سراب سبورت
مجلة رياضية

ذكرى الاستقلالِ … تاريخٌ يُنبئُ بمستقبلٍ

الدكتورة زينة محي الدين غنيم

تحتفي الأسرةُ الأردنيّةُ في الخامسِ والعشرينَ من شهرِ أيّار من كلِّ عامٍ بعيدِ الاستقلالِ، وفي هذهِ المناسبةِ الوطنيّةِ الّتي تبعثُ على الفخرِ والاعتزازِ تشرئبُّ أعناقُ أبناءِ الأردنِّ إلى سماءِ الوطنِ التي تعجُّ بأصداءِ انتمائِهم إلى ثراه، مُباهينَ بهِ سائرَ الأممِ والأوطانِ.

وها قد بزغَتْ شمسُ الاستقلالِ من جديدٍ، واجتمعَ الأردنيّونَ على تعدّدِ منابِتِهم وأصولِهم المنصهرةِ في بوتقةِ الهُويّةِ الأردنيّةِ الواحدةِ على التّغني بالاستقلالِ السّادسِ والسّبعينَ، متّحدينَ وجيشَهم في إعلاءِ رايةِ الوطنِ والتّفاخرِ بتاريخِه … جيشُ الأردنِّ الذي سطّرَ في صفَحاتِهِ أصدقَ معاني البطولةِ والفداءِ، ليختصرَ بدورِهِ تاريخَ المجدِ والعلياءِ.

تُحيلُنا هذه المناسبةُ إلى سبرِ أغوارِ ذاكرةِ الوطنِ وتأمّلِ خطابِ الملكِ المُؤسِّسِ المغفورِ لهُ عبدِ اللهِ الأوّلِ الذي وجّهَهُ إلى الجيشِ العربيِّ الأردنيِّ في يومِ الاستقلالِ، وفي هذا المقامِ يقولُ -طيّبَ اللهُ ثراه-:
“جنودَنا البواسلَ … أنتمْ سياجُ وطنِكم، ويومُ الاستقلالِ هذا هو الفجرُ اللّامِعُ من بريقِ سلاحِكم، وإنّي لمُغتبطٌ لما شاهدْتُ اليومَ من حقِّ نظامِكم وتدبيرِكم، وأرجو أن تكونَ العاقبةُ لكم ما دمتم المثلَ الذي يُحتذى في التّضحيةِ باسمِ الأمّةِ العربيّةِ وفي البسالةِ والطّاعةِ وأداءِ الواجبِ، وكانَ اللهُ معكم وأعزّكم وأعزَّ الوطنَ بكم”.

وكان لا بدَّ من الاستشهادِ بهذهِ الكلمةِ التي ألقاها الملكُ المؤسّسُ على مسامعِ حماةِ الوطنِ، وجنودِ الجيشِ العربيِّ الباسلِ أثناءَ الاستعراضِ العسكريِّ المَهيبِ الذي أُقيمَ في مطارِ ماركا في الخامسِ والعشرينَ من أيّار عام ١٩٤٦ احتفاءً باستقلالِ المملكةِ الأردنيّةِ الهاشميّةِ، وإعلانِها دولةً مستقلّةً ذاتَ سيادةٍ وحكمٍ ملكيٍّ، فلكلِّ مقامٍ مقالٌ.

إذ أرسى المغفورُ له الملكُ المؤسّسُ دعائمَ الدّولةِ الأردنيِّةِ التي أرادَها أنموذجًا يُحتذى تتطلّعُ إليه مصافُّ الدّولِ نظرةَ إعجابٍ وانبهارٍ بسياساتِها الحكيمةِ وقيادَتِها الفذّةِ التي تُشكّلُ في كُنهِها رمزًا للعزّةِ والإباءِ، ولم تنحرفْ يومًا عن مسارِ الهاشميّينَ في بناءِ أردنٍّ أنموذجٍ؛ فكرّسوا مبادىءَ نهضتِهِ وأسّسوا لقواعدِ استقرارِهِ مستندينَ في ذلك إلى تعاضُدِ أبنائهِ وإيمانِهم الرّاسخِ بفكرةِ اللُّحمةِ الوطنيّةِ.

كما يتبادرُ إلى أذهانِنا في ذكرى الاستقلالِ من هذا العامِ وكلِّ عامٍ دّورُ الهاشميّينَ في حمايةِ المقدّساتِ الإسلاميّةِ في مدينةِ القدسِ، حيثُ كانوا الأوصياءَ الأمناءَ على الأماكنِ المقدّسةِ فيها، وتزامنتْ هذه الوصايةُ مع بدءِ حكمِ الهاشميّينَ للأردنِّ، ونأوْا بها عن كلِّ ما يتعارضُ معها من سياساتٍ واتفاقيّاتٍ؛ فذلك ديدنُ الرسالةِ التي آمنوا بها ولازمتهُم منذُ تولّيهِم مقاليدَ الحكمِ.

