كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ليفربول يبحث عن الثأر.. وريال مدريد لتعزيز رقمه القياسي
باريس – يخوض ليفربول الإنجليزي غدا السبت نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في العاصمة الفرنسية باريس، باحثا عن استرداد اعتباره من ريال مدريد الإسباني الساعي من جهته الى تعزير رقمه القياسي باللقب الرابع عشر في تاريخه، رغم عدم رغبة معظم لاعبيه الحديث عن ثأر باستثناء المصري محمد صلاح.
ما أن أطلق الحكم صافرة نهاية إياب الدور نصف النهائي بفوز ريال مدريد على مانشستر سيتي 3-1 في الوقت الإضافي بعدما كان متأخرا حتى الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي، حتى توعد صلاح النادي الملكي بـ”تصفية الحساب” والثأر لخسارة نهائي كييف 2018 بنتيجة 1-3، في لقاء لم يكمله المصري بعد تعرضه لاصابة قوية في كتفه بسبب تدخل قاس من سيرجيو راموس.
لكن زميله في الهجوم السنغالي ساديو مانيه رفض الحديث عن ثأر، وقال عندما سئل عن ذلك “كلا، كلا.. إنها مسألة تخص صلاح.. بالنسبة لنا، إنها مباراة كأي مباراة أخرى”.
من المؤكد أن مباراة الغد على “ستاد دو فرانس”، لن تكون كأي مباراة أخرى بل ستكون النهائي الثالث لليفربول في المسابقة القارية الأم خلال المواسم الخمسة الماضية، بعدما عوض سقوط كييف بإحرازه اللقب في الموسم التالي على حساب مواطنه توتنهام.
ويرى الكثيرون أن ليفربول يملك أفضلية ضئيلة ويبدو الأقرب الى اللقب السابع الذي سيضعه على المسافة ذاتها من ميلان الإيطالي في المركز الثاني على لائحة أكثر الأندية تتويجا، بفارق كبير عن خصمه المقبل الذي توج بطلا في 13 مناسبة، بينها ثلاثة تواليا بين 2016 و2018 وأربعة في خمسة مواسم بعدما أحرز أيضا لقب 2014.
“لا شعور أفضل من شعور الفوز بالألقاب”
وفي حال نجح ليفربول بالخروج فائزا، سيتوج فريق المدرب الالماني يورغن كلوب موسما رائعا أحرز خلاله لقبي الكأسين المحليين وكان قريبا من لقب الدوري قبل أن يحسمه مانشستر سيتي بفارق نقطة في المرحلة الختامية.
وقال كلوب إنه “من دون الفوز بدوري الأبطال، سيكون موسما رائعا، لكن مع الفوز بدوري الأبطال سيكون موسما مذهلا”، فيما رأى الظهير الاسكتلندي أندي روبرتسون أن “لا شعور أفضل من شعور الفوز بالألقاب”.
من المؤكد أن ليفربول قطع شوطا كبيرا منذ نهائي كييف 2018 الذي خسره بسبب الأداء الكارثي لحارسه السابق الالماني لوريوس كاريوس وإصابة صلاح والمباراة الخارقة التي قدمها الويلزي غاريث بيل مع الريال.
كان نهائي 2018 نقطة تحولية بعدما قرر كلوب الاستعانة بالحارس البرازيلي اليسون بيكر لتأمين الخط الدفاعي الأخير، فيما قدم الإسباني تياغو الكانتارا بُعدا جديدا للفريق في خط الوسط، وصولا الى التعاقد في بداية العام الحالي مع الجناح الكولومبي الرائع لويس دياز.
أنشيلوتي للقب رابع قياسي
لكن من سيواجه “الحمر” غدا ليس أي فريق، بل هو ريال مدريد المتخصص بدوري الأبطال، المتلازم اسمه مع الكأس المرموقة، الفريق الذي يشرف عليه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الفائز بثلاثة ألقاب والذي خاض النهائي أربع مرات.
وبحال فوزه، سيصبح الإيطالي أول مدرب على الإطلاق يتوج بطلا للمسابقة أربع مرات إن كان بصيغتيها السابقة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) أو الحالية.
وسيكون الإيطالي الذي سبق له الفوز مع ريال مدريد باللقب في مروره الأول عام 2014، أمام ثأر شخصي لأن النهائي الوحيد الذي خسره كان أمام ليفربول بالذات عام 2005 في اسطنبول حين بدا وفريقه السابق ميلان في طريقهما الى اللقب بإنهاء الشوط الأول 3-صفر، قبل أن يعود ستيفن جيرارد ورفاقه من بعيد في الشوط الثاني لإدراك التعادل 3-3 وحسم اللقب بعد ذلك بركلات الترجيح.
ورغم الانتقادات التي وجهت له في بداية مغامرته الثانية في “سانتياغو برنابيو”، نجح أنشيلوتي في قيادة النادي الملكي الى الهيمنة على الدوري المحلي وصولا الى حسمه قبل أربع مراحل على ختام الموسم، فيما فرض وفريقه نفسيهما “ملوك” العودة من بعيد بعد المسار المثير في دوري الأبطال هذا الموسم.
فبعد سقوط تاريخي على أرضه في الجولة الثانية من دور المجموعات أمام شيريف تيراسبول المولدافي، انتفض ريال مدريد وفاز بمبارياته الأربع المتبقية، ثم بدأت ملاحمه في الأدوار الإقصائية، أولها أمام باريس سان جيرمان الفرنسي حين خسر ذهابا صفر-1 ثم تأخر إيابا قبل أن ينقذه الفرنسي كريم بنزيمة بثلاثية قادته الى ربع النهائي.
عاد ريال مدريد وعاش التشويق ذاته أمام تشلسي الإنجليزي حامل اللقب، إذ وبعد فوزه ذهابا خارج ملعبه 3-1 بفضل ثلاثية أخرى لبنزيمة، وجد نفسه خارج المسابقة بتأخره ذهابا على أرضه بثلاثية نظيفة قبل أن ينقذه البرازيلي رودريغو بتقليصه الفارق، ليحتكم الفريقان الى التمديد الذي كان فيه بنزيمة البطل مجددا بتسجيله هدف تقليص الفارق 2-3، وكان ذلك كافيا لمنح فريقه بطاقة الدور نصف النهائي.
“خوض النهائي نجاح بحد ذاته”
وبدا مجددا أن مشوار فريق أنشيلوتي وصل الى نهايته عند دور الأربعة، بعد الخسارة ذهابا في ملعب مانشستر سيتي 3-4 ثم التأخر إيابا صفر-1 حتى الوقت بدل الضائع حين خطف رودريغو هدفين جر بهما الفريقين الى التمديد، مانحا بنزيمة فرصة أن يكون البطل مجددا بتسجيله هدف الفوز 3-1 والعبور بالتالي الى النهائي للمرة السابعة عشرة في تاريخه.
واستنادا الى خبرته في المباريات النهائية، قال أنشيلوتي “نستعد للمباراة بهدوء ونركز على ما لدينا وما نريد القيام به.. نحن متحمسون جدا.. نلعب أهم مباراة في كرة القدم العالمية وسنقدم كل ما لدينا.. لقد فاز هذا النادي بالكثير”.
وتابع “الشعور في هذه اللحظة هو الاستمتاع والاستعداد جيدا.. الفريق هادئ والأجواء جيدة وسيأتي القلق مع اقتراب موعد المباراة.. التنافسية في أوروبا تزداد في كل عام.. هناك فرق كثيرة تسعى للفوز بدوري الأبطال”، معتبرا أن “خوض النهائي هو نجاح بحد ذاته بالنظر الى التنافسية الكبيرة حولنا.. لقد وصل ريال مدريد مرات عديدة إلى النهائي في السنوات الثماني الأخيرة وهذا في حد ذاته انتصار وبإمكاننا الفوز بلقب جديد”.
وكشف أن أصعب لحظة قبل النهائي “هي الساعات الثلاث أو الأربع الأخيرة قبل ذلك.. لكن لحسن الحظ يتبدد كل شيء مع بدء المباراة”.
وهي المرة الثالثة يلتقي فيها الفريقان في النهائي بعد عام 1981 عندما فاز الفريق الإنجليزي بهدف وحيد لألن كينيدي، وكانت تلك المباراة النهائية الاخيرة التي يخسرها ريال مدريد في دوري الأبطال، اذ بلغ النهائي بعدها سبع مرات اعوام 1998 و2000 و2002 ومن 2014 الى 2016 ثم 2018 وفاز بها جميعها.
وبعدما جُرّدت سان بطرسبورغ من استضافة النهائي بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، سيحتضن ستاد دو فرانس في ضاحية سان دوني الباريسية المباراة بسعة 80 ألف متفرج، بينها 20 الفا لكل من الفريقين رسميا.
ويتوقع قدوم 40 ألف مشجع لليفربول لا يملكون التذاكر إلى باريس، حيث ينتشر سبعة آلاف شرطي لتأمين سلامة المباراة. (وكالات)