كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مع الأضواء .. سنة بعيدا عن الأضواء !!
حسين الذكر
في احد صباحات الصداقة المهنية والاخوية اتصل بي الأستاذ محمود الهاشمي للعمل مع شركة الأضواء كفرصة ( إعلامية تسويقية رياضية ) .. رحبت بها والتقيت السيد رئيس الشركة .. بعد اللقاء .. رحبت بالعمل . وفرحت اكثر لما ابداه الرئيس من اعتزاز كمستشار له .
حينما سالت مقيما اللقاء ، قلت : ( التقيت مسؤولا .. يمتلك حس اعلامي عالي وثقة بالنفس وثقافة عامة وأفكار تسويقية وإعلامية جديرة بالاهتمام .. معززة بكارزما متعالية وخلق رفيع ) .. ذروة السعد تجلت باحساسي ان الإمكانات ستصب في القطاع الرياضي والإعلامي العراقي وما يمكن ان ينعكس خيرا على المجتمع والبيئة المحلية ..
أول اجتماع لمجلس الإدارة الذي حضرته كمستشار .. – اذ لم املك أي صلاحيات تنفيذية طوال مدة السنة ولم ارغب بالتخويل .. فلم اعين احد او انهي عمل احد وذلك من فضل الله وتسديده – . بعد الاستماع الى ما دار بين أعضاء مجلس الإدارة .. اصبت بخيبة حد الإحباط .. اذ اطلعت على الية توقيع العقود وتوقعت انها ستتوقف جميعها .. وهذا ما حصل فعلا بعد شهرين ..
قطعا كانت النوايا حسنة والخطوات جادة بل الخطط جريئة وجذابة ومثيرة .. الا ان الواقع شيء وما يكتب على الورق شيء اخر .. وهذه نقطة أساسية حساسة بل اهم ما في العقل الاستشاري والتنفيذي .. فكل المخرجات والمدخلات تمر من خلالها .. وحينما سالت الرئيس عن سبب ذلك قال : ( لقد ترجمة العقود عن الفيفا والاتحاد الاسيوي .. وهي قانونية بحتة ) .. فقلت : ( صحيح .. لكن لو كانت هذه العقود في تركيا وايران والسعودية وقطر والامارات … ) .. كان لها ان تنجح .. لان البيئة هناك مهيئة وقانونية بحتة . اما في العراق فالوضع مختلف فالبعد الاجتماعي والبيئوي العام كان يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار .. فالقوى التي ستتعاطون معها لها تفرعات ومرجعيات واليات … لا تحصر وتحكم بالنصوص القانونية فقط ..
بعد سنة عم الإحباط .. بعدما بدات الخسائر تترى .. والعلاقات تقطع والفرص تضيق .. جراء انحسار تام وخسائر جمة لم يرحمها الوسط برغم ما قدمته الأضواء من نقل مجاني لموسم كامل بحوالي ( 550 ) مباراة ولمختلف الاعمار والألعاب .. معززة ببذل الأموال وحسن النوايا .. ومد الاياد البيضاء معززة بحداثة الأفكار .. التي ارادت النهوض بالواقع الرياضي وجعله سوقا لصناعة المال والفن والرياضة .. دون الاعتماد على خزينة الدولة ..
في اخر ايامي هناك .. جلست مع السيد الرئيس بعد ان بدى متعبا .. لما اسماه 🙁 طريقة تعامل الاخرين والبدائية التسويقية السائدة ) .. فذكرته بالملاحظة الأولى عن العقود والبيئة والظروف .. فقال : ( الحمد لله على كل حال .. لقد قدمنا ما قدمنا للرياضة وانديتنا وجماهيرنا .. وكلهم ربح عراقي عام .. ثم تعلمنا الكثير من التجربة برغم قساوتها ) ..
قبل ان احزم امتعتي على طريق سكة الاعلام والصحافة ومداد القلم بكل رسالته وجمالاته .. المتعمقة بالمتاعب والمثقلة بالهموم .. قلت الحمد الله على نعمة الصداقة والتعارف والخبرة .. فقد التقيت وعاشرت زملاء اعزاء كانوا جادين بالعطاء والنية بمعزل عن شكل النهايات ..
سلمت مودعا .. على امل لقاء اخر : ( دعوت له بالتوفيق عبر أدوات اقدر وهدف أوضح .. ورؤية اعم وابعد .. متمنيا النجاح .. ) !!
رد السيد مودعا : ( لم نخسر شيء كل ما لدينا وهدفنا خدمة العراقيين .. وتعلمنا من التجارب والصداقات ما يعزز الخبرات .. وما زلنا وسنبقى بالميدان .. نساله السداد وحسن العاقبة لنا ولكم .. اللهم امين ) !!