كافة الحقوق محفوظة © 2021.
لماذا مازالت الاندية عاجزة على ادارة ملفاتها المالية..!؟
الاتحاد مطالب باعادة بناء منظومة كرة القدم الاردنية
سراب سبورت _
يوماً بعد يوم، تتسع الفجوة ما بين الاندية واتحاد كرة القدم، ولا يبدو ان الامور ما بين الطرفين يسير على خير ما يرام، بعدما وصل كلاهما الى طريق مسدود، بسببه تراكم المشاكل المالية والادارية، وعدم وضوح في الرؤية الفنية، اضافة الى هشاشة القرارات التعسفية التي اطاحت بالامال والتطلعات.
وفاقمت المشكلة التحكيمية الفنية الاخيرة في مباراة الحسين والفيصلي ضمن دوري المحترفين، ووضعت الكرة الاردنية على المحك، خصوصاً وان الاخير استشعر بالاخطاء الفادحة من الحكام واصدر بياناً حاداً اكد فيه انه لن يلعب بدون حكام اجانب.
الاخطاء التحكيمية هي سلسلة ممتدة لم يتوقف ضررها على الفيصلي وحده، ففي الموسم الماضي، سجلت المباريات التي لعبها الوحدات جملة من القرارات المتسرعة التي فقد على اثرها الاخير نقاطاً مؤثرة، ومثله الرمثا واندية اخرى.
الاندية تطالب بتطبيق نظام (الفار) للحد من الاخطاء، وتطوير قطاع الحكام، فيما يؤكد الاتحاد ان هذا النظام مكلف من الناحية المالية ويحتاج الى تقنية عالية.
وليس الاخطاء التحكيمية هي المشكلة الوحيدة التي تعاني منها الاندية، فلا ملاعب مؤهلة قادرة على تطوير المستوى الفني، كون ستاد عمان الدولي (اقدم الملاعب) قد استهلك بالفعل جراء ضغط المباريات، وكذلك الحال لملعب الحسن في اربد، فيما تم اعتماد الملاعب البيتية ذات ارضية العشب الصناعي في كل من الزرقاء والعقبة وهي التي خلقت حالة من التشاؤم والاستياء عند عدد كبير من اللاعبين كونها تساهم في ازدياد حالات الاصابات بعكس (النجيل الطبيعي).
وفاقم اغلاق ملعب الملك عبدالله بالقويسمة الامور، بعد اغلاقة بسبب خضوعه للصيانة وهو امر يقرع بجرس الانذار بضرورة ان يكون للاتحاد ملعباً دولياً قانونياً يكون معتمداً له على يتم تدشين موقعه خارج التجمعات السكانية ليتيح للجمهور حرية التحرك والوصول دون الدخول في ازمات مرورية مربكة.
الملاعب الاردنية تفتقد للبنية التحتية، فهي غير مجهزة بمطاعم وبمقاصف ولا تتوفر فيها دورات صحية مؤهلة، ولا استراحات خاصة بالجماهير، في حين ان عدد المداخل والمخارج محدود للغاية ولا يفي بالغرض.
وان كان الاتحاد يلم في كثير الجوانب، فان جزء من المسؤولية يقع على عاتق الاندية، التي لم تقم منذ ما يزيد عن نصف قرن بتطوير نظامها الداخلي، حين بقي الحرس القديم، جاثم على قلوب الجماهير التي تطالب بضرورة الاحترافية في العمل الاداري وان يكون عضو مجلس ادارة النادي مؤهلاً من اكاديمياً وفنياً لكي يسهل له التعامل مع بعض القضايا المهمة.
وفشلت الاندية في ادارة مواردها بشكل جيد، فبقيت الاستثمارات الرياضية محصورة في مكان ضيق، وعجزت المجالس الادارية عن ايجاد مساحات لاقامة ملاعب قانونية قادرة على استيعاب الجماهير وبناء مرافق تدر دخلاً مالياً على الصناديق التي تعاني من العجز والخسائر، جراء استقدام المحترفين من المستوى الفني المتواضع، فضلاً الى اعتمادها على سياسية شراء اللاعب الجاهز وخصوصاً الوحدات والفيصلي ما ادى الى عدم الاهتمام بفرق الفئات العمرية والتي لم تستثمر بالشكل الصحيح.
الكرة الاردنية بحاجة اعادة بناء المنظومة لديها لكي تتمكن من العودة وبشكل سريع الى مسار التنافس، عبر الاعتماد على اسس فنية وتسويقية في ادارة ملف البطولات والمسابقات وتطوير الحكام، وايجاد وسيلة تخاطب سهلة مع الاندية لتحقيق التقدم بما ينعكس في نهاية المطاف على مستوى المنتخبات الوطنية.