كافة الحقوق محفوظة © 2021.
متنزه الزوراء .. وجه لوجه مع الأسد !!
حسين الذكر
ظلت بغداد قبلة للعالم الشرقي والغربي ممن يتظاهرون بحبها ويغزون ارضها .. يقدمون ساحين وأخرى .. غزاة محتلين .. برغم كل طغيان الحكام ومعبد الضحايا .. ما زالت بغداد تحتفظ بهيبتها وجمال ما وهبتها السماء .. فهنا في بلاد الرافدين عامة ودار السلام خاصة سر استثنائي لا يمكن ان يدع احد فك طلاسمه .. مما جعل الأنظار متجهة صوب تموجات دجلة الشاطرة للعاصمة بشقيها الكرخ والرصافة ..
مدينة الزوراء السياحية مع حديقة حيواناتها الوحيدة والفريدة في العراق .. تم تاسيسها منذ منتصف القرن الماضي .. اذ بنيت على ارض واسعة بجانب الكرخ .. حيث كانت وما زالت وستبقى محطة راحة وجمال للعراقيين وغيرهم ممن يعرفون قيمتها ويفدون اليها تحت عناوين شتى … وهي من اشهر معالم العاصمة التي لم ينلها الخراب والفساد .. حتى الان وظلت صامدة تنبئ عن اصالتها ومهنيتها ودورها المنشود في إشاعة ثقافة السلم والأمان والحرية والاستقرار والتطلع نحو مستقبل آمن .
قال حد ألاصدقاء انه زار مع اسرته حديقة الحيوانات ووجد الأسد وبعض المفترسات جائعة ضعيفة خاملة .. فيما اخرين كتبوا على صفحات التواصل عما سموه خلل او تقصير ما .. فقررت زيارة المدينة والاطلاع عليها اذ كنت ضيف دائم لمعرض الزهور الجميل الذي يقام كل ربيع ثم اوقفته كورونا وتداعياتها . دخلت الزوراء فوجدتها عامرة باهلها بحدائقها بمائها وخضارها وامانها ويسر إجراءات دخولها وتنوع العابها وزهد تذاكرها .. ثم زرت حديقة الحيوانات والتقيت الطبيب المختص بلا سابق انذار.. فاخذني الى الأسد اتامله وجها لوجه .. فبدى مهاب ضخم ليس كما نراه بشاشة عالم الحيوان .. كما القيت نظرة على الحيوانات الاليف والوحشي منها .. وجدتها حية نابضة برغم مما تعانيه من تبعات بعض الزوار الذين يفدونها بالألاف شهريا .. اذ كان بعض الصغار والجهلة لا يعيرون أهمية لنظافة المنشئة يرمون الفضلات والمخلفات بكل مكان ويهاجمون الحيوانات بالقناني الفارغة … وقد وقعت عيني على موظف خدمة هناك .. ظهر بمنظر الانهيار والتعب والشكوى … جراء ما يعانيه من متابعة طول النهار ..
زرنا مخزن طعام الحيوانات فادهشتني ( اكداس الاقفاص والسلال والاكياس والصناديق المعبئة بالدجاج والفواكه والخضار .. التي تقدم وفقا لجدول يومي للحيوانات وبنظام طبي صحي اقتصادي معقد لا يعرف قيمته ومتاعبه ومدى مسؤوليته الا من يعمل فيه .. ) .
ثم سالت احد المروضين الذي بدى شاب وسيم وشجاع .. فقال : ( كنا نعمل باجور يومية زهيدة .. وبعد خبرت سنوات تم تعيين بعضنا كموظف دائم .. لكن رواتبنا ما زالت زهيدة جدا لا تساوي معشار ما يتقاضاه اقراننا ممن يعملون بذات التخصص والخطورة في بلدان أخرى .
اثناء الخروج شاهدت طلاب مدارس يعبثون بالزرع ويعوجون الاسلاك ويرمون الحجارة والقناني الفارغة .. بل بعضهم راح يتهجم ويسب ويسيء للعمال والموظفين .. سالت الحرس عن ذلك فقال .. : ( وما خفي كان اعظم يا أستاذ ..) .