فألقتْ رِعايةُ الأسرةِ الهاشميّةِ ظلالَها على المقدّساتِ الدّينيّةِ في القدسِ منذُ فجرِ حكمِهم؛ أي منذُ عهدِ الملكِ المُؤسِّسِ عبدِ اللهِ الأوّلِ، ومن قبلِه المغفورُ له الشّريفُ الحسينُ بنُ عليٍّ – طيّبَ اللهُ ثراه- ليتوراثَها من بعدِهِم ملوكُ الأردنِّ وصولًا إلى جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثّاني ابنِ الحسينِ – حفظهُ اللهُ – الذي حملَ على عاتقهِ مسؤوليّةَ حمايةِ القدسِ، وصونِ معالمِها الدّينيّةِ، واستنكارِ كلِّ ما قد يمسُّ مقدّساتِها؛ الإسلاميّةَ والمسيحيّةَ، ليواصلَ مسيرةَ أجدادِهِ، وينحى منحاهم في حمايةِ الأماكنِ المقدّسةِ فيها والذّودِ عنها، تلك المسيرةُ التي يمكنُ وصفُها بالوثيقةِ الدّينيّةِ التّاريخيّةِ بينَ الهاشميّينَ والقدسِ الشّريفِ.

فهنيئًا يا وطني استقلالُك … وهنيئًا لشعبِكَ الذي يفاخرُ بكَ ويزهو في كلِّ الأقطارِ والأمكنةِ، وها هي ذي ضروبُ الاحتفالِ تعمُّ أرجاءَ الوطنِ وربوعَه، إذ علتْ أصواتُ الأهازيجِ الشّعبيّةِ، وسادتِ الأغاني الوطنيّةُ، وعمدَ الشّعراءُ إلى نظمِ قصائدَ يتغنّوْنَ فيها بذكرى استقلالِك لتملأَ أشعارُهم الدنيا وتشغلَ النّاسَ بصدقِ المعاني وسيطرةِ العاطفةِ، فالوطنُ هو الغايةُ والقصدُ.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
منتخب الشباب لكرة السلة ينهي معسكره الداخلي بفوز ثانٍ على بيلاروسيا "بطولات تنشيطية… أم عروض إعلامية"سوء تنظيم في البطولة التنشيطية لألعاب القوى... والاهتمام بالإعلام أ... أنشطة مختلفة في المراكز الشبابية التابعة لمديرية شباب العقبة صالح العبادي يكتب... الفيتو الرياضي... حين يتحول القرار إلى شخص! الأسرة الرياضية تفقد أحد رموز الراليات.. خضر القصير ينعى رفيق دربه محمد الداوود د. عصام جمعة ينتقد واقع الكرة الطائرة الأردنية: مزاجية وغياب التقدير للكفاءات النجار يفوز بلقب سباق السرعة الثاني والدفع الرباعي وشيكاخوا وجمعة بطلا الدفع الخلفي والأمامي يزن النعيمات: لا أسمع نانسي وعمرو.. والأغاني الوطنية رفيقتي في البطولات الاتحاد العراقي يتخذ ترتيبات برّية لإعادة منتخب السيدات من طهران إلى بغداد وسط توترات إقليمية يزن العرب بعد تأهل النشامى إلى مونديال 2026: "إحنا مكملين.. والعين دايمًا عالقمة" "رسالة ألم من لاعب ومدرب دولي إلى ولي العهد"... أسامة البلوي يفجّر صرخة وجع ضد اتحاد المبارزة: "كل ه... بيان من موقع SarabSport.com حول رسالة مسيئة من قريبة مسؤولة رياضية منتخب الشباب تحت 19 عاماً يهزم بيلاروسيا في أولى ودياته بالمعسكر الداخلي رئيس نادي بيت يافا نشأت دلالعة يستنكر رفض تسجيل اللاعب سيف أبو عيد: قرارات متضاربة من اللجنة المؤقتة... "من عزرائيل إلى قابض الأرواح".. كرة اليد بين الحبكات والمؤامرات! مدرب شاب يُفصل بسبب "إعجاب"... وصرخة وجع من داخل اتحاد المبارزة الأردني تصل للجهات الدولية النجم يزن النعيمات يطالب بحماية خصوصية اللاعبين… و"سراب سبورت" تنتقد دعوات الناشطين على حساب المؤسسا... اجتاز التوجيهي 4 مرات وتخرج من الصيدلة والطب بامتياز.. قصة نجاح ملهمة للطبيب محمود العلي الاتحاد الأردني للكراتيه يهنئ العقيد الركن فادي أبو خيط بمنحه وسام الاستقلال من الدرجة الثانية اجتماع تحضيري رفيع المستوى لاستضافة البطولة الآسيوية الأولى تحت 17 سنة لكرة اليد في الأردن عامر أبو عبيد: مكالمة واحدة كانت كفيلة بتجديد الأمل.. "إربد ما بتخلى" سيف أبو عيد.. لاعب منتخب سابق عالق بين مطرقة التعطيل الإداري وسندان التهميش الرياضي زين تُنظّم بطولة البادل لموظفيها بمشاركة 30 فريقاً نادي شباب عيرا يفتتح أكاديمية كروية لتأهيل الجيل الواعد الاتحاد الدولي للسيارات يصوّت لصالح تعديلات على النظام الأساسي منتخب الناشئين يغادر إلى بلغراد لبدء معسكر تدريبي استعداداً لغرب آسيا برعاية سمو الأميرة بسمة بنت علي: انطلاق سباق الدرب البيئي الرابع في غابة وصفي التل الإعلام يصنع الذاكرة الجمعية، وينحت في وجدان الشباب صورة الوطن"... د.ثروت المعاقبة هل تُدار الرياضة البارالمبية وكأنها ملكية خاصة؟ قرار بحل لجنة كرة الطاولة يثير علامات استفهام كبيرة رغم مرور أسبوعين... صمت من اللجنة الأولمبية حول قضية لاعب الريشة الطائرة سيف أبو عيد"