كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ختام أعمال مؤتمر الميل الأخير الأمني لبطولة كأس العالم 2022
سراب نيوز –
تواصلت أعمال مؤتمر الميل الأخير الأمني لبطولة كأس العالم قطر 2022 لليوم الثاني على التوالي، حيث شهد اليوم الأخير للمؤتمر توقيع اتفاقية بين دولة قطر ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) لتمديد تعاون لـ(مشروع ستاديا) الذي انشأه الإنتربول عام 2012 بتمويل ودعم من دولة قطر، بهدف خدمة الدول الراغبة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.
وقع عن الجانب القطري اللواء المهندس عبدالعزيز عبدالله الأنصاري رئيس لجنة عمليات أمن وسلامة بطولة كأس العالم قطر 2022، وعن الإنتربول السيد ستيفن كافانا المدير التنفيذي للخدمات الشرطية بالمنظمة.
كما تم التوقيع بين دولة قطر وعدد من الدول المشاركة في المؤتمر على الإعلان المشترك الخاص بالمركز الدولي للتعاون الشرطي.
وقع عن الجانب القطري اللواء المهندس الأنصاري، والعميد إبراهيم خليل المهندي، رئيس وحدة الشؤون القانونية والاتصال في لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة.
وخلال التوقيع أعرب السيد ستيفن كافانا عن شكره وتقديره لدولة قطر على الجهود التي بذلتها على مدار 10 سنوات في دعم مشروع ستاديا، مؤكدا على أن المشروع استطاع خلال هذه الفترة تعزيز التعاون والتخطيط المشترك لمجابهة التحديات الدولية في مجال الفعاليات الرياضية، كما تم تعزيز أواصر التواصل بين دولة قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات والمنظمات الدولية المعنية، مؤكدا على استمرار هذه النهج خلال السنوات المقبلة بما يحقق أعلى مستويات الأمن والسلامة على المستوى الدولي.
وفي تصريح صحفي على هامش التوقيع قال السيد فلاح الدوسري، مدير عام مشروع استاديا، أن اتفاقية تمديد التعاون بين دولة قطر والإنتربول هي تأكيد على الجهود التي قام بها الجانبان خلال السنوات الماضية.
وأكد الدوسري على أن دولة قطر استطاعت تأهيل كوادرها الوطنية على أعلى مستوى، مما جعل مشروع ستاديا يسترشد بالكوادر القطرية ويقوم بترشيحها للمشاركة في الفعاليات الرياضية الدولية للاستفادة من المعرفة التي وصلت إليها أجهزة إنفاذ القانون في دولة قطر في تأمين هذه الفعاليات الكبرى؛ وهو ما أكدته التجربة التي استمرت على مدى 10 سنوات تم خلالها تخريج عدد كبير من الكوادر الوطنية القطرية كخبراء دوليين في تأمين الأحداث الرياضية، مضيفا بأن جميع المعطيات تدل على أن بطولة كأس العالم المقبلة ستكون الأكثر آمنا وسلامة.
وأشار مدير عام مشروع ستاديا إلى الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر ليس في دعم مشروع ستاديا فحسب، وإنما في مد المجتمع الدولي بالخبرات التي اكتسبتها في هذا الصدد، وهو دور استراتيجي من شأنه تعزيز جهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الخاصة بالبطولات والاحداث الرياضية الكبرى.
وأوضح أن نجاح مشروع ستاديا كان حافزا لتوقيع اتفاقية التمديد لمدة سنتين تنتهي في 2024 في ضوء الحاجة الملحة لمثل هذا المشروع الذي يعمل على ترك إرث دولي مشترك، ونحن على يقين من استفادة البطولات الدولية المقبلة منه.
وقال الدوسري إن عددا من الدول المشاركة في المؤتمر أعربت عن أملها في تمديد التعاون بين دولة قطر والإنتربول لأكثر من سنتين، وهو ما يدل على الرؤية الثاقبة للقيادة القطرية التي اكتشفت الحاجة الدولية إلى هذا المشروع قبل وقت طويل، مؤكدا على أن الإنتربول يرغب في التمديد لما بعد 2024، ولكن قبل ذلك علينا وضع الخطط والعمل على ذلك.
كما ناقشت الجلسة الأولى من جلسات اليوم الثاني ضمن أعمال مؤتمر الميل الأخير الأمني تجربة مشروع ستاديا في تأمين الأحداث الكبرى على مدار 10 سنوات.
في بداية الجلسة تحدث السيد فلاح الدوسري، مدير عام مشروع ستاديا، عن مهام الإنتربول في مجالات مكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية، والتصدي للجرائم الناشئة، كما قدّم نبذة حول مشروع ستاديا كتجربة ملهمة في مساعدة الدول الأعضاء في التخطيط لاستضافة الفعاليات والاحداث الرياضية الكبرى.
وأوضح أن مشروع ستاديا تمكن بدعم من دولة قطر، من إنشاء قاعدة بيانات من شأنها تعزيز اجراءات الأمن والسلامة، ومساعدة أجهزة إنفاذ القانون والجهات المعنية خلال التخطيط والتنفيذ للفعاليات الكبرى.
وأشار خلال حديثه إلى أواصر التعاون المشترك بين مشروع ستاديا وعدد من الدول التي نظمت واستضافت فعاليات وأحداث مهمة خلال السنوات الماضية، ومن بينها بطولة كأس العالم الماضية، كما تطرق إلى الإجراءات والتدابير التي سيقوم بها مشروع ستاديا خلال السنوات المقبلة، بما في ذلك توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز مسارات الأمن الدولي، عبر التمكين والتدريب، وتبادل الخبرات وجمع المعلومات بين الدول الأعضاء.
من ناحيته تناول السيد مايكل يومن من جامعة ليفربول المخاطر والتهديدات التي تواجه الفعاليات الرياضية الكبرى، وكيفية التصدي لها من خلال الاستفادة من المعلومات والتجارب الدولية التي تم تجميعها عبر مشروع ستاديا في دليل معلومات موحد لمساعدة الدول للتحضير للأحداث الكبرى بما يتكيف مع المعايير الدولية، وكيفية الاستفادة من هذه الخبرات للوصول إلى أعلى مستويات الأمن والحماية وتقديم الخدمات للجماهير.
وأوضح أن مشروع ستاديا ساهم في تعزيز الثقة، والتواصل بين منظمي الأحداث الرياضية السابقة والمحتملين، ووضع معايير من شأنها التأكد من حالة التنظيم وتقيمه بطريقة مهنية ومستقلة.
وأوضح أن دليل المعلومات من شأنه تمكين الدول المستضيفة للأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل من فهم ما ينتظرها من تحديات، والاستفادة من تقارير عشرين عاما من الخبرات الدولية للمنظمين السابقين. لافتا إلى أن دولة قطر ومن خلال هذه النسق من التحضيرات انضمت إلى مجموعة الخبراء الدوليين الذين يمكن الاستفادة منهم في هذا المجال.
أما المتحدث الثاني جون ماين فتطرق إلى تجارب العديد من الدول في التصدي لأحداث الشغب التي تصاحب الفعاليات الرياضية، لا سيما التي تم تنظيمها في اعقاب جائحة كوفيد-19، والضغوط التي ترتبت جراء ذلك على أجهزة إنفاذ القانون، وكيف تم التعامل مع هذه الأحداث.
كما أكد على أهمية إطلاع الجهات والدول المشاركة في البطولات الكبرى السلطات المحلية في البلد المستضيف على السلوكيات المتوقعة من الجماهير، مشددا على أن النهج السليم هو منع أحداث الشغب قبل وقوعها، عبر دراسة مؤشرات سلوكيات الجماهير، والتقصي عبر الجهات المعنية لجمع المعلومات التي تمنع وقوع التحديات الأمنية وتوفر أعلى مستويات الأمن والسلامة.
وناقش المتحدث الثالث، أدريان دينكا، تجربة المجموعة الأوربية عبر مركز المعلومات الدولية المعني بالحد من شغب الجماهير، كما تطرق إلى التشريعات الأوروبية في هذا المجال، ومهام وقائمة أعضاء المجلس الأوروبي، والجهات المعنية بالاستفادة من هذه المعلومات، كما تناول التحديات والصعوبات التي رافقت بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة، والاستراتيجية الإعلامية الموجهة للجماهير والتي يجب أن ترافق الفعاليات والأحداث الرياضية الكبرى.
وأكد على أنه ومن خلال مشروع ستاديا تسعى المجموعة إلى التوسع خارج أوروبا وتقديم هذه التجربة للجميع، معربا عن سعادته بالتجربة القطرية في مجال الاتصال والتعاون الشرطي الدولي.
من جانبه تحدث العقيد خالد الكعبي حول مركز التعاون الشرطي الدولي وأهميته في تبادل المعلومات مع الدول المشاركة في كأس العالم لضمان تحقيق اعلى مستويات الأمن للجماهير وكافة المشاركين في البطولة.
وقدم العميد خليل إبراهيم المهندي رئيس وحدة الشؤون القانونية والاتصال عرضا توضيحيا لفعاليات المؤتمر، وفي ختام المؤتمر تحدث اللواء الأنصاري مؤكدا أن دولة قطر حريصة على أن يجري هذا الحدث العالمي في أجواء آمنة والجميع يعلم أن قطر دولة آمنة ومنفتحة على كل أنحاء العالم مرحبا بكافة دول العالم للحضور والاستمتاع بفعاليات البطولة وكذلك الاطلاع على المظاهر الثقافية والحضارية لدولة قطر وأعرب عن شكره للوفود المشاركة في المؤتمر وتكبدهم مشاق الحضور.