ماجد الخليفي في مقابلة مع “سراب”:

قطر جاهزة تماما لاحتضان مونديال 2022.. وأرشح فرنسا والبرازيل للقب

حوار- مأمون بيضون

أثبت أيقونة الإدارة الرياضية القطرية، الإعلامي المعروف، ماجد الخليفي كفاءته وتميزه في كل المحطات الرياضية التي شق طريقه خلالها باقتدار، لاعبا واداريا وإعلاميا.
كان من الممكن أن يتجه للنادي العربي المفضل لدى عائلته، لكنه ارتدى قميص السد متدرجا من الناشئين والشباب وصولا للفريق الأول، إلا أن مسيرته معه لم تدم طويلا، إذ غادر للدراسة خارج قطر، والتزم عند عودته بالوظيفة العسكرية، وساقته الأقدار بعد ذلك للعمل في إدارة نادي الاتحاد (الغرافة حاليا)، ورغم تواضع إمكانات النادي آنذاك، إلا أن الخليفي، الذي شغل منصب أمين السر. أصاب نجاحات كبيرة وخصوصا مع استقطاب البوسني جمال حاجي لتدريب الفريق، وانتقلت نجاحاتهما للعنابي، الذي أوشك على بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، لولا الإصابات والغيابات وسوء الطالع في المواجهة الحاسمة أمام نظيره السعودي.

اشتهر الخليفي بثقافته الرياضية الواسعة وجرأته، واستحق لقب ملك التصريحات النارية في قطر والخليج.

ولج الخليفي مجال الصحافة المكتوبة، فعمل، وما زال، رئيسا لتحرير جريدة “ستاد الدوحة”، وفي الإعلام المرئي، حقق شهرة واسعة كمحلل ومستشار لبرنامج ” المجلس” على قناة الكأس، الذي يعده ويقدمه الزميل خالد جاسم، ويشارك فيه نخبة من النجوم السابقين.

“سراب سبورت” أجرت حوارا مع الصديق الأثير ماجد الخليفي، جاءت تفاصيله على النحو التالي:

* بعد هذه السنوات الطويلة التي امضيتها في ميادين الرياضة، والتي حققت فيها نجاحات لافتة، أين وجدت نفسك أكثر.. كلاعب أو إداري أم كإعلامي؟!

-وجدت نفسي كلاعب وإداري وإعلامي.. حقيقة وجدت نفسي في كل مرحلة وبذلت أقصى جهد ممكن، لكن الخطوة الأخيرة أو الصورة الأخيرة هي التي ترسخ في أذهان وذاكرة الناس.. يرونني كإعلامي وليس كلاعب أو إداري.
لقد صنع لي الإعلام إضافة حقيقية، في المقام الأول بالظهور العام عند الجميع… ترأست تحرير جريدة “ستاد الدوحة” لمدة ١١ عاما وحتى الآن وقد تحولت إلى إلكترونية، واستفدت الكثير فعلا من عملي مع صحفيين متمرسين في كل التخصصات، وأعتقد أن الإعلام المكتوب شكل لي إضافة نوعية، وأيضا هناك إضافة من عملي في قناة الكأس كمحلل ومستشار لبرنامج المجلس أو للقناة، من هنا فإنني أجد نفسي الأن في الإعلام، وما حققته من نجاح في هذا المجال -حسب ما يقوله الناس- هو ما وجدت وأجد نفسي فيه حاليا.

 

* عندما كنت أمينا للسر في نادي الاتحاد (الغرافة حاليا) شكلت مع المدرب البوسني جمال حاجي ثنائيا مثاليا.. ما سر نجاحكما، دون أن نغفل بالطبع جهود بقية مسؤولي النادي وكوادره؟

– ينبغي أن يكون هناك ثقة متبادلة بين الشخصين او بين المجموعة، إذا لم يتوفر عنصر الثقة ولم يكن هناك هدف محددة ولا إستراتيجية واضحة يصبح النجاح أمرا بعيد المنال، كانت هناك ثقة متبادلة بيني وبين جمال حاجي، وهناك هدف واستراتيجية.. هدفنا كان ان نحقق بطولات ولدينا إستراتيجية ترتكز في الأساس على اللاعبين الشباب، وفعلا كان ذلك الفريق الشاب طفرة كبيرة، إلى جانب النجوم الذين كنا نستقطبهم في كأس سمو الأمير أو الدوري.. نجوم كبار من وزن العراقي راضي شنيشل والمغربي أحمد بهجا والسنغالي موسى نداو والقائمة تطول بالنسبة للاعبين الذين شكلوا فوارق لصالحنا، إذن أعتقد سر الخلطة هو الثقة المتبادلة والإستراتيجية والهدف والرؤية، التي كنا نسعى اليها لإظهار فريق الإتحاد كفريق بطل على الساحة القطرية والخليجية والعربية، وهذا ما تحقق والحمدلله.

حسرة كبيرة

* نقلتم هذا النجاح أبان عملكما مع العنابي، الذي كان قاب قوسين من التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.. كيف تتذكر تلك الفترة؟

– تعتبر فترة العمل مع العنابي عام ١٩٩٨ من أهم المحطات في حياتي حقيقة، لكنها أيضا شكلت أكبر حسرة وخيبة أمل لي، فقد خسرنا المباراة الأخيرة الحاسمة أمام المنتخب السعودي.. كان فوزنا يعني الوصول إلى نهائيات كأس العام ١٩٩٨ في فرنسا، لا استطيع حتى الآن وبعد كل هذه المدة نسيان الخسارة المرة، خضنا المباراة في ظل ظروف صعبة وغيابات مؤثرة بسبب الإصابات أو تراكم الإنذارات، أبرزها.. يوسف أدم وعادل خميس ويونس أحمد، لا ننتقص طبعا من قوة المنتخب السعودي، الذي كانت الفوارق الفنية تميل لصالحه، رغم ذلك كنا أندادا أقوياء لسامي الجابر وزملائه، وخسرنا بهدف يتيم جاء من خطأ دفاعي، وهذا ما احزنني أكثر.

* المنتخب القطري صاحب الأرض سيظهر للمرة الأولى في المونديال القادم أواخر العام الجاري، في تقديرك ما هو المطلوب منه، وأين سيصل؟

– طموحنا كبير بالتأكيد في كأس العالم، فلا يكفي حقيقة أن نكتفي بتنظيم البطولة، فيما يكون مظهر منتخبنا غير لائق، ينبغي أن يقدم مستويات جيدة، وعموما يمكن أن نحكم بواقعية اكبر بعد التعرف على فرق مجموعته، التي ستتحدد خلال القرعة التي ستجرى مطلع نيسان- إبريل المقبل في الدوحة.

وأعتقد ان إستراتيجية اتحاد كرة القدم لاعداد المنتخب الوطني متميزة، وقد أتيحت له فرص المشاركة في بطولات كبيرة ومقارعة منتخبات عالمية مرموقة من مختلف القارات والمدارس الكروية، وظهر منتخبنا بصورة طيبة في بطولة “كوبا أميركا” في البرازيل، وفي بطولة الكأس الذهبية لدول الكونكاكاف ” غولدن كب” في الولايات المتحدة، وفي المشاركة الاستثنائية التاريخية بالتصفيات الأوروبية لكأس العالم، حيث لعب في المجموعة الأولى التي ضمت البرتغال وصربيا وايرلندا ولوكسمبورغ واذربيجان.

* أتمت قطر تحضيراتها لاستضافة مونديال 2022، وأنجزت الملاعب والمنشآت وشبكة المواصلات والفنادق، بشكل مبكر، بل أن هذه التحضيرات لم تتأثر بجائحة كورونا التي عصفت بالعالم، كيف تم ذلك؟

– الملاعب والتفاصيل المتعلقة باستضافة مونديال 2022 باتت معروفة للجميع، قطر أصبحت جاهزة قبل نحو عام من انطلاق كأس العالم، ولعلها أول دولة منظمة تفعل ذلك، وهو أمر لم يحصل في السابق مع دول كثيرة منظمة لكأس العالم حيث ظلت تعاني من صعوبات عديدة، وتحاول اللحاق بالزمن لغاية الأسبوع الأخير السابق لافتتاح البطولة، نحن انجزنا ثمانية ملاعب بأعلى مستوى وبأفضل المواصفات، وينسحب ذلك على البنى التحتية والمواصلات والمنشآت والفنادق الضخمة، وقد تمكنت قطر من ذلك متجاوزة ليس فقط آثار وصعوبات جائحة كورونا، بل أيضا ظروف الحصار .. رغم ذلك أنجزنا المطلوب وفق المواعيد المحددة، بل وقبلها.

* عرف عنك دقة توقعاتك وتحليلاتك، في اعتقادك من الأقرب للتتويج بلقب مونديال قطر؟

– يصعب التوقع والتكهن بهوية الفائز، أعتقد أن كأس العالم في قطر ستكون استثنائية، البطولة ستقام في فصل الشتاء، ما يعني أن اللاعبين سيكونون في “الفورمة” البدنية،ّ بعكس لعب كأس العالم في الصيف بنهاية الموسم، حيث يشعر اللاعبون بالإرهاق بسبب خوض التصفيات القارية والبطولات المحلية والإقليمية.
هناك مؤشرات قوية لبدء عودة منتخب المانيا لمستواه المعهود، ومنتخب إنجلترا مميز أيضا، وهناك فرنسا بطلة ٢٠١٨ والبرازيل والأرجنتين، بالنسبة لي اتوقع ان يكون منتخبا فرنسا والبرازيل الأقرب لإحراز اللقب.

إيطاليا والبرتغال

* كيف تنظر لغياب إيطاليا وتأهل “برتغال رونالدو” لمونديال 2022؟

– قيمة البرتغال تنبع من وجود رونالدو، لكن منتخب إيطاليا عريق وصاحب تاريخ وألقاب واسم لامع مرتبط ببطولات كأس العالم، وفي المقابل يود عشاق كرة القدم مشاهدة نجم من وزن وقيمة رونالدو إلى جانب ميسي وبقية نجوم العالم.

* بعد مسيرة متقلبة واختيارات مفاجئة، إلى أن حط به الرحال في روما، أما زلت تعتبر جوزيه مورينهو المدرب الأفضل في العالم؟

– مورينهو هو مدربي المفضل بشخصيته بالكاريزما بتعامله مع الاعلام ومع لاعبيه.
وقد اطلق قبل أيام تصريحات قوية عن لاعبي فريقه روما، وأيضا تصريحات قوية على ساري وزملائه ولاعبيه، مورينهو شخصية مثيرة للجدل، وهو ايضا ودون أدنى شك مدرب بارع يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، ولو توفر لديه نجوم كبار في أي فريق يدربه فإنه سيحقق معه نتائج وإنجازات جيدة.