعلامية في البطولات الرياضية… غياب للشغف وحضور للسطوة نصف مليون دينار لافتتاح الدورة المدرسية… إنجازات شكلية وهدر مالي