كافة الحقوق محفوظة © 2021.
رد ظريف .. على محمد جواد ظريف !
حسين الذكر
في مقاله المنشور مؤخرا حول الازمة الروسية الأوكرانية ( الفائز النهائي في الحرب الأوكرانية ) .. يقول الدبلوماسي محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الأسبق والمشرف على ملف مفاوضات الملف النووي الإيراني العالمي المعرف بعنوان ( خمسة + واحد ) : – ( لا يمكن الحديث عن السياسة بمنطق القوة والفرسان ) .. مبررا سكوت او عدم رد العالم الغربي عامة والولايات المتحدة خاصة – حتى الان – على الهجوم الروسي الذي طال حليفهم الاوكراني ) . مضيفا وفقا لحسابات سياسية واقتصادية … أخرى يعيها ظريف تماما انها ستكون هي الفيصل في نهاية المطاف بهزيمة بوتين وانتصار الغرب لاحقا وفقا لحسبة الفائز النهائي ..
في ما مضى وعلى مطارح مكشافات الوعي كنت اثق تماما بالتاريخ وبمنطق السرد الذي دونه السلاطين … وادواتهم طوال الحقب السياسية الماضية منذ عصر الجشع والهيمنة وبدايات استغلال الإنسان لاخيه الانسان … واظنه تاريخ موغل بالقدم وربما ممتد لجذور ما قبل الوعي الحضاري .. ثم شققت طريق الوعي .. فدرست وقرات وتمعنت بالاحداث … فوجدت ان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت اثر رصاصة اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته من قبل فتى صربي وصم بالطائش او المتعصب .. الحسبة برمتها ومخرجاتها الساذجة لا تستوجب كل ذلك التجييش والاقتتال لسنوات خمس مهلكة دمر بها الحرث والنسل .. الا فيما اتضح وكشف عنه لاحقا من تقسيم ذهبي واكتشاف نفطي تم قرصنة مغانمه على ارض جزيرة العرب .
كذلك فان دبابات الجنرال الالماني غوديران التي اجتاحت الحصون البولندية خلال ساعات لتدخل وارشوا بأسرع انتصار بالتاريخ .. لا تبرر ذلك العصف الذري الذي سقط على هورشيما وناكازاكي اليابانيتين .. فضلا عن مليارات الخسائر المادية والمعنوية والروحية … مع قصص الانتهاك الجنسي وملايين القتل البشري .. الا من خلال مشاهده العالم سيناريو مخاض رحم الحرب الكونية لولادة دولة إسرائيل على ارض العرب وكذا تتويج الولايات المتحدة كقائد اوحد واقوى على المعمورة .
أصبحت انكر حد ( الاجحاد بنظرية ابن خلدون ) حول نشوء الحضارات واضمحلالها . وكذا ما سن الدكتور علي الوردي من قانون وهمي حول الهزيمة المزعومة للحضارة على يد البداوة .. اذ لم اجد تبريرا لسقوط العقل والعلم … امام الامية الا بمصالح سياسية خاصة غارقة في التدليس والتوظيف .. فلا يمكن ان افهم انتصارا للجهل على المدنية الا ان تكون أداة لضرب الوعي باسم وسلاح وإدارة خصم وقوى واعية أخرى.
من هنا فلا وجود للعداء الغربي الغربي .. ولا حروب بينهم مهما اتسعت صور المأساة وتفننت سيناريوهات الاقتتال ونقلت وسائل الاعلام .. فكل شيء متفق عليه .. والهدف في مكان اخر من العالم وربما في الوطن العربي تحديدا .. حيث ارض الحضارات والانبياء والنفط والغاز والثروات والخيرات الدائمة والمستدامة .. وما يجري ما هو الا سيناريوا احدث لتقسيم العالم ورسم ملامح خارطة جديدة للقوة ومناطق النفوذ للمستقبل .. وليس كما ذهب السياسي الدبلوماسي المحنك ظريف .
قبل أيام قرات صدور كتاب ( سعادة السفير ) لكاتبه محمد جواد ظريف الذي هو بمثابة مذكرات مهمة عن حروب الخليج الثلاث الماضية وكذا ما خص العلاقات الإيرانية الخليجية والعربية … وكذا الملف النووي مفاوضاته المارثونية لعقود أربعة خلت .. وهو يعد بحث علمي يستحق المطالعة وينبغي على كل باحث بالشان الأمني والسياسي والدبلوماسي والعلاقاتي والإعلامي .. ان يطلع على هذا الكتاب الثمين جدا .. علما اني لم أقرائه بعد ، لكني اطلعت على ما كتب عن فحواه فضلا عما عرف عن شخصية ومكانة ومركز والمعية كاتبه الذي يستحق الإفادة مما كتب عن عصارة تجاربه وخبراته وهي ليست قليلة وتعد ثروة لمن يجيد فن الالتقاط المهني والثقافي .