كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ثلث ضامن وآخر معطل !!
حسين الذكر
بعد سنوات عجاف من نظام الحزب الواحد دامت أربع عقود تقريبا لمدد حكم سميت ( بالنظام الدكتاتوري ) … الى عقدين من زمن اعجف جل مأساته تكمن في انه جرى تحت شعار ديمقراطي .. فلو كان امتداد لما قبل 2003 لما كان النقد ذو فائدة تذكر .. باعتبار ان المسئلة طبيعية وتنسجم مع مخرجات حكم التفرد .. فيما ينتشر الفساد وتعم الفوضى ويتراجع الدور الحضاري والثقافي للعراق بمستوى غير مسبوق وبملفات معروفة وتحت عنوان نظام المؤسسات والمشاركة والتوافق .. فهذا يشكل قمة البلاء او تلك المأساة التي تتجلى بالضحك من شر البلية ..
حينما نعود لسنوات خلت ودورات انتخابية مضت في العراق لوجدنا ان الديمقراطية اقرب للشعار منها للممارسة والايمان فيها .. فان النتائج الانتخابية الماضية شهدت فوز إبراهيم الجعفري الذي اجبر للتنازل لخيار المالكي .. ثم فاز اياد علاوي دون قدرة تشكيل الحكومة .. ومن ثم فاز المالكي فيما شكل العبادي الحكومة .. ثم حلت حكومة عبد المهدي بتوافق الفائزين دون ان يستطع اكمال سنواته الأربع بعد تعثر العجلة ومعالجتها عبر التظاهرات التي افضت الى وصول الكاظمي بالتوافق بين الكتل الأكثر عددا .. ثم جرت انتخابات وفقا لنظام انتخابي جديد واجواء تفائلية .. بإمكانية اكبر من ذي قبل للحل والإصلاح .. الا ان الانتخابات التي اعلن الصدر فائزا فيها لم تفض الى تشكيل حكومة الفائز ورؤيته في ظل مواد دستورية عطلت ذلك في ثلث سماه البعض ضامن فيما اطلق عليه اخرين معطل .. وهو شبيه في المادة الدستورية التي لا تسمح بتغير أي فقرة بالدستور الا بموافقة ثلثي ثلاث محافظات ..
العملية برمتها لا تعني الناخب من ناحية الأسماء والارقام والشعارات .. فالنتائج على الارض هي الأهم .. المواطن يريد الخبز والوظيفة والخدمات والأمان والاستقرار والعيش الطبيعي كبقية – خلق الله – وليطلقوا ما شاءوا من تسميات وعناوين على أي نظام وحكومة يمكن لها ان تؤمن للشعب مطالبه المشروعة والمعروفة بلا لف ودوران ..
فمظاهرات تشرين لم تكن مجرد ارقام خرجت الى الشوارع ..وان افاد منها البعض .. بقدر ما هي صوت شعبي حقيقي خرج من اجل الإصلاح .. والإصلاح هنا ليس تبديل أسماء وعناوين بغيرها .. بل هو إجراءات على الأرض تضمن سلامة وسلاسة النهج والحياة التي يمكن من خلالها تامين الكل الضامن للشعب واجياله وليس فقط الثلث النيابي الضامن او المعطل .. المخرجات والنتائج المتلمسة على ارض الواقع هي الفيصل والقرار والمعول .. والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين !!