كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الرياضة.. ومرحلة ما بعد “كورونا”
ريما العبادي
صحيح أن الرياضة الأردنية عموما؛ قد استعادت الكثير من عافيتها على مستوى الظروف الصحية؛ بعد تلاشى تأثيرات فيروس “كورونا”؛ والتي كانت قد أدخلت الرياضة الوطنية قبل نحو عامين؛ في فترة تجميد كافة الأنشطة المحلية.
لكن؛ السؤال الذي لا يزال يراود المعنيين في الأوساط الرياضية؛ هل كانت مسألة “كورونا” مشكلة إستراتيجية في مشاكل الرياضة الأردنية؟؛ أم كانت مجرد مشكلة طارئة ولفترة زمنية محدودة؟.
في الواقع؛ فإن معوقات تطور الرياضة الأردنية؛ تبقى معوقات سابقة ثم لاحقة على مرحلة “كورونا”؛ وهي معوقات متشعبة اقتصاديا وإداريا وفنيا؛ وحتى على مستوى البنية التحتية والمنشآت الرياضية.
وفي الجانب الاقتصادي؛ فإن الإستثمار في المجال الرياضي شبه معدوم؛ ولذلك تعاني صناديق كافة الهيئات والاتحادات والأندية الرياضية؛ من شح مواردها المالية؛ ما يحول دون تمكينها من تغطية النفقات المترتبة على برامج بطولاته؛ وبناء المنتخبات الوطنية وفرق الأندية على المستوى المنشود.
ولا يزال الطرح الأمثل لإنعاش الدعم المالي للرياضة الوطنية؛ يتجسد في قضية إعادة الاعتبار إلى “الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية”؛ حيث يمكن لهذا (الصندوق)؛ أن يكون ملاذا وسندا للحركة الشبابية والرياضية في معالجة الأزمة المالية؛ لو إحتفظ بهيكلته السابقة عند تأسيسه؛ كهيئة مستقلة إداريا وماليا.
وعلى المستوى الإداري؛ لا تزال “المعرفة والحظوة”؛ تشكل قاعدة رئيسية في اختيار وتعيين الأشخاص في المناصب الرياضية عموما؛ بعيدا عم مبدأ الكفاءة العلمية أو التجربة الفنية؛ لذلك نجد العديد من الشخصيات تتولى المسؤولية الإدارية في مجالس اتحادات رياضية؛ ممن لم يمارسوا اي لعبة رياضية في حياتهم؛ وهي آفة تعاني منها الرياضية الوطنية على مدى السنوات.
وعلى المستوى البناء الفني العام للمنتخبات الوطنية أو فرق الأندية؛ تفتقد الرياضة الأردنية مفهوم “التراكمية” في التجارب والخبرات؛ حيث يلجأ مجلس إدارة الاتحاد. عند تشكيله؛ إلى محاولة بناء برامجه من جديد؛ وليس البناء على ما انجزه المجلس السابق لنفس الإتحاد؛ وذلك لدوافع شخصية في الغالب العام.
من أجل انطلاقة حقيقية للرياضة الأردنية؛ يحتاج الأمر إلى الكثير من العناصر الجديدة؛ المؤهلة علميا في مجالات عديدة “فنية وإدارية واستثمارية”؛ لقيادة قاطرة المسؤولية بعيدا عن ثقافة “الشللية” التي لا تزال حاضرة في ميدان العمل الرياضي المحلي؛ كي تلحق الرياضة الوطنية بركب نظيراتها في العديد من الدول العربية